1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بسبب قطر..هل يربك تعديل موعد المونديال عالم كرة القدم؟

٥ يناير ٢٠٢٢

لا يزال عالم الساحرة المستديرة منقسما حيال مزايا الأجندة الكروية الجديدة للعام المقبل، بما في ذلك إقامة كأس العالم في نوفمبر وديسمبر لأول مرة نظرا لصيف قطر، فهل تصب الأجندة الكروية الجديدة في صالح كرة القدم أم لا؟

تنظيم كأس العالم في قطر سيؤثر على المنافسات الكروية الأوروبية
تنظيم كأس العالم في قطر سيؤثر على المنافسات الكروية الأوروبية صورة من: Markus Gilliar/GES/picture alliance

واجه العالم أوقاتا صعبة في ظل جائحة كورونا التي أربكت حياة الملايين في جميع أنحاء المعمورة وتوقفت معظم مناحي الحياة، ورغم ذلك لم يتوقف عالم الساحرة المستديرة، كرة القدم.

فخلال الوباء، نُظمت مباريات كبيرة وتنافست الفرق والمنتخبات للتتويج وحصد البطولات، ورغم ذلك فإن العام المقبل لن يكون مألوفا بعض الشيء بسبب التغير الذي طرأ على الأجندة الكروية.

وسيكون التغيير الأكبر في تنظيم كأس العالم 2022 في قطر إذ ستُجرى البطولة الأكبر في عالم كرة القدم والتي ينتظرها عشاق الساحرة المستديرة في شغف كل أربع سنوات، في الفترة ما بين 21 نوفمبر / تشرين الأول وحتى 18 ديسمبر / كانون الأول، وذلك لأول مرة وليس في مايو / أيار أو يونيو / حزيران أو يوليو / تموز مثلما نُظمت بطولات كأس العالم السابقة.

بيد أن هذا لا يعني أن مونديال قطر  سيكون أول كأس عالم يقام في الشتاء، ففي عام 1930 استضافت أوروجواي بطولة كأس العالم في الشتاء لأن شهر يوليو / تموز هو فصل الشتاء في نصف الكرة الجنوبي. وهذا الكلام ينطبق أيضا على تنظيم الأرجنتين كأس العالم في 1978 وجنوب إفريقيا في عام 2010 والبرازيل في عامي  1950 و 2014.

أما في حالة كأس العالم 2022، فقد افترضت الدولة المضيفة قطر قدرتها على استضافة البطولة في يونيو / حزيران ويوليو/ تموز إذ أكدت على قدرتها عمليا على عدم جعل الأمر يشكل مشكلة بسبب أجهزة التكييف.

بيد أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) - وليس قطر – اعتبر أن الطقس سيكون شديد الحرارة ولذا قرر تغيير المواعيد في قرار لم يحظ بقبول كبير، لكن تاثير ذلك على مواسم المنافسات الأوروبية لن يكون مربكا أو دراميا، بعكس ما يخشى الكثير.

ساعة العد التنازلي للبطولة بحضور رئيس الفيفا ونجوم الساحرة المستديرة.صورة من: The Yomiuri Shimbun via AP/picture alliance

وكما هو متوقع، تستضيف سان بطرسبرغ في 28 مايو / آيار نهائي دوري أبطال أوروبا 2022، لذا فإن التغيير يطرأ على نهائي عام 2023 الذي سيُنظم في 10 يونيو / حزيران، حيث تم التعديل بسبب مونديال قطر.

أما فيما يتعلق بالدوري الألماني فإنه يحظى باستراحة قصيرة في منتصف الموسم وعدد أقل من الفرق مقارنة بدوريات كرة القدم الأخرى، لذا فإن التأثير لن يكون كبيرا باستثناء حدوث فجوة كروية كبيرة في خلال نوفمبر / تشرين الثاني وديسمبر / تشرين الأول.

فخلال موسم 2021/22 للبوندسليغا، لن يكون هناك ثمة تأثير حقيقي بينما من المقرر أن يبدأ موسم 2022/23 في 5 أغسطس/ آب  وينتهي في 27 مايو / آيار.

ومن المقرر أن تبدأ فترة توقف البوندسليغا بسبب مباريات كأس العالم من 13 نوفمبر / تشرين الثاني وحتى  20 يناير/ كانون الثاني. 

وكان من الممكن استئناف الدوري في موعد مبكر عن ذلك لضمان انتهاء الموسم في مايو / أيار 2023، بيد أن المسؤولين قرروا منح اللاعبين المزيد من الراحة وتجنب إقامة المباريات في أسوا فترات فصل الشتاء في ألمانيا.

"موعد ثابت"

أما فيما يتعلق بالدوري الإنجليزي الممتاز "البرمييرليغ"، فسوف يتوقف مع انطلاق كأس العالم  في 13 نوفمبر / تشرين الثاني ما يعني عدم منح مدربي المنتخبات المزيد من الوقت للاستعداد لمنافسات المونديال.

وفي ضوء ذلك، يبدأ الدوري في 6 أغسطس / آب ثم تعود المنافسات بسرعة بعد نهائيات كأس العالم في 26 ديسمبر / كانون الأول لكي ينتهي الموسم الإنجليزي في 28 مايو / آيار مما يعني إرهاق نجوم الدوري من الأجانب بسبب السفر والرحلات الجوية.

وعن ذلك، قال أسطورة الكاميرون ولاعب تشيلسي السابق جيريمي، الذي يرأس حاليا النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو) عن قارة إفريقيا، "ما يهم لاعب كرة القدم هو اللعب، لكن على مر السنين يصبح من الصعب الحفاظ على الإيقاع المستمر للمباريات فوق اعتبارات رحلات السفر الطويلة إلى مناطق مناخية وزمنية مختلفة".

ويبدو أن هذا الأمر سيمثل عبئا على اللاعبين، لكن كان سيتعين عليهم تحمل العبء ذاته إذ استمر الموسم، وهذا ما يحدث في دوريات كرة القدم التي تجرى في مواعيد تختلف عن مواعيد مواسم كرة القدم في أوروبا الغربية. 

أحد ملاعب كأس العالم 2022 في قطر صورة من: Iliya Pitalev/dpa/picture alliance

وقد يكون الدوري الأمريكي لكرة القدم المثال الأوقع على هذا إذ يبدأ في فبراير / شباط ويستمر حتى نوفمبر / تشرين الأول، لذا فإن التوقف الطبيعي للمنافسة يكون في شهر يونيو/ حزيران، بسبب تنظيم بطولات كأس العالم السابقة.

اما فيما يتعلق باللاعبين الأوروبيين، فعلى الأقل سوف يحصلون على راحة في يونيو / حزيران العام المقبل وهو الأمر الذي لم يكن ليحصلوا عليه إذ نُظمت كأس العالم في الصيف وليس في شتاء كما الحال مع مونديال قطر.

كذلك سيمنح هذا الأمر مدربي المنتخبات الوطنية مثل هانزي فليك المدير الفني للمنتخب الألماني بضعة أشهر أخرى للاستعداد.

وعن ذلك قال فليك: "يتعين علينا أن نتطور ونستعد لكأس العالم، لكن لا أعرف إلى أي مدى سيصل هذا؟"

وإزاء ذلك، قد يرى مشجعو منتخبات مثل المنتخب الإنجليزي أن هذا الأمر سيصب في صالح منتخباتهم على وقع الاعتقاد بأن اللاعبين الإنجليز يصلون إلى الذروة في نوفمبر/ تشرين الثاني ثم يتعبون بشكل يبعث على السخرية في يونيو / حزيران.

ويشار  إلى أنه تم تأجيل منافسات كأس العالم للأندية مرتين بسبب جائحة كورونا لتقام في نهاية المطاف في فبراير / شباط المقبل في الإمارات وليس في ديسمبر / كانون الأول كما كان الحال في المنافسات السابقة.

وفيما لم يواجه بايرن ميونيخ أي مشكلة في التأقلم مع الأمر العام الماضي، لا يتوقع أن يواجه المرشح لنيل اللقب تشيلسي مشكلة كبيرة في الإمارات.

وكانت قيود جائحة كورونا قد دفعت اليابان إلى سحب تنظيمها البطولة التي كان من المفترض أن تقام في ديسمبر / كانون الأول ثم تخلت جنوب إفريقيا عن محاولة استضافتها أيضا بسبب الجائحة.

السنغالي ساديو مانيه والمصري محمد صلاح، سيفتقدهما كثيرا المدرب الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول بسبب كأس الأمم الأفريقية. صورة من: Attila Kisenedek/AFP

كلوب "الساخر"

أما عن الكرة الإفريقية، فسوف تنطلق نهائيات كأس الأمم الإفريقية في الكاميرون في يناير / كانون الثاني.

وغالبا، ما تثير هذه البطولة غضب المدربين في الدوريات الأوروبية لأنها تجرى مع بداية النصف الثاني من الموسم في أوروبا، بيد أن هذه المرة سيكون الوضع أكثر صعوبة.

الجدير بالذكر أن النسخة السابقة من بطولة الأمم الإفريقية عام 2019، أقيمت في يونيو / حزيران ويوليو / تموز في مصر فيما كان من المفترض أن تقام في الكاميرون، بيد أن الكاميرون أكدت استعدادها لتنظيم البطولة في عام 2022 حيث تم إرجاء نهائيات كأس الأمم الأفريقية عاما واحدا بسبب تبعات جائحة كورونا.

ويبدو أن نادي ليفربول من أكثر الأندية التي سوف تعاني من نقص نجومها بسبب كأس الأمم الإفريقية المقبل فمن المنتظر أن يخسر ليفربول خدمات نجمه المصري محمد صلاح ونجوم أفارقة آخرين، من المقرر أن يشاركوا مع منتخبات بلادهم في البطولة القارية. 

وكان يورغن كلوب مدرب ليفربول، قد أثار حالة جدل عندما وصف كأس أمم أفريقيا بـ"البطولة الصغيرة"، في تصريح أغضب القارة السمراء فيما أكد كلوب على الطابع الساخر في حديثه.

وشدد على أنه لم يتعمد التقليل من شأن البطولة، مضيفا "لم أقصد إهانة اللاعبين أو الجماهير الإفريقية أو التقليل من شأن القارة، ولا أعرف لماذا أخذت الأمور على هذا المحمل".

وقد يؤدي وباء كورونا إلى تغييرات في أجندة كرة القدم في عام 2022، ويمكن أن تصبح الأمور أكثر اضطرابا مما هي عليه الآن.

مارك ميدوز/ م.ع

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW