بسبب تصريحات سانشيز.. إسرائيل تستدعي سفيرتها من إسبانيا
٣٠ نوفمبر ٢٠٢٣
أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز حفيظة إسرائيل التي استدعت سفيرتها من مدريد للتشاور. ولم تكتف بذلك، بل استدعت السفير الإسباني لديها للاحتجاج على التصريحات التي وصفها وزير الخارجية الإسرائيلي بـ"المشينة".
إعلان
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي ، الخميس (30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023)، استدعاء سفيرة بلاده لدى مدريد بسبب ما وصفها بـ"التصريحات المشينة" لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، والتي شكك من خلالها في شرعية القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
ونشر وزير الخارجية إيلي كوهين عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا) إنه و"بسبب التصريحات المشينة لرئيس الوزراء الإسباني الذي كرر مرة أخرى ادعاءات لا أساس لها من الصحة، قررت استدعاء السفيرة الإسرائيلية لدى إسبانيا مجددا إلى القدس للتشاور".
وقبلها بساعات استدعت إسرائيل السفير الإسباني لتوبيخه، بعدما قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز إنه يشك في أن إسرائيل تحترم القانون الإنساني الدولي في قطاع غزة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أصدر تعليماته لوزير الخارجية باستدعاء السفير الإسباني "لتوبيخه"، "بعد التصريحات المخزية التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسباني في نفس اليوم الذي قتل فيه إرهابيو حماس إسرائيليين في عاصمتنا القدس".
وقتل مسلحان من حماس ثلاثة أشخاص في محطة للحافلات بالقدس خلال ساعة الذروة الصباحية اليوم الخميس.
وقال كوهين في بيان نقلت عنه صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن "إسرائيل تتصرف وستستمر في التصرف وفقا للقانون الدولي، وسنستمر في الحرب حتى الإفراج عن الرهائن، والقضاء على حماس في غزة".
وقال إن حماس تتحمل مسؤولية الوضع في غزة، لتخطيطها لهجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. وأضاف كوهين أن "المنظمة الإرهابية حماس ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وضد المواطنين الإسرائيليين والمواطنين في غزة".
ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.
ف.ي/أ.ح/ز.أ.ب (د ب ا، رويترز)
حصيلة ثقيلة جراء الهجوم على إسرائيل.. انقسام عربي وإدانة غربية
"يوم قاسٍ" عاشته إسرائيل حسب قياداتها بعد تنفيذ حماس هجوما كبيرا أدى لمقتل وأسر المئات، غالبيتهم مدنيين. نتنياهو توعد بالرد، والغرب أعلن دعمه الكامل لإسرائيل. في المقابل اتسمت مواقف البلدان العربية والإسلامية بالانقسام.
صورة من: Ilia yefimovich/dpa/picture alliance
هجوم مفاجئ من حماس
في خطوة مباغتة، قامت حركة حماس، يوم السبت 07 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بهجوم كبير على إسرائيل عبر إطلاق وابل من الصواريخ في اتجاه بلدات ومدن إسرائيلية، فضلاً عن اختراق عدد من المسلحين للسياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول غزة. وقتل عدد كبير من المدنيين وعناصر من جهازي الشرطة والجيش، فضلاً عن أسر العشرات، في الهجوم الإرهابي.
صورة من: Ilia yefimovich/dpa/picture alliance
حصيلة القتلى في ارتفاع وجلهم مدنيين
الهجوم الصادم اعتبرته واشنطن "أسوأ هجوم تتعرّض له إسرائيل منذ 1973". تجاوزت حصيلة القتلى الإسرائيليين 700 شخص، بينهم 73 عسكرياً فضلا عن مئات الجرحى. القتال استمر داخل مدن إسرائيلية محاذية لغزة لليوم الثالث تواليا، ما دفع إسرائيل إلى إخلاء جميع سكان غلاف غزة، معلنة أنها في "حالة حرب".
صورة من: Menahem Kahana/AFP/Getty Images
إسرائيل تتوعد بالرد
أطلقت حماس، المصنفة حركة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، اسم "طوفان الأقصى" على هجومها قائلة إنه جاء ردا على "العدوان الإسرائيلي" في القدس. في المقابل أطلقت إسرائيل عملية "السيوف الحديدية"، واستدعت 300 ألف جندي احتياط، وقصفت المئات من الأهداف في قطاع غزة. كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية فرض حصار مطبق على القطاع.
صورة من: dpa
المأساة كذلك في غزة
في الجانب الفلسطيني، الوضع الإنساني كذلك في غاية الصعوبة، وزارة الصحة في غزة أكدت وقوع حوالي 500 قتيل ومئات الجرحى جراء القصف الإسرائيلي، فيما أكدت الأمم المتحدة نزوح 123 ألف شخص داخل القطاع الذي يعاني مسبقا من تدهور الخدمات الأساسية، كما سقط قتلى فلسطينيون في الضفة الغربية في مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
صورة من: Ibraheem Abu Mustafa/REUTERS
الغرب يدعم إسرائيل
ألمانيا أكدت وقوفها إلى جانب إسرائيل وقالت إنه من حق هذه الأخيرة الدفاع عن نفسها أمام "الهجمات الهمجية"، لكنها حذرت من تطور الصراع. الولايات المتحدة أعلنت تقديم "دعم إضافي" لحليفتها إسرائيل وتحريك حاملة طائرات إلى شرق المتوسط، كما أدان الاتحاد الأوروبي الهجمات وأبدى تضامنه مع إسرائيل. وتصنف كل هذه الأطراف حماس حركة إرهابية.
صورة من: LIESA JOHANNSSEN/REUTERS
انقسام عربي
الإمارات وصفت هجوم حماس بـ"التصعيد الخطير" وأكدت "استياءها إزاء تقارير اختطاف المدنيين الإسرائيليين". المغرب أدان استهداف المدنيين من أي جهة كانت لكنه أشار إلى تحذيره السابق من "تداعيات الانسداد السياسي على السلام". وحذرت مصر من تداعيات "التصعيد" لكنها دعت المجتمع الدولي لحث إسرائيل "على وقف اعتداءاتها"، فيما أكدت قطر انخراطها في محادثات وساطة مع حماس ومسؤولين إسرائيليين تشمل تبادلا محتملا للأسرى.
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
ماذا بشأن السعودية وإيران وتركيا؟
توجهت أيضا الأنظار لموقف السعودية التي يتردد أنها مقبلة على التطبيع مع إسرائيل. الرياض طالبت بوقف التصعيد، لكنها ذكرت "تحذيراتها من انفجار الأوضاع نتيجة الاحتلال". إيران وقفت بوضوح إلى جانب حماس لكنها نفت ضلوعها في الهجوم ردا على اتهامات إسرائيلية وأمريكية، فيما دعت تركيا التي تحسنت علاقاتها بإسرائيل مؤخراً، إلى "دعم السلام" و"عدم الإضرار بالمدنيين".