يبدو أن ما جرى في فيلم "ترمينال"، بطولة توم هانكس وكاترينا زيتا جونز، يتكرر هذه المرة في مطار فرانكفورت. فقد وفد طاب جامعي روسي إلى ألمانيا رغم جائحة كورونا وعلق في صالة الانتظار بالمطار، وهو لا يريد العودة إلى موسكو.
وفد ميشائيل نوفوسويولوف إلى ألمانيا ضمن فصل تبادل دراسي موسمي مع جامعة هومبولت في برلين.صورة من: M. Nowoselow
إعلان
وفد ميشائيل نوفوسويولوف إلى ألمانيا ضمن فصل تبادل دراسي موسمي مع جامعة هومبولت في برلين، وقد حطّت طائرته في مطار فرانكفورت قادمة من موسكو يوم 17 نيسان/ أبريل 2020 في أوج جائحة كورونا، وعلى متنها 133 مسافراً آخر أغلبهم مقيمون في ألمانيا وقد جرى إخلائهم من روسيا في رحلة خاصة.
ميشائيل يدرس علم الاجتماع في مدينة تومسك بصربيا، وقد أكد لـ DW أنها فرصته الأخيرة للدراسة في الخارج، لأنّ هذا هو فصله الأخير في جامعته بروسيا، وسيتخرج بعده، وبذا لن يتاح له أن يدرس في الخارج.
وسبق لميشائيل أن وفد إلى برلين قبل شهر، لكن لم يسمح له بمغادرة المطار لعدم حصوله على إقامة في ألمانيا، رغم أنّه قد حصل على غرفة في القسم الداخلي لطلبة جامعة هومبولت. وكانت الجامعة تنتظر وصوله ليوقع عقد استلامه للغرفة، لكنه أجبر على العودة إلى موسكو، ليمضي هناك نحو شهر.
ومن خلال مجموعة واتساب نظمها بعض المقيمين في ألمانيا والعالقين في موسكو، عثر على طائرة السعد التي ستجلبه إلى فرانكفورت، فاشترى بطاقة سفر مصمماً على أن يجرب حظه مرة أخرى، لاسيما أن السفارة الألمانية في موسكو أعلمته أن لديه فيزا تؤهله لدخول الأراضي الألمانية.
صالة الترانزيت في مطار فرانكفورت صورة من: M. Nowoselow
أحد موظفي لوفتهانزا ساعد ميشائيل على الاستقرار في صالة الترانزيت بمطار فرانكفورت العملاق، فيما تبرع له طالب مسافر بفراش سفري فباتت صالة الترانزيت مكان نومه، ويتولى موظفو المطار تزويده بالطعام. وما لبث أن حصل على ختم يتيح له الاستحمام، فأخذ دوشاً بعد أيام الانتظار، لكنه لم يستعد حقيبة سفره حتى الآن وهذا ما يفاقم مشكلاته.
نيكيتا باتالوف/ م.م
سبعة تغييرات بيئية بسبب فيروس كورونا
تسبب انتشار فيروس كورونا المستجد في الكثير من التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية حول العالم. البيئة أيضاً شهدت تغييرات في الفترة الأخيرة، لكنها للأسف لم تكن جميعها إيجابية.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/I. Aditya
تحسن جودة الهواء
في ظل توقف معظم العمليات الصناعية في العالم، بدأت جودة الهواء في التحسن بشكل ملحوظ، فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية تراجع نسب تركز غاز ثاني أكسيد النيتروجين في العالم، وهو غاز سام ينبعث بصورة رئيسية من عوادم السيارات والمصانع، وأحد أكبر مسببات تلوث الهواء في العديد من المدن.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/I. Aditya
تراجع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
تسببت أزمة كورونا أيضاً في انخفاض نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء حول العالم. فبفضل توقف النشاط الاقتصادي بشكل كبير في معظم الدول قلت نسبة انبعاث هذا الغاز كما حدث من قبل خلال الأزمة المالية العالمية في 2008. وفي الصين وحدها قل تركز هذا الغاز في الهواء بنسبة 25 بالمئة بحسب ما نقل موقع "Carbon Brief"، إلا أن هذا الانخفاض من المتوقع أن يكون لفترة مؤقتة حتى عودة النشاط الاقتصادي لطبيعته مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/Construction Photography/plus49
عالم جديد للحيوانات في المدن الخاوية
بينما انعزل البشر في بيوتهم لمحاولة السيطرة على انتشار كورونا، أصبح المجال مفتوحاً أمام بعض الحيوانات لاكتشاف العالم في غيابهم. فقلة الحركة المرورية في الشوارع أنقذت الحيوانات الصغيرة التي بدأت تستيقظ من سباتها الشتوي مثل القنافذ، من الدهس تحت عجلات السيارات. وليس من المستبعد أن البط يتساءل حالياً عن سبب غياب البشر، فنقص فتات الخبز في الحدائق أدى إلى اضطرارها وطيور أخرى للبحث عن الطعام بنفسها.
صورة من: picture-alliance/R. Bernhardt
رفع الوعي بشأن تجارة الحيوانات البرية
يتمنى نشطاء حماية البيئة أن يكون فيروس كورونا سبباً في تقليل تجارة الحيوانات البرية في جميع أنحاء العالم، بعد أن باتت هذه التجارة تهدد العديد من الفصائل بالانقراض. ويرجح علماء أن فيروس كورونا المستجد نشأ في الأصل في أحد أسواق تجارة الحيوانات البرية في ووهان الصينية، التي تعد محوراً للتجارة المشروعة وغير المشروعة لهذه الحيوانات على حد سواء.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Lalit
نظافة المياه
نظافة المياه
بعد أيام من إعلان إيطاليا إجراءات الإغلاق التام، انتشرت صور القنوات المائية من مدينة البندقية، حيث ظهرت المياه نقية دون شوائب للمرة الأولى. يرجع السبب في ذلك إلى قلة حركة المراكب السياحية بعد أن توقف تحريكها للرواسب في مياه المدينة. كما أن قلة سفن النقل في البحار أعطى مجالاً للكائنات البحرية مثل الحيتان للعوم بهدوء وبدون إزعاج.
صورة من: Reuterts/M. Silvestri
زيادة المخلفات البلاستيكية
لم تكن جميع التغييرات البيئية في الفترة الأخيرة إيجابية، فأحد الآثار السلبية للجائحة زيادة المخلفات البلاستيكية بشكل كبير، بداية من القفازات الطبية ومروراً بالعبوات. يرجع السبب في ذلك إلى اتجاه الناس للوجبات الغذائية المغلفة والمعبأة في الوقت الحالي. حتى المقاهي التي كانت تشجع إحضار الزبائن لأكوابهم توفيراً للأكواب البلاستيكية المضرة بالبيئة أوقفت هذه الخدمة خوفاً من انتشار العدوى.
صورة من: picture alliance/dpa/P.Pleul
تجاهل أزمة المناخ
كانت قضية التغير المناخي مطروحة بقوة على الساحة قبل ظهور فيروس كورونا، إلا أنها اختفت منذ بدء الجائحة. لا يعني ذلك أنها صارت أقل أهمية، إذ يحذر الخبراء من تأخير القرارات المهمة المتعلقة بالبيئة، رغم تأجيل مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي للعام المقبل. وبالرغم من انخفاض الانبعاثات الحرارية منذ بداية أزمة كورونا، إلا أنه من المستبعد أن يكون لهذا التحسن الأثر القوي على المدى البعيد.