بسبب القميص.. أزمة سياسية عطّلت مباراة قمة مغربية جزائرية!
٢١ أبريل ٢٠٢٤
اعترض فريق نهضة بركان المغربي على حجز أمتعته بمطار هواري بو مدين لتضمن قميص الفريق خريطة المغرب مدمجة مع الصحراء الغربية. ولم ينزل لاعبو بركان أرض ملعب "5 جويلية" لمواجهة اتحاد العاصمة، بذهاب نصف نهائي الكونفدرالية.
إعلان
لم تقم المباراة التي كانت مقرة بين اتحاد الجزائر لكرة القدم حامل اللقب وضيفه نهضة بركان المغربي مساء اليوم الأحد (21 أبريل/ نيسان 2024)، في ذهاب الدور قبل النهائي من بطولة كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفدرالية).
وعند الساعة الثامنة ليلا بالتوقيت المحلي (السابعة بالتوقيت المحلي) نزل لاعبو اتحاد الجزائر إلى أرضية الميدان في مشهد مماثل للمباريات السابقة لكن في غياب حكام الساحة ونادي نهضة بركان الذي آثر البقاء في غرف ملابس ملعب 5 يوليو في العاصمة الجزائرية.
وفي الوقت الذي تواجد فيه نحو 50 ألف مشجع على المدرجات، أخذ حكام الفار مكانهم في الغرفة الخاصة بهم. وتمسك نادي نهضة بركان باللعب بقمصانه التي أتى بها من المغرب وهو ما رفضته السلطات الجزائرية التي رأت في قمصان النادي المغربي استفزازا لكونها تظهر شعارات سياسية لاحتوائها على خريطة جغرافية للمغرب تضم أراض الصحراء الغربية.
وأكد رئيس الفريق البرتقالي حكيم بن عبد الله لوسائل إعلام مغربية أنه أخبر مسؤولي الاتحاد الأفريقي "رفضه أي نقاش في الموضوع، لا مباراة بدون القميص الذي عليه الخريطة الكاملة للمملكة المغربية".
وقبل ساعات من انطلاق المباراة راسل الاتحاد الأفريقي نظيره الجزائري من أجل السماح لنهضة بركان باستعادة قميصه واللعب به، بعد طعن الجزائريين في قرار سابق من لجنة الأندية الأفريقية التي أكدت أن قميص بركان معتمد وسبق له اللعب به خلال الأدوار السابقة من المسابقة.
وبرر الطرف الجزائري رفضه بأن الفريق المغربي يضع خريطة لا تتوافق مع خرائط الأمم المتحدة.
وقال توفيق قريشي، المدير الرياضي لنادي اتحاد الجزائر إنه جرى توفير بذلتين بديلتين بنفس المواصفات الأصلية من لون إلى أسماء اللاعبين وتم وضعهما في غرف تبديل ملابس نادي نهضة بركان الذي رفض النزول إلى أرضية الملعب.
وكشف قريشي، أن اتحاد الجزائر سيطعن في أي قرار محتمل "غير منصف" للكاف لدى محكمة التحكيم الرياضي الدولية في غضون المهلة القانونية المحددة بـ 10 أيام، مشددا على ضرورة احترام لوائح كاف والفيفا التي تمنع إظهار الشعارات والرموز السياسية على أقمصة اللاعبين.
كما أبرز أن موضوع سفر الفريق إلى المغرب للعب مباراة العودة هو بيد إدارة نادي اتحاد الجزائر والسلطات الحكومية. وبعد نحو 25 دقيقة خرج لاعبو نادي نهضة بركان من غرف الملابس رفقة إداريي ومسؤولي الفريق باتجاه الحافلة تحسبا لمغادرة الملعب والعودة إلى الفندق تحت حراسة أمنية مشددة، فيما كان لاعبو اتحاد الجزائر يتدربون على ملعب الخامس يوليو تحت أنظار مدربهم كارلوس جاريدو، ومشجعيهم.
وفي انتظار ما سيقرره الاتحاد الأفريقي للعبة في الساعات القادمة، يفترض أن تقام مباراة العودة الأحد المقبل بالمغرب.
وتشهد علاقات البلدين أزمة دبلوماسية متواصلة منذ قطع الجزائر علاقاتها مع الرباط صيف العام 2021، متهمة الأخيرة باقتراف "أعمال عدائية" ضدها، في سياق النزاع بين البلدين حول الصحراء الغربية.
ص.ش/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)
العلاقات المغربية الجزائرية.. محطات بين التلاحم والعداء
قطع الجزائر علاقتها الدبلوماسية مع المغرب هو أحدث تطور لعقود من التوتر والأزمات، حيث تحولت العلاقة بين البلدين من الدعم والمساندة إلى القطيعة والعداء بسبب ملف الصحراء الغربية الشائك وتراشق الاتهامات بدعم الانفصاليين.
صورة من: daniel0Z/Zoonar/picture alliance
المغرب يدعم الثورة الجزائرية
عند اندلاع ثورة التحرير الجزائرية في نوفمبر 1954 سارع ملك المغرب محمد الخامس آنذاك إلى دعم حركة المقاومة، وبادر على مدار سنوات إلى استضافة قادة الثورة، مؤكدا على أن تحرر الجزائر هي قضية مركزية للدول المغاربية. وفي ظل تعاطف شعبي كبير، تمّ جمع التبرعات وفُتحت الحدود أمام الثوار الجزائريين، ما ساهم في رفد الثورة الجزائرية بالمال والسلاح.
صورة من: dpa
حرب الرمال
صفو العلاقات تكدر في العام 1963، حين اندلعت "حرب الرمال" بين البلدين الجارين بسبب مجموعة حوادث حدودية. وكان ذلك بعد عام على استقلال الجزائر لتستمر "حرب الرمال" عدة أيام تاركة شرخاً حقيقيا في العلاقات.
صورة من: picture-alliance/dpa/UPI
المسيرة الخضراء ساهمت في توتر العلاقة
عبر "المسيرة الخضراء" في 1975 والتي شارك فيها 350 ألف مغربي، بسط المغرب سيطرته على الصحراء الغربية. وفي آذار/ مارس 1976 قطع علاقاته الدبلوماسية مع الجزائر بعد اعترافها بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية" التي أعلنتها جبهة بوليساريو.
صورة من: picture-alliance/dpa/DB UPI
تحسن في العلاقات
في 26 شباط/فبراير 1983 التقى الملك الحسن الثاني مع الرئيس الشاذلي بن جديد على الحدود الجزائرية المغربية. ساهم هذا اللقاء في عودة حرية التنقل بين البلدين، كما أُعلن عن ذلك في أبريل/ نيسان من العام ذاته. ثم في أيار/مايو تمّ الاتفاق على السماح تدريجيا بتنقل الأشخاص وبحرية نقل السلع بين البلدين وفتح الخطوط الجوية وسكك الحديد.
صورة من: picture-alliance/dpa
فرض تأشيرة واغلاق الحدود
في 16 آب/أغسطس 1994 استنكرت الرباط تصريحات الرئيس الجزائري اليمين زروال التي اعتبر فيها أن الصحراء الغربية "بلد محتل". وفي 26 آب/ أغسطس فرض المغرب التأشيرة على جارته الشرقية عقب هجوم استهدف فندقا في مراكش قُتل فيه سائحان إسبانيان على يد إسلاميين متطرفين. واتّهم المغرب قوات الأمن الجزائرية بالضلوع في الهجوم، فيما أغلقت الجزائر حدودها مع المغرب.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Senna
تقارب وجفاء
في 25 تموز/يوليو 1999 شارك الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في مراسم جنازة الملك الراحل الحسن الثاني في الرباط. لكن بداية التقارب سرعان ما نسفته مجزرة أوقعت 29 قتيلا في جنوب غرب الجزائر، اتّهم بوتفليقة على خلفيتها المغرب بتسهيل تسلل إسلاميين مسلّحين إلى بلاده.
صورة من: AP
عودة اللقاءات
لقاءات بين الرئيس بوتفليقة والعاهل المغربي محمد السادس، أسهمت في "كسر الجليد" قليلاً. ففي تموز/يوليو 2011 أعلن ملك المغرب تأييده لإعادة فتح الحدود البرية ولتطبيع العلاقات. وهو ما ردّ عليه الراحل عبد العزيز بوتفليقة معرباً عن "عزمه إعادة تعزيز العلاقات لما فيه مصلحة البلدين".
صورة من: Getty Images/AFP/E. Feferberg, F. Senna
دعوة لفتح صفحة جديدة
في كانون الأول/ديسمبر 2019 دعا الملك محمد السادس إلى فتح "صفحة جديدة" في رسالة تهنئة إلى الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون.
صورة من: Niviere David/ABACAPRESS/picture alliance
ملف الصحراء الشائك يتجدد
في كانون الأول/ديسمبر 2020 نددت الجزائر بـ"مناورات أجنبية" تهدف إلى زعزعة استقرارها متّهمة بذلك إسرائيل التي كانت قد وقعت مع المغرب "معاهدة تطبيع"، ضمن اتفاق ثلاثي أفضى أيضا إلى اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. وفي 18 تموز/يوليو 2021 استدعت الجزائر سفيرها لدى المغرب "للتشاور".
"اعادة النظر" بالعلاقات بين البلدين
في 31 تموز/يوليو الماضي، في خطابه بمناسبة اعتلاءه على العرش، أعرب ملك المغرب عن "أسفه للتوترات بين البلدين" ودعا إلى إعادة فتح الحدود البرية. لكن الجزائر قررت في 18 آب/ أغسطس "إعادة النظر" في علاقاتها مع المغرب الذي اتّهمته بالتورّط في الحرائق الضخمة التي اجتاحت البلاد.
صورة من: Billel Bensalem/App/dpa/picture alliance
قطع العلاقات
في 24 آب/ أغسطس أعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب "الأعمال العدائية" للمملكة ضد الجزائر "منذ استقلالها"، إلى غاية "استخدام برنامج بيغاسوس للتجسس على مسؤولين جزائريين ودعم حركة انفصالية" على حدّ قوله.
صورة من: Fateh Guidoum/AP/picture alliance
أسف مغربي لقطع العلاقات
وفي ردّ فعل رسمي، أعربت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج عن أسفها "للقرار الأحادي" الذي اتخذته الجزائر، معتبرة إياه قراراً "غير مبرر"، لكنه "متوقعا بالنظر إلى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الأخيرة"، كما جاء في بيان الوزراة المغربية. (اعداد: علاء جمعة)