بسبب كورونا.. هل سيكون مصير حيوانات الحدائق "السلخانة"؟
١٧ أبريل ٢٠٢٠
بسبب كورونا تم إغلاق حدائق الحيوانات في ألمانيا أمام الزوار٬ هذا يعني توقف المداخيل٬ لكن التكاليف بقيت ثابتة. الأمر الذي يمكن أن يدفع حديقة حيوانات في مدينة نوي-مونستر إلى ذبح بعض الحيوانات لضمان عيش البعض الآخر.
إعلان
يواصل فيروس كورونا المستجد الانتشار واقتحام مجالات عدة في الحياة اليومية، وفي الوقت الذي يكافح فيه العالم لوقف زحف هذا الوباء الخطير بدأت تبعات هذا الفيروس تظهر جلية على مرافق لم ينتبه لها الرأي العام لحد الآن.
مديرةحديقة حيوانات في ألمانيا بمدينة نوي-مونستر٬ فيرينا كاسباري، لا تريد تصور المشهد الذي سيحدث إذا تفاقم الوضع بسبب أزمة كورونا، وتقول "إذا نفدت الأموال لشراء الأعلاف، أو إذا لم يعد بمقدور مورد الأعلاف بإمدادنا بالأعلاف بسبب قيود جديدة، فسأضطر إلى ذبح حيوانات لإطعام حيوانات أخرى"٬ حسب ما صرحت به كاسباري لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)٬ تضيف: "هناك قائمة للحيوانات التي يتم ذبحها أولا".
العديد من الشركات يمكن أن تخفض من تكاليفها إذا لم تحقق إيرادات، إلا أن الوضع يختلف تماما بالنسبة لحدائق الحيوانات فمن الصعب عليها تحقيق ذلك، إذ يتوجب على المسؤولين في الحديقة توفير الطعام للحيوانات ورعايتها طبيا بالإضافة إلى تنظيف مستمر لأماكن عيشها٬ حتى لو لم يحضر أي زائر للحديقة٬ ما يثقل حقا كاهل صندوق الحديقة ويزيد من عنائه. وهو الوضع الذي تعيشه حديقة الحيوانات مدينة نوي-مونستر حاليا.
كورونا تشكل أزمة حقيقية لحدائق الحيوانات٫ كما يقول فولكر هومس٬ من رابطة حدائق الحيوانات٬ ويضيف: "تركز رابطة حدائق الحيوانات على إيجاد حل للمشكلة المالية٬ من ناحية في إطار مظلة إنقاذ، ومن ناحية أخرى في فتح حدائق الحيوان في ظل ظروف معينة". هذا يعني٬ أقصى عدد معين من الزوار عند الدخول واحترام مسافات أطول في الطابور والاستغناء عن تناول الطعام داخل الحديقة. لكن يجب على حدائق الحيوانات انتظار على الأقل حتى الثالث من من مايو، موعد الإنتهاء المحتمل للقيود المفروضة على التجمعات.
ع.اع./ع.ج.م
بالصور: ما هي الحيوانات التي تنقل فيروس كورونا؟
أظهرت الدراسات أن القطط وحيوانات ابن مقرض حاملة لفيروس كورونا وتستطيع أن تنقله لحيوانات من نفس فصيلتها. حتى النمور قد تصاب بكورونا، لكن عند الحيوانات المنزلية لا يكون الخطر على نفس الدرجة.
صورة من: picture-alliance/F. Herrmann
هل بإمكاني مداعبة القطة؟
وجد باحثون بمعهد أبحاث الطب البيطري في مدينة هاربين الصينية أن فيروس كورونا المستجد يتكاثر بنجاح في القطط التي تنقله بدورها إلى قطط أخرى. لكن الفريق الذي يرأسه الطبيب البيطري "هوالان تشين" خلص إلى أن العدوى بين القطط لا تنتقل بسهولة، وهو ما نشروه في دراستهم التي ظهرت في مجلة بيو رفيكس العلمية مؤخراً.
صورة من: picture-alliance/dpa/K-W. Friedrich
لا داعي للقلق!
لكن لا ينبغي على أصحاب القطط القلق الآن: تطور القطط أجساد مضادة للفيروس بشكل سريع، مما لا يجعلها معدية لفترة طويلة. أما من لديهم أمراض مسبقة أو المسنين فمن الأفضل أن يتفادوا القطط في هذه الفترة. وعلى الأصحاء ممن لديهم قطط غسل يديهم جيداً بعد ملامستهم لها.
صورة من: picture-alliance/imageBroker
إعادة اعتبار للكلاب
وعلى عكس القطط أظهرت الدراسة أن الفيروس لم ينجح في التكاثر في الكلاب، لذلك لا ضرورة للخوف عند مداعبة الكلب أو التنزه معه.
صورة من: DW/F. Schmidt
من يخاف من الأخر؟
لا يحتاج هذا الخنزير الأليف في العاصمة الإيطالية روما للقلق من هذا الكلب اللطيف، لكن أيضاً الكلب لا يحتاج للخوف من الخنزير. فبحسب ما اكتشف الأطباء البيطريين، فإن الخنازير غير ناقلة لفيروس كورونا.
صورة من: Reuters/A. Lingria
حجر صحي لابن مقرض
يختلف الأمر عند حيوان ابن مقرض، فقد خلص الطبيب هوالان تشين لنتيجة غير مطمئنة: يتكاثر فيروس كورونا المستجد فيه مثلما يتكاثر في القطط. ينتقل كورونا بين الحيوانات عن طريق الرذاذ، ووجد العلماء الفيروس في عينات من جهاز التنفس العلوي للقطط وابن مقرض، لكنهم لم يجدوا له أثراً في الرئتين.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library/J.-M. Labat
هل الدجاج خطر على الإنسان؟
يجب ألا يخاف أحد من الدجاج، مثل هذا التاجر في مدينة ووهان الصينية. فقد خلص فريق العلماء إلى أن الدجاج والبط بالإضافة إلى طيور أخرى لديها مناعة ضد فيروس كورونا المستجد.
صورة من: Getty Images/China Photos
عندما يصبح البشر خطراً
لا ينتقل الفيروس من الحيوان للإنسان فقط، بل العكس أيضاً صحيح: فقد انتشر خبر إصابة النمرة الماليزية "ناديا" ذات الأربع سنوات في حديقة حيوانات نيويورك إثر نقل العدوى إليها من المسؤول عن رعايتها. وقال كبير الأطباء البيطريين بحديقة الحيوانات تعليقاً على الأمر: "على حد علمنا هذه أول مرة ينتقل فيها فيروس كورونا من إنسان إلى حيوان بري".
صورة من: Reuters/WCS
هل ظلمنا الخفافيش؟
يعتبر الجميع الخفافيش المتهم الرئيسي في جائحة كورونا، فأغلب العلماء يرجحون أن الفيروس بدأ من عندها. لكن الاطباء البيطريين يعتقدون أن هناك حيوان أخر كان وسيطاً في نقل الفيروس بين الخفاش والإنسان. فهل كانت القطط؟ أم حيوان إبن مقرض؟
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/AGAMI/T. Douma
المتهم الحقيقي؟
يقع حيوان "آكل النمل الحرشفي" تحت إشتباه أن يكون هو الوسيط في نقل كورونا من الخفاش للإنسان. فقد وجد باحثون من الصين و هونغ كونغ وأستراليا في حيوان آكل النمل الحرشفي الماليزي فيروساً يشبه تماماً فيروس كورونا المستجد، ونُشرت هذه الدراسة في 26 مارس/ آذار بمجلة "ناتشور". ويذكر أن آكل النمل الحرشفي يُباع بطريقة غير مشروعة بأسواق الحيوانات البرية في الصين.