بسبب كورونا.. الدوري الألماني مهدد من جديد بمباريات الأشباح
٣٠ نوفمبر ٢٠٢١
مع عودة أعداد ضحايا كورونا للارتفاع في ألمانيا، بدأت الانتقادات توجه لإقامة مباريات الكرة بحضور جماهيري كبير. والآن يواجه الدوري الألماني مخاطر تحول مبارياته إلى مباريات "أشباح"، في ظل وجود توجه لإقامتها بدون جماهير.
إعلان
قال ميشائيل كريتشمر، رئيس وزراء ولاية ساكسونيا، اليوم الثلاثاء (30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021) إن ألمانيا ستقرر بعد غد الخميس بأن جميع مباريات دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم يجب إقامتها في ملاعب خالية في الوقت الذي تكافح فيه البلاد لاحتواء الموجة الرابعة من جائحة فيروس كورونا.
وفي ساكسونيا التي تقع شرق ألمانيا وينتمي لها نادي لايبزيغ، جرى بالفعل حظر حضور المشجعين مجددا كما كان الحال في مختلف أنحاء ألمانيا خلال الموجتين الأولى والثانية منذ انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد. وستكون المباريات "مباريات أشباح" في إشارة اعتاد الإعلام الألماني إطلاقها على المباريات التي تقام وسط مدرجات خالية من الجمهور.
وأجرى قادة الولايات الاتحادية في ألمانيا وعددها 16 محادثات مع المستشارة المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل والمستشار القادم أولاف شولتس اليوم الثلاثاء اجتماعا عبر الهاتف لمناقشة الخطوات التي يجب اتخاذها بعد ذلك لاحتواء الأزمة.
يوما ما سينتهي كورونا لتعود حرارة حماس كرة القدم مجددا
04:05
قواعد مختلفة لكل ولاية
وتتمتع كل ولاية في ألمانيا بالحكم الذاتي وبشأن اتخاذ قرارات وتدابير لمكافحة جائحة "كوفيد-19"، حيث يمكن لبعض الأندية اللعب أمام مدرجات بقدرة استيعابية 100 في المئة، أو ممتلئة جزئيًا، بينما يلعب البعض الآخر خلف أبواب موصدة.
وبعد محادثات اليوم قال ماركوس زودر، رئيس وزراء ولاية بافاريا :" عندما تغلق أسواق عيد الميلاد، ليس من المنطقي أن تكون ملاعبنا ممتلئة".
يذكر أن الأسواق مغلقة في بافاريا بالجنوب، ولكنها لم تغلق حتى الآن في برلين بالشرق وشمال الراين فيستفاليا في الغرب على سبيل المثال.
وتابع ماركوس زودر "يتفق الجميع على أنه يجب القيام بشيء ما في كرة القدم "في إشارة إلى الانتقادات الواسعة التي طالت إقامة ديربي الراين بين كولونيا وبوروسيا مونشنغلادباخ (4-1) السبت بحضور 50 ألف متفرج. وأضاف السياسي البافاري: "نريد أن نقترح الآتي: "لنهاية العام ينبغي أن تقام المباريات بدون جمهور في دوريات المحترفين". وأضاف :"سنحاول تطبيق هذا في كل ألمانيا مرة اخرى، ولكننا أيضا سنقوم به بمفردنا في ولاية بافاريا في هذه المرحلة".
أندية بافاريا كلها وليس بايرن فقط
وقد تؤثر هذه الخطوة على المباراة رفيعة المستوى في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا بين بايرن ميونيخ والعملاق الإسباني برشلونة في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول، تليها مباراة ماينز بعد ثلاثة أيام لاحقة في الدوري الألماني. ويحل بايرن ضيفا على بروسيا دورتموند يوم السبت القادم. كما ستتأثر الأندية البافارية الأخرى مثل أوغسبورغ وغرويتر فورت بقرار إبعاد المشجعين.
وفرضت بافاريا، وهي واحدة من أكثر المناطق تضررا في ألمانيا من الموجة الجديدة من فيروس كورونا، الأسبوع الماضي قاعدة تنص على أن ملاعب كرة القدم - بما في ذلك ملعب بايرن ميونيخ - يمكن أن تسمح بحضور 25 بالمئة فقط من سعتها في المباريات. ولم يُسمح بدخول الملاعب إلا للأشخاص الذين تم تطعيمهم أو تعافوا من كوفيد-19 وفقط إذا قدموا اختبارا سلبيا.
وسجلت ألمانيا 45753 إصابة جديدة يوم الثلاثاء بينما تم تسجيل 388 حالة وفاة أخرى، وهو أعلى رقم يومي للوفيات منذ أوائل مارس/ آذار والذي يرفع إجمالي عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا إلى 101344 حالة وفاة.
ص.ش/هـ.د (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
موجة جديدة من كورونا في ألمانيا تدق ناقوس الخطر. مخاوف واسعة من عودة الإغلاق العام كحل أخير وارتفاع نسبة الوفيات والضغط على النظام الصحي، لكن مع ذلك تظهر ألمانيا أنها قد تعلمت بعض الدروس من الأشهر السابقة.
صورة من: Daniel Bockwoldt/dpa/picture alliance
أرقام قياسية للإصابات الجديدة
دخلت ألمانيا "الموجة الرابعة" من جائحة كورونا بأرقام قياسية، بلغت الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 50.196 ألف إصابة و235 حالة وفاة. ولم تسجل ألمانيا على الإطلاق رقماً مماثلاً في الإصابات منذ بداية الجائحة، لكن أرقام الوفيات تظل نسبياً أقلّ مما سجل نهاية عام 2020، ما يؤكد الاستنتاجات بكون التطعيم لا يمنع من الإصابة بالفيروس، لكنه يخفض أرقام الإصابات الحرجة وبالتالي أرقام الوفيات.
صورة من: Rüdiger Wölk/imago images
موجة بدون صرامة المواجهة
ألمانيا لا تخطط هذه المرة لإجراءات صارمة كما فعلت ما بين نهاية 2020 وبداية 2021. فقد سمحت عدة مدن بإقامة احتفالات الكرنفال، كما لا توجد خطط لإغلاق عام ولا لتشديد القيود. وسبق لوزير الصحة ينس شبان أن أيد إنهاء إجراءات الوضع الوبائي الموحدة على الصعيد الفيدرالي نهاية نوفمبر 2021، ما يتيح رفع عدد من الإجراءات كارتداء الكمامات، لكن القرار قد لا يصادق عليه البرلمان بسبب ارتفاع الإصابات مجددا.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture alliance
بين قاعدة 3G وقاعدة 2G
سمحت ألمانيا باستئناف الكثير من الخدمات كدخول المطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة وأماكن الترفيه المغلقة وفق قاعدة 3G التي تعني ضرورة التطعيم، أو إثبات عدم الإصابة بالفيروس عبر كشف سريع، أو التعافي من الفيروس بعد الإصابة به. وبدأت مكاتب وإدارات كذلك باعتمادها، لكن عدة ولايات بدأت تعتمد قاعدة 2G التي تستثني الكشف السريع لأجل مواجهة الموجة الرابعة، ما أثار جدلاً كبيرا بين رافضي التطعيم.
صورة من: Ying Tang/NurPhoto/picture alliance
مجانية الكشف السريع
أتاحت ألمانيا بشكل مجاني اختبارات الكشف السريعة عن الفيروس لكل السكان، وكان الطلب عليها شديدا عند إطلاقها بسبب عدم تقدم حملة التطعيم حينها، لكن مع مرور الوقت، قررت السلطات إلغاء مجانيتها لدفع عدم المطعمين إلى الإسراع بذلك. لم تنجح الفكرة كثيراً، وعادت الحكومة الاتحادية للتفكير في إعادة المجانية، خصوصًا أن معهد روبرت كوخ أوصى بهذه الاختبارات حتى للمطعمين في حالة حضورهم للفعاليات الكبرى كالاحتفالات.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حملة التطعيم لم تبلغ أهدافها
أرادت الحكومة الألمانية بلوغ نسبة تطعيم تصل لـ 75 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان نهاية صيف 2021، غير أن الرقم لم يتجاوز إلى حدود شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 67,5 في المئة. نجحت ولايات في الاقتراب أو حتى تجاوز النسبة المستهدفة، خصوصا في شمال وغرب البلاد كبريمن (81.6 بالمئة)، لكن ولايات في الشرق لم تتجاوز حتى 60 بالمئة كسكسونيا (59.5 بالمئة)، ويعود ذلك لانتشار الحركات المنكرة لكورونا في هذه المناطق.
صورة من: Jens Schlueter/Getty Images
أوضاع المستشفيات تحت السيطرة
تفتخر ألمانيا بنظامها الصحي القادر على مواجهة الضغط، لكنها تعرّضت لاختبار قاسٍ خلال موجة كورونا الثانية بسبب الطلب الكبير على وحدات العناية المركزة الذي اقترب من 6 آلاف حالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020. حاليا يبقى في الرقم ما بين 2000 و 3000 آلاف، وتخطط الحكومة الاتحادية لتوزيع الحالات الحرجة على مجموع التراب الألماني حتى لا يقع الضغط على ولاية لوحدها، خصوصا في الشرق.
صورة من: Waltraud Grubitzsch/dpa/picture alliance
جائحة في قلب الانتقال السياسي
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة محتملة بقيادة أولاف شولتس. وُجهت انتقادات كبيرة لحكومة ميركل في التعامل مع الجائحة، خصوصا إثر بطء عملية التطعيم والتردد الكبير في اتخاذ القرارات والتراجع عنها. ويرغب شولتس بتجاوز هذه الأخطاء ووضع استراتيجية أقوى، لكن المشاورات المطولة لتشكيل الحكومة قد تؤثر على النقاش الخاص بكورونا.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
الجائحة غيرّت المشهد
أضحت الكمامات جزءا أساسيا من المشهد العام في البلد، كما اتخذت عدة مؤسسات إجراءات بتشجيع العمل من البيت أو تقليل نسبة حضور الموظفين في المكاتب. وأدت الجائحة إلى التفكير في تغيير نمط الحياة، خصوصا التباعد الاجتماعي مع التركيز على اللقاءات الافتراضية. كما أثرت الجائحة على النظام التعليمي بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق المدارس في بعض الفترات، ما خلق مخاوف من تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa-Zentralbild/dpa/picture alliance
توقعات بتعافي الاقتصاد
تضررت قطاعات كثيرة من الجائحة وخسر ناس كثر أعمالهم وتراجع النمو الاقتصادي كما ارتفعت نسبة التضخم ومعدل إفلاس الشركات، لكن مع ذلك حافظت ألمانيا على ريادتها الاقتصادية في أوروبا، وأظهرت عدة مؤشرات إمكانية تعافي تدريجية للبلد. وتوقع معهد الاقتصاد الألماني أن يعود الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ابتداء من 2022، كما أن الوضع لم يصل في تدهوره إلى أزمة عام 2009 التي تم في النهاية تجاوزها.