بسبب كورونا.. دول أوروبية تعلق حركة الطيران مع بريطانيا
٢٠ ديسمبر ٢٠٢٠
في انتظار قرار أوروبي مشترك قررت عدة دول أوروبية وقف الرحلات الجوية من بريطانيا وإليها وسط انتشار سلالة جديدة لفيروس كورونا. وزير الصحة الألماني أعلن أن بلاده ستوقف "جميع الرحلات إلى بريطانيا منتصف ليل الأحد".
إعلان
أعلن وزير الصحة الألماني ينس شبان اليوم الأحد (20 ديسمبر/ كانون الأول 2020) أن بلاده ستعلق "اعتبارا من منتصف ليل الأحد" رحلاتها الجوية مع بريطانيا إثر ظهور سلالة جديدة من كوفيد-19 سريعة الانتقال. وقال شبان للقناة الأولى الألمانية العامة (ARD) "ستتوقف جميع الرحلات اعتبارا من منتصف الليل" بالنسبة للركاب الوافدين من هذا البلد.
وأوضح مصدر حكومي ألماني أن هذا القرار قد تتبناه كل دول الاتحاد الأوروبي وثمة مباحثات في هذا الصدد، على أن تستثنى رحلات شحن السلع. وأضاف الوزير أنه اعتبارا من يوم غد الاثنين "سنحد من عمليات دخول" المواطنين البريطانيين ومن جنوب أفريقيا عبر الطرق البحرية والبرية وعبر خطوط السكك الحديدية.
وتثير السلالة الجديدة من الفيروس التي ظهرت في البلدين المذكورين قلقا كبيرا في وقت يعاني العالم تداعيات الموجة الثانية من وباء كوفيد-19.
وأكد شبان قائلا: "نحن نتعامل بجدية كبيرة" مع هذا الخطر و"ننظر في التداعيات على مستوى الخبراء، وخصوصا مع البريطانيين". واعتبر أن "تفشيا للمرض أكثر سرعة من شأنه تبديل المعطيات الى حد بعيد"، علما بأن المانيا هي بين الدول الأوروبية الاشد تضررا بالموجة الثانية.
ودعا الوزير إلى "الإحجام عن كل الرحلات غير الأساسية". وفي ألمانيا يسري تعليق الرحلات الجوية مع بريطانيا وجنوب إفريقيا حتى 31 كانون الاول/ديسمبر.
وأصدرت إيطاليا وهولندا أمرا بتعليق الرحلات الجوية القادمة من بريطانيا. وقال وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانزا "سلالة كوفيد التي جرى اكتشافها في الآونة الأخيرة في لندن مقلقة وستتطلب الدراسة من قبل علمائنا". وأضاف "في غضون ذلك، سنتوخى أقصى قدر من اليقظة".
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس السبت أن سلالة الفيروس الجديدة أدت إلى ارتفاع أعداد المصابين بشكل حاد. وشددت الحكومة البريطانية قيودها بشأن كوفيد-19 في لندن والمناطق المجاورة وعطلت خطط عطلة عيد الميلاد. وسوف تؤدي قيود السفر إلى تفاقم مشكلات المملكة المتحدة التي ستخرج نهائيا من الاتحاد الأوروبي في 31 ديسمبر كانون الأول الجاري بعد فترة انتقالية هذا العام.
ولم تتوصل لندن وبروكسل حتى الآن إلى اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد، مما زاد من احتمال حدوث فوضى في حركة البضائع.
وقالت الحكومة الهولندية إنها حظرت الرحلات الجوية التي تقل ركابا من المملكة المتحدة اعتبارا من اليوم الأحد وستظل القيود سارية حتى الأول من يناير كانون الثاني. ونقلت وكالة الأنباء النمساوية (إيه.بي.إيه) عن وزارة الصحة قولها إن النمسا تعتزم أيضا حظر الرحلات الجوية من بريطانيا.
وقالت حكومة إسبانيا إنه في ظل تحركات بعض شركائها في الاتحاد الأوروبي، فقد طلبت من المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي استجابة منسقة لمواجهة الوضع الجديد. وقال مسؤولو الاتحاد الأوروبي إن المفوضية والمجلس على اتصال بالدول الأعضاء لتنسيق الجهود في هذا الشأن.
م.أ.م/ أ.ح ( أ ف ب، رويترز)
هكذا قد تغير جائحة كورونا أساليب الزراعة وعادات الغذاء
أصاب الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا كثيراً من القطاعات الحيوية بالضرر، وقطاع الزراعة ليس استثناء هنا، فقد أصاب الضرر قطاع الزراعة الصناعية بالخصوص، ولكن الفيروس شجع الفلاحة المنزلية، ربما ستغير الجائحة ما نزرع وما نأكل.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER
إعادة النظر في مزارع الدواجن والخنازير
ما برح العلماء يجهلون كيف نما فيروس كورونا، لكنّ تهديداته الوبائية التي أسفرت عن إنفلونزا الخنازير وإنفلونزا الطيور قد أثرت بشكل واضح على مزارع الخنازير والدجاج. وفي ظل التأكد من وجود ارتباط بين الزراعة الصناعية الحيوانية المركزة وبين تنامي مخاطر الجائحة، يبدو أنه قد آن الأوان لإعادة النظر في هذا القطاع بشكله الراهن.
صورة من: picture alliance/Augenklick/Kunz
صناعات اللحوم على شفير الخطر
سلطت الجائحة الضوء على الحالة المزرية التي تسود قطاع صناعات اللحوم، وشهدت ألمانيا بؤراً لكورونا في أوساط العاملين في صناعات اللحوم، بل أنها وضعت منطقتين بغرب المانيا في الحجر الصحي بعد إصابة 1550 عاملاً في مسلخ تونيس بالفيروس، ما جعل الأصوات تتعالى مطالبة بشروط عمل أفضل في قطاع انتاج اللحوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Thissen
التخلي عن تربية الحيوانات البرية
يرجّح الخبراء أن فيروس كورونا قد انتقل من منتجات برية بيعت في سوق ووهان بالصين. ومع تفشي الجائحة شددت الصين إجراءاتها بحق المنتجات البرية، ما أدى إلى أغلاق 20 ألف مزرعة منتجات برية. بعض الأقاليم الصينية تعرض الآن دعماً حكومياً لتساعد مزارعي المنتجات البرية في الانتقال إلى نمط حياتي آخر، بزراعة منتجات المحاصيل وتربية الخنازير او الدجاج.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Bernetti
قطاعات أكثر مرونة
أثرت الجائحة على حلقات الإنتاج التي تمدنا بالغذاء، وهي صناعة تمد العالم في عصر العولمة بالغذاء بما يزيد غالباً عن مستويات الإنتاج المحلي في كثير من البلدان. المزارعون يواجهون اليوم تحديات تناقص أعلاف الحيوانات الصناعية، وتقلص اليد العاملة ما يجبرهم على التكيف مع مستقبل جديد أقل أمناً.
صورة من: picture-alliance/dpa
تنامي الزراعة الحضرية
مع اضطرارهم إلى المكوث في البيت، تتزايد اعداد الناس الذين يتوجهون إلى انتاج بعض من اطعمتهم في حدائق بيوتهم. قد يكون هذا تطوراً إيجابياً على المدى البعيد لاسيما أن من المتوقع أن يسكن ثلثا سكان العالم في المدن بحلول عام 2050. وهكذا قد تصبح الزراعة الحضرية أكثر حيوية، وسوف تستهلك قدراً أقل من الوقود الأحفوري لأغراض النقل، ومساحات أصغر من الأرض مقارنة بالزراعة التقليدية.
صورة من: Imago/UIG
انتاج ذاتي للغذاء
في ظل توقعات ببلوغ عدد سكان الأرض 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، لا مفر من مواجهة حقيقة ضرورة زيادة الغذاء على مستوى الكوكب. وكان تمهيد وتنظيف مزيد من الأراضي من الأشجار والأعشاب لغرض زراعتها يعد حلاً لهذه المشكلة، أما الآن، فتتجه الأنظار إلى زراعة المراكز الحضرية، ويتعزز هذا التوجه في ضوء المخاطر التي فرضها فيروس كورونا.
صورة من: Kate Evans / Center for International Forestry Research (CIFOR)
التحول إلى المنتجات النباتية
في ضوء المخاوف من تعرض قطاع انتاج اللحوم إلى تحديدات تفرضها جائحة كورونا، تشهد الصين توجهاً ملفتاً للنظر إلى المنتجات النباتية. وكان الغرب سباقاَ بهذا الاتجاه خلال السنوات القليلة المنصرمة، ويتوقع أن يستمر ذلك ويتصاعد بتزايد مخاوف المستهلكين من مصادر انتاج اللحوم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Neibergall
تشديد معايير الأمن الغذائي في البلدان النامية
يُتوقع أن تؤثر جائحة كورونا بشدة على البلدان النامية، وتحديداً في مجال الأمن الغذائي. الأمم المتحدة حذرت من مجاعة "بمعايير ملحمية". إلى جانب ذلك، فأنّ التعاون الدولي للتخفيف من مجاعة متوقعة سيفرض حماية أفضل للأرض، وأنواعاً أفضل من المحاصيل، ومزيداً من الدعم لصغار المزارعين. انيكا مولس / م. م