بسبب كورونا.."كارثة إنسانية" تهدد اللاجئين في جزر اليونان
٣١ مارس ٢٠٢٠
أثار تقرير أصدره اتحاد المؤسسات المعنية بشؤون الاندماج والهجرة مخاوف كبيرة من الأوضاع بالجزر اليونانية التي تستقر فيها أعداد ضخمة من اللاجئين. الاتحاد طالب الدول الأوروبية بتقاسم استقبال اللاجئين.
إعلان
حذر اتحاد المؤسسات المعنية بشؤون الاندماج والهجرة (سي في آر) من "كارثة إنسانية" في الجزر اليونانية بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
وطالب الاتحاد في مذكرة بشأن الإصلاح المتعثر منذ سنوات لسياسة اللجوء الأوروبية، كل من ألمانيا ودول أوروبية أخرى ضمن ما بات يعرف إعلاميا بـ"ائتلاف الراغبين"، باستقبال لاجئين من اليونان على وجه السرعة.
كما جدد الاتحاد الذي يضم 8 مؤسسة وجمعية ألمانية تعنى بقضايا اللجوء والهجرة والاندماج، ومقره في برلين، مطالبه للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، للتوصل إلى توافقات بخصوص توزيع عادل وسريع لطالبي الحماية وذلك "بروح من التضامن" بين أعضاء التكتل الأوروبي.
وجاء في المذكرة، التي نُشرت اليوم الثلاثاء (31 مارس/آذار)، أن خطط استقبال لاجئين من اليونان مهددة بالإرجاء بسبب جائحة كورونا.
وأوردت المذكرة أنه "يُخشى عقب التطورات على الحدود اليونانية-التركية أن تواجه سياسة اللجوء والهجرة الأوروبية في المستقبل القريب مجددا تفاقمات، لا توجد لها استعدادات بالقدر الكافي حتى الآن من الناحية الهيكلية".
وتعتزم المفوضية الأوروبية مناقشة مقترحاتها الجديدة بشأن أزمة اللاجئين في اليونان عقب عيد القيامة (منتصف نيسان/أبريل المقبل).
يُذكر أن مهاجرين توافدوا على مدار الأسابيع الماضية إلى الحدود اليونانية بعدما أعلنت الحكومة التركية أن حدودها مع اليونان مفتوحة. ونجم عن ذلك، تصدي قوات الأمن اليونانية للمهاجرين على الحدود مستخدمة العنف في بعض الأحيان.
وتوجد حالياً عدة مؤشرات على أن السلطات اليونانية لم تمتثل دائماً لسيادة القانون. فبحسب تقارير إعلامية فإن اليونان قامت بترحيل اللاجئين الذين وصلوا إلى أراضيها قادمين من تركيا دون التحقق أولاً من طلبات اللجوء الخاصة بهم. فيما يشاع أن بعضهم اعتُقلوا في معسكرات سرية ومنهم من تعرض لسوء المعاملة.
وجاء في المذكرة أن الأزمات الراهنة تبيّن مدى ضرورة إجراء إصلاح جذري لسياسة اللجوء والهجرة الأوروبية، مثل توحيد الإجراءات والمساعدات المقدمة لطالبي اللجوء في دول الاتحاد.
وأوضحت المذكرة أيضا أن الفوارق الكبيرة الحالية بين سياسات اللجوء في الدول الأعضاء تحفز اللاجئين على الانتقال إلى دول أخرى غير المسجلين فيها.
ودعا الاتحاد إلى تمكين اللاجئين المعترف بهم من حرية التنقل والانتقال تدريجيا، مع توسيع الهجرة النظامية إلى أوروبا، والذي سيصب أيضا في صالح تغطية النقص في العمالة الماهرة.
وشدد خبراء الهجرة واللجوء على أن مسألة "حماية اللاجئين غير قابلة للتفاوض، ولا ينبغي نسيانها رغم أزمة كورونا"، أو خصوصا في ظل أزمة كورونا.
ع.ح./و.ب. (د ب ا، ك ن ا)
اللاجئون في جزيرة ليسبوس: أوضاع مزرية على أبواب الفردوس الأوروبي
من المنتظر أن تزداد مآسي طالبي اللجوء الذين تقطعت بهم السبل في جزيرة لسبوس اليونانية، فالعديد من المنظمات غير الحكومية المهتمة بالخدمات الصحية والقانونية تستعد الان للانسحاب أو انسحبت بالفعل.
صورة من: DW/V. Haiges
عالقون في بحر ايجة
يقبل التمويل الأوروبي للمنظمات غير الحكومية التي استجابت لأزمة المهاجرين في الجزر اليونانية، على الانتهاء شهرآب/أغسطس. ومنذ ذلك الحين كانت الدولة اليونانية المسؤولة الوحيدة عن التعامل مع طالبي اللجوء. الا أن غياب خطة انتقال واضحة، ساهمت في ظهور ثغرات واضحة على مستوى الخدمات الإنسانية في جميع أنحاء جزيرة ليسبوس.
صورة من: DW/V. Haiges
لا هنا ولا هناك
موريا ليست مرفق الاستقبال الرئيسي في ليسبوس، وانما توجد مخيمات أخرى غير قادرة على التعامل مع استمرار وصول الأعدادا القليلة لطالبي اللجوء. تزايد التوتر يؤدي الى تحول الإحباط بسرعة إلى عنف وعدوانية، والصراعات بين الأفراد تتحول إلى معارك بين مختلف المجموعات العرقية.
صورة من: DW/V. Haiges
جديد ونظيف
خارج موريا، يتم التخلص من عبوات الشامبو والمياه بالقرب من أماكن الاستحمام غير القارة أو المتنقلة. بسبب النقص في المرافق الصحية في المخيم، الكثير من الناس هناك يبحثون عن خيارات أخرى. وهم يرون أن الفشل في توفير مرافق كافية، استراتيجية متعمدة لتدهور الظروف المعيشية بالمخيم.
صورة من: DW/V. Haiges
في انتظار المصير
أمان من إريتريا، يعتذر عن عدم قدرته على تقديم الشاي أو الماء في خيمته. انه ينتظر قرارا بشأن طلب لجوئه منذ وصوله الى ليسبوس قبل ثلاثة اشهر. "حتى في موريا توجد مشاكل كثيرة". اكتظاظ الملاجئ والتوترات بين مختلف المجموعات يولد معارك وصراعات بين أفرادها.
صورة من: DW/V. Haiges
نحن بشر أيضاً
طالب لجوء أفغاني يقوم بإعداد علامات احتجاج ضد الظروف السيئة والفقيرة في موريا. معظم الأفغان الذين يحتجون في ليسبوس لأكثر من عام لايزالون ينتظرون الرد على طلبات لجوئهم. غياب المعلومة، صعوبة الظروف المعيشية والخوف من الترحيل إلى أفغانستان تجعل الكثيرين من هؤلاء يعيشون في حالة قلق دائم ومستمر.
صورة من: DW/V. Haiges
حدود الكرم
يناقش سكان ليسبوس احتجاج الأفغان. أزمة اللاجئين تسببت في انخفاض كبير في السياحة في ليسبوس، حيث انخفضت بنسبة 75 في المائة تقريبا هذا العام مقارنة بعام 2015. كما كان للأزمة الاقتصادية في اليونان أثر كبير على الجزيرة. وبالرغم من تعاطف العديد من السكان المحليين مع احتياجات طالبي اللجوء، إلا أنهم لا يعتقدون أن اليونان قادرة على استضافتهم في الوقت الحالي.
صورة من: DW/V. Haiges
كفاح ضد الإحباط وخيبة الأمل
يحاول بعض المتطوعين بموريا، سد الثغرات الموجودة هنا. فهم يقومون بتوفير الرعاية الصحية مثلا، والتي تعتبر من المطالب الملحة للساكنة. الطبيبة الألمانية جوتا ميوالد قدمت إلى ليسبوس لمدة أسبوعين لتقديم مساعدتها، وقالت إن السبب الرئيسي في الكثير من المشاكل الصحية هنا بموريا، هو الظروف المعيشية للسكان. وقد اشتكى الموجودون في المخيمات من أن الأطباء هناك عادة ما يعطونهم مسكنات للألم بغض النظر عن آلامهم.
صورة من: DW/V. Haiges
استعادة الحياة
في مركز الموزاييك للدعم طالبي اللجوء يحولون - سترات الحياة - أو سترات الإنقاذ التي يتم تجميعها من الشاطئ في أكياس ومحافظ. مثل هذه الأنشطة مرحب بها لمحاربة رتابة الحياة في المخيمات، بالإضافة إلى الحصول على دخل للعالقين هنا، مثل هذه المرأة الإيرانية، ولو كان الدخل صغيرا.
صورة من: DW/V. Haiges
وافدون جدد يوميا
منذ بداية سنة 2015، اضطر الوافدون الجدد إلى البقاء في الجزيرة إلى أن تتم معالجة طلبات لجوئهم. إلا أن تراكم الطلبات وعملية معالجتها المطولة لم تساعد الكثيرعلى الاستفادة منها. أكثر من 14 ألف مهاجر وصلوا إلى اليونان هذا العام، وفقا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين. وفي العام الماضي منحت اليونان اللجوء لحوالي 12500 شخص، في حين جاء 173 ألف لاجئ.
فينسنت هايغس/ مريم مرغيش