الشخصيات القوية تترك بصمتها ليس فقط على صفحات التاريخ، وإنما لدى بعض الناس أيضا. هكذا كان حال أشهر ممثلة تقلد شخصية أنغيلا ميركل، بعد أن قامت بهذه المهمة لنحو عقدين، فتركت بصماتها على ظهرها ووجهها.
إعلان
أنطونيا فون روماتوفسكي، ممثلة مسرحية ومقدمة لسكيتشات سياسية ساخرة تنتقد فيها كبار الساسة الألمان. لكن النقلة النوعية التي حققتها في مسيرتها الفنية بدأت بتقديم عروضها الساخرة حول المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل وهي تتقمص شخصيتها وتظهر بمظهرها، بل وتقلد حتى صوتها. مهمة بدأت بتعيين ميركل مستشارة للبلاد في عام 2005 وحتى انتهاء ولايتها التشريعية العام الماضي.
طول هذه المدة كانت فون روماتوفسكي ضيفة على البرامج السياسية الساخرة على شاشات التلفاز بشكل دوري، وقيل إن ميركل نفسها كانت تتابع عروضها وتستمتع بها.
اليوم ومع خروج ميركل من معترك السياسة أقرت الممثلة المسرحية البالغة من العمر 45 عاما في حوار مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" في عددها الصادر الاثنين (الثاني من مايو/ أيار 2022)، بأن مهمة تقليد ميركل تركت بصمات على جسدها، تقتضي حصصا علاجية مرة في الشهر بسبب آلام الظهر التي كان سببها اعتماد مشية ميركل ووقفتها. وتوضح أنطونيا فون روماتوفسكي قائلة: "للسيدة ميركل ظهر متقوس قليلا، يشبه قليلا ظهر السلحفاة. ولتقليد صوتها كان عليّ أن أقف تماما مثلها، ما يعني أنه كان عليّ دائما الانحناء شيئا ما إلى الأمام".
هذا على مستوى الظهر، لكن أيضا على مستوى الوجه تقول فون روماتوفسكي، إن أولى التجاعيد حول محيط منطقة الفم بدأت هي الأخرى بالظهور، وتقول الممثلة إن ذلك أمر طبيعي بحكم الساعات الطوال التي تقضيها يوميا في تقليد ميركل سواء على خشبة المسرح أو في إطار التمرينات اليومية التي تواظب عليها.
وحول السؤال ما إذا كانت ستتوقف على أداء هذا الدور، ردّت أنطونيا فون روماتوفسكي بالنفي، مشددة على أن ميركل لا تزال تحظى بأهمية كبيرة وشعبيتها متواصلة، وأنها ستواصل تقديم ميركل، لكنها لم "تعد" مستشارة.
وسبق لفون روماتوفسكي أن قلدت أيضا شخصية وزيرة الداخلية السابقة والأمينة العامة للحزب المسيحي الديمقراطي (حزب ميركل) سابقا، أنغريت كرامب كارنباور، أو رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، إضافة إلى زعيمة حزب اليسار السابقة، الشخصية المثيرة للجدل، سارة فاغنكنيشت، إلى جانب شخصيات نسائية سياسية أخرى.
و.ب/خ.س
كلمات وداع مؤثرة من قادة العالم للمستشارة ميركل
تنهي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مسارها السياسي بعد 16 عامًا في المنصب. وبهذه المناسبة توجه إليها عدد كبير من قادة العالم الحاليين والسابقين بكلمات مؤثرة. في هذه الجولة المصورة نستعرض بعضها.
صورة من: Guido Bergmann/Bundesregierung/Getty Images
أشاد الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بميركل قائلا إنها "صديقة عظيمة وصديقة شخصية له وللولايات المتحدة الأمريكية"، ووصفها بأنها امرأة "تاريخية". وخلافا لسلفه دونالد ترامب فإن علاقة ميركل ببايدن أفضل بكثير. رغم ذلك ظلت العلاقة هادئة.
صورة من: Guido Bergmann/Bundesregierung/Getty Images
وصف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ميركل بأنها تتمتع "بروح الدعابة والبراغماتية الحكيمة"، مضيفا أنها "بوصلة أخلاقية لا هوادة فيها". ووجه أوباما الخطاب لميركل بالقول "سعيد جدا لأني أصبحت صديقا لك".
صورة من: Reuters/M. Kappeler
رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل أثنى على ميركل ووجه لها خطابا مؤثرا جاء فيه: "أنت نصب تذكاري. المجلس الأوروبي بدون أنغيلا كروما بدون الفاتيكان أو باريس بدون برج إيفل. سنفتقد حكمتك، خاصة في الأوقات الصعبة".
صورة من: Reuters/V. Mayo
رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي السابق جان كلود يونكر هو من الشخصيات التي عملت لسنوات عن قرب مع ميركل. وجمعته بالمستشارة الألمانية عدة قمم أوروبية ودولية. ويقول عن ميركل: "أنا أقدرها كعمل فني كامل. لأنها تتكون من أجزاء كثيرة ... خلال 16 عامًا عملت الكثير على نحو صحيح ولم تقم بأي خطأ جوهري".
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
يعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أقرب شريك لميركل داخل الاتحاد الأوروبي. ورغم أن ميركل لم تستجب للكثير من مطالب ماكرون لإدخال إصلاحات مالية في الاتحاد، إلا أن العلاقة بينهما لم تتأثر سلبا. وغرد ماكرن مخاطبا ميركل: "شكرًا لك عزيزتي أنغيلا على المعارك التي خضتها من أجل أوروبا".
صورة من: John Thys/AFP/dpa/picture alliance
يبقى رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الشريك الأكثر صعوبة لميركل خصوصا بسبب دوره في إخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك فجونسون جامل ميركل خلال زيارتها الوداعية إلى لندن. وشكر المستشارة على "التزامها التاريخي، ليس فقط من أجل العلاقات الألمانية البريطانية، ولكن للدبلوماسية في جميع أنحاء العالم".
صورة من: David Rose/Daily Telegraph/empics/picture alliance
لو كان الأمر بيد توني بلير لبقيت بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. ويقول رئيس الوزراء البريطاني الأسبق عن تعامل ميركل مع مفاوضات خروج لندن من الاتحاد: "كان إنجازا رائعا أن نحافظ على التماسك في أصعب مرحلة مرت بها أوروبا".
صورة من: Gretel Ensignia/AP Photo/picture alliance
علاقة ميركل بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم تكن سهلة. واجهتهما مشاكل عدة في عدة مجالات منها ملف حقوق الإنسان. غير أن أردوغان امتدح ميركل ووصفها بـ "الصديقة" و "المستشارة العزيزة" وبأنها "سياسية متمرسة لديها دائما مقاربة معقولة وموجهة نحو الحل".
صورة من: OZAN KOSE/AFP
في ولايتها الأولى والثانية كانت ميركل من بين المعجبين بصعود الصين. لكن الوضع تغير في نهاية منصبها كمستشارة حيث صارت أكثر تشككًا. وودعها الرئيس الصيني شي جين بينغ بشريط فيديو وصفها فيه بـ "الصديقة القديمة للصين".
صورة من: Liu Bin/XinHua/dpa/picture alliance
تهرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تقييم ميركل. وسئل مؤخراً عما إذا كان سيفتقدها فكان رده: "كانت في السلطة لمدة 16 عامًا، وهو أمر رائع". وأضاف أنه كان بإمكانها الترشح مرة اخرى. والتقطت هذه الصورة للسياسيين عام 2007 عندما سمح بوتين بدخول كلبه رغم علمه أن ميركل تخشى الكلاب، الأمر الذي لم تظهره خلال اللقاء.
صورة من: ITAR-TASS/imago images
يقضي الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن وقت فراغه بشكل أساسي في الرسم. من بين اللوحات التي رسمها بريشته لوحة لأنغيلا ميركل التي زارته مرة في مزرعته في تكساس. وفي حديث لدويتشه فيله (DW) قال بوش الابن "أنغيلا ميركل شغلت منصبها المهم للغاية بإتقان وكرامة. لقد فعلت الأفضل لألمانيا، وهي فعلت ذلك على أساس المبادئ".