بسبب صلاته بموسكو.. شكوى قضائية ضد المستشار الأسبق شرودر
٩ مارس ٢٠٢٢
بسبب الحرب في أوكرانيا يضيق الخناق أكثر فأكثر على المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر، الذي تربطه صداقة بالرئيس الروسي بوتين ويتولى مناصب رفيعة بشركات روسية كبرى، ولذلك يواجه الآن دعوى قضائية.
إعلان
أكد مكتب المدعي العام في مدينة هانوفر بشمال ألمانيا لوكالة فرانس برس أنه نقل طلبا للتحقيق في شكوى مقامة على العديد من الأشخاص من بينهم المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر، إلى المدعي العام الاتحادي في كارلسروه، مقر المحكمة الدستورية الألمانية.
وسيتعين على المحكمة الدستورية أن تقرر ما إذا كانت ستفتح تحقيقا لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان. وتتمحور الشكوى حول "جرائم ضد الإنسانية".
وبناء على تقرير لصحيفة "باديشه تسايتونغ" الألمانية أمس الثلاثاء فإن الشكوى تم تقديمها ضد شرودر في هانوفر الأسبوع الماضي، وانتقلت إلى كارلسروه يوم الاثنين. ولم ترغب السلطات في كارلسروه في التعليق للصحيفة بخصوص الشكوى.
وتعرّض شرودر لضغوط بسبب علاقاته الوثيقة مع موسكو وصداقته الشخصية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعدم النأي بنفسه عن بوتين، في ظل ما يحدث في أوكرانيا.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس حضّه الأسبوع الماضي على ترك منصبيه في شركتي الطاقة الروسيتين العملاقتين "روسنفت" و"غازبروم" عقب غزو بوتين لأوكرانيا، قائلا إنه ليس من "الصواب" الاحتفاظ بهما.
وشرودر الذي شغل منصب مستشار ألمانيا في الفترة الممتدة من 1998 إلى 2005، هو رئيس مجلس إدارة شركة النفط الروسية العملاقة "روسنفت". ومن المقرر أن ينضم شرودر (76 عاما) إلى مجلس الإشراف في "غازبروم" في حزيران/يونيو.
وتقف مجموعة الغاز العملاقة هذه وراء خط أنابيب "نورد ستريم 2" المثير للجدل الذي علّق شولتس ترخيصه، في واحد من أول ردود فعل الغرب على الحرب في أوكرانيا.
ووقع شرودر بنفسه على الخط الأول "لنورد ستريم" في الأسابيع الأخيرة من ولايته ويترأس حاليًا لجنة المساهمين في خط الأنابيب. ودفع رفضه قطع صلاته مع روسيا، نادي كرة القدم الألماني بوروسيا دورتموند إلى حرمانه من عضويته الفخرية.
يذكر أن قادة أوروبيين سابقين آخرين، بينهم الفرنسي فرنسوا فيون والإيطالي ماتيو رينزي، قد شغلوا مناصب روسية.
من أديناور إلى ميركل.. مستشارو ألمانيا وبصماتهم في الحكم
ستة مستشارين ومستشارة ترأسوا الحكومات الألمانية المتعاقبة منذ عام 1949، آخرهم أنغيلا ميركل. DW تأخذكم في جولة تاريخية للتعرف على أسلاف ميركل في الحكم وسيرهم وتركتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Sauer
كونراد أديناور (1949-1963)
كان كونراد أديناور أول مستشار لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وتحت قيادته أصبحت ألمانيا دولة ذات سيادة. في السياسة الخارجية انضمت ألمانيا إلى المعسكر الغربي في مواجهة الاتحاد السوفيتي وحلفائه. وقد اعتبر أسلوب أديناور المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي في الحكم استبداديا. ينحدر أديناور من منطقة حوض الراين ومن هنا جاء سعيه إلى أن تصبح مدينة بون هي عاصمة جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: Imago/United Archives International
لودفيغ إيرهارد (1963-1966)
في عام 1963 أجبر الحزب المسيحي الديمقراطي أديناور البالغ من العمر 87 عاماً على الاستقالة واختار لودفيغ إيرهارد خليفة له. وكان إيرهارد قد اكتسب شهرة وشعبية لتبنيه نظام السوق الاجتماعي واصبح "أب" المعجزة الاقتصادية الألمانية. كان السيجار لا يفارق شفتيه ومن النادر رؤيته بدونه؛ إذ كان يدخن ما لا يقل عن 15 سيجاراً في اليوم. لم تعمر حكومته طويلاً؛ إذ استقال عام 1966.
صورة من: picture-alliance/dpa
كورت غيورغ كيسنغر (1966-1969)
شكل كورت غيورغ كيسنغر أول حكومة اتلافية موسعة من الحزبين المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي. ونجح في إعطاء دفعة للاقتصاد الذي أصابه الركود، غير أن إقرار قانون الطوارئ الذي يعطي للدولة حقوق خاصة للتعامل مع الأزمات دفعت الشباب للنزول إلى الشارع. ومن هنا ولدت الحركة الطلابية في أواخر الستينات. كان كيسنغر موضع جدل بسبب ماضيه أثناء الحكم النازي.
صورة من: picture-alliance/dpa
فيلي برانت (1969-1974)
أدى الحراك الاجتماعي إلى تغيير سياسي؛ إذ أصبح فيلي برانت أول مستشار ألماني ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي. جلوسه على ركبتيه أمام نصب تذكاري للغيتو اليهودي في وارسو بقيت عالقة في الأذهان لطلب المسامحة على الماضي النازي لألمانيا والمصالحة مع الحاضر. وقد تبني سياسة خارجية خففت حدة التوتر مع المعسكر الشرقي، وحاز بسببها على جائزة نوبل للسلام عام 1971.
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت شميت (1974-1982)
تقلد هيلموت شميت منصب المستشار بعد استقالة صديقه ورفيقه الحزبي فيلي برانت. وقد تميز عهده بعدة أزمات، من بينها التضخم والانكماش الاقتصادي والحظر النفطي العربي إبان حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973. وقد واجه إرهاب "الجيش الأحمر" اليساري RAF بكل حزم ولم يخضع لابتزازهم. وخسر منصبه في اقتراع على الثقة في البرلمان الألماني (بوندستاغ).
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت كول (1982-1998)
أطول رئيس حكومة في تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية؛ إذ استمر عهده 16 عاماً. كان كول غير ميالاً للإصلاح ويسعى للمحافظة على الأوضاع كما هي، غير أنه دخل التاريخ كـ"مستشار الوحدة الألمانية" ومهندسها. كما عمل على إعادة بناء ما كان سابقاً يسمى بـ "جمهورية ألمانيا الديمقراطية". لم تتوقف تركته عند حدود ألمانيا، إذ أنه عمل بدأب على الدفع باتجاه تقوية العلاقات الأوروبية وتسهيل الاندماج الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa
غيرهارد شرودر (1998-2005)
بعد أربع فترات انتخابية لهيلموت كول نضج مزاج التغير. ترأس غيرهارد شرودر أول حكومة ائتلافية بين الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر. وفي ظله شاركت ألمانيا للمرة الأولى في مهمات عسكرية خارجية في إطار الناتو كتلك في أفغانستان. وقد أدخل شرودر تعديلات على نظام الرعايا الاجتماعية فيما عرف بـ"أجندة 2010". وقد تسببت ذلك بأزمة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتظاهر الكثيرون ضد ما أسموه "التجريف الاجتماعي".
صورة من: picture-alliance/dpa
أنغيلا ميركل (2005- إلى اليوم)
انتخبت أنغيلا ميركل كأول سيدة لمنصب المستشارة في 2005. وفي 14 آذار/مارس 2018 أعيد انتخابها للمرة الرابعة. نهجها السياسي تميز بالبراغماتية. بدأ نجمها السياسي بالأفول شيئاً فشيئاً منذ عام 2015 وقرارها التاريخي بإدخال أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا. وبعد عدة خسارات في انتخابات الولايات أعلنت "المرأة الحديدة" أنها ستتخلى عن رئاسة الحزب ولن تترشح لمنصب المستشارة في عام 2021.
ديانا بيسلر/ خالد سلامة