بسبب مبيعات كيماوية لسوريا ـ شركة ألمانية تحت مجهر النيابة
٢٦ يونيو ٢٠١٩
وضعت شركة برينتاج الألمانية نفسها تحت مجهر النيابة العامة بسبب مبيعات كيماوية لسوريا تدخل في صناعة الغازات السامة أيضا، وفق منظمات. وفيما قالت النيابة إنها تدرس فتح تحقيق معها قالت الشركة إن صفقاتها تتوافق مع القانون.
إعلان
قال الادعاء العام في ألمانيا اليوم الأربعاء (26 حزيران/يونيو) إنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بالتحقيق مع شركة برينتاج، أكبر موزع للكيماويات في العالم حول صفقة مواد كيماوية لسوريا. جاء ذلك بعد أن نشرت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ تحقيقا قالت فيه إن الشركة باعت مواد كيماوية لشركة أدوية سورية قد تستخدم أيضا في صناعة الغازات السامة كغاز السارين مثلا.
وذكرت متحدثة باسم الادعاء العام في مدينة إيسن بغرب ألمانيا أنهم تلقوا شكوى تتعلق بشركة برينتاج من ثلاث منظمات غير حكومية هي مبادرة عدالة المجتمع المفتوح ومقرها نيويورك، ومنظمة الأرشيف السوري ومقرها برلين، ومنظمة ترايال إنترناشونال ومقرها سويسرا. وأضافت المتحدثةأنه يجري النظر في الشكاوى، إلا أنه لم يُتخذ قرار بعد بشأن فتح تحقيق رسمي مع الشركة الألمانية. بيد أن المتحدثة أكدت أن النيابة ستتخذ قرارا بهذا الشأن في القريب العاجل.
وكانت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ ومؤسسات إعلامية ألمانية وسويسرية قد كشفت النقاب عن صفقات المواد الكيمياوية مع شركات لصناعة الأدوية تعمل لحساب الدولة السورية. ومن بين المواد المثيرة لشكوك المحققين في الصفقة، إيزوبروبانول ومادة ديثيلامين اللتان تدخلان في صناعة مرهم لتخفيف الآلام ماركة فولتارين، إلا أنهما تدخلان أيضا في صناعة الغازات السامة، مثل غاز السارين الذي استخدم في بعض جبهات القتال في الحرب الأهلية السورية، وفق مصادر المعارضة السورية.
يذكر أن اسهم الشركة الألمانية برينتاجقد تراجعت بعد نشر التقرير الإعلامي وانخفضت قيمتها صباح الأربعاء بمقدار 7.45 بالمئة. في المقابل قالت الشركة إن صفقاتها تتماشى مع القوانين، حسب ادعائها.
من جانبها، نفت شركة "نوفارتيز" تورطها في تصدير مواد كيمياوية صالحة لصناعة الغازات السامة إلى سوريا في إطار اتفاقية مبرمة تسمح بتصنيع أدوية الشركة السويسرية في سوريا.
وقالت الشركة السويسرية، ومقرها في مدينة بازل، في بيان إنها زودت شريكا لها باسم شركة MPI في الشرق الأوسط في عام 2014 بمادة كيمياوية تدخل في صناعة المرهم المخفف للآلام "فولتارين". لكن استيراد المواد المساعدة لصناعة المرهم من مسؤولية شركة . MPI وأوضحت الشركة السويسرية في بيانها أنها لم تصدر في الماضي مادتي إيزوبروبانول وديثيلامين إلى سوريا ولن تفعل ذلك اليوم أيضا.
ح.ع.ح/أ.ح (رويترز)
هجوم كيماوي جديد في سوريا ..هذه المرة في دوما ومدنيون ضحايا بالعشرات
نددت واشنطن وعواصم أوروبية بالهجوم المفترض بـ"غازات سامة" في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. سوريا وروسيا تنفيان استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. منظمات إنسانية ونشطاء يؤكدون سقوط عشرات الضحايا في صفوف المدنيين.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
أثارت تقارير حول هجوم مفترض بـ"غازات سامة" استهدف السبت الماضي (السابع من نيسان/أبريل 2018) مدينة دوما في الغوطة الشرقية تنديداً دولياً. وطلبت 9 دول، بمبادرة من فرنسا، عقدَ اجتماع عاجل لمجلس الأمن الاثنين لبحث تقارير عن الهجوم الكيميائي المفترض في دوما.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "21 حالة وفاة جراء الاختناق وإصابة 70 آخرين" من دون أن يتمكن من "تأكيد أو نفي" استخدام الغازات السامة. إلا أن الحصيلة التي أوردتها منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) تراوحت بين 40 و70 قتيلاً جراء القصف بـ"الغازات السامة"، وفق قولها.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Syrian Civil Defense White Helmets
فيما تحدثت المنظمة والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) عن وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض "زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور".
صورة من: picture-alliance/AA/M. Bekkur
أدان الرئيسان الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون "الهجمات الكيميائية التي وقعت في 7 نيسان/أبريل ضد سكان دوما". وكتب ترامب على تويتر "قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا"، مضيفا "الرئيس بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا". فيما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن "ملابسات استخدام الغاز السام هذه المرة تشير إلى مسؤولية نظام الأسد".
صورة من: Reuters/Y. Gripas
يأتي تصريح ترامب بعد عام ويوم على ضربة أمريكية استهدفت قاعدة عسكرية للجيش السوري رداً على هجوم كيماوي في خان شيخون أودى بالعشرات في شمال غرب البلاد. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "قلقه البالغ"، مؤكداً أن بلاده "ستتحمل مسؤولياتها كاملة باسم الكفاح ضد انتشار الأسلحة الكيماوية".
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
دمشق اعتبرت أنّ الاتهامات الموجهة لها في هذا السياق هي "أسطوانة مملة غير مقنعة"، فيما وجهت روسيا تحذيرا لواشنطن من تدخل عسكري "بذرائع مختلقة" نافية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
وتزامن الاستخدام المفترض لـ"غازات سامة" قبيل إعلان دمشق أمس الأحد اتفاقًا لإجلاء فصيل جيش الإسلام "خلال 48 ساعة" من دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
يذكر أن محققي جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة وثقوا في السابق 33 هجوما كيماويا في سوريا ونسبوا 27 منها إلى الحكومة السورية التي نفت مرارا استخدام هذا النوع من الأسلحة. وفي عام 2013 قتل 1429 شخصا من بينهم أطفال في هجوم كيميائي بغاز السارين في الغوطة الشرقية، بحسب الولايات المتحدة. كما تم رصد غاز السارين في هجوم في أبريل 2017 على بلدة خان شيخون أدى إلى مقتل اكثر من 80 شخصا.