بسبب مخطط إرهابي – ألمانيا تتهم خمسة أشخاص بالخيانة العظمى
٢٣ يناير ٢٠٢٣
دعوى قضائية يرفعها الادعاء العام الألماني ضد "مجموعة إرهابية" بتهمة التخطيط لإسقاط الحكومة الألمانية وخطف وزير الصحة. ويشتبه في أن المجموعة تشكلت لإحداث ظروف تشبه الحرب الأهلية لإسقاط الديمقراطية وإقامة نظام استبدادي.
إعلان
قال المدعي العام الألماني اليوم الاثنين (23 يناير/ كانون الثاني 2023) إن الادعاء وجه تهم الخيانة العظمى إلى خمسة أشخاص خططوا لاختطاف وزير الصحة وكانوا مستعدين لسفك الدماء من أجل الإطاحة بالحكومة الألمانية.
وقال الادعاء في بيان إن الجماعة، التي تشكلت في منتصف يناير/ كانون الثاني 2022، حددت لنفسها هدفا يتمثل في "تهيئة ظروف مشابهة للحرب الأهلية في ألمانيا عن طريق العنف" على أمل الإطاحة بالحكومة والديمقراطية البرلمانية. وجاء في البيان أن الجماعة أقرت بأن هذا ربما كان ينطوي على حدوث خسائر في الأرواح.
وأوضح الادعاء العام في كارلسروه اليوم الاثنين أن من المنتظر محاكمة المجموعة التي تضم أربعة رجال وامرأة والموجودين في الحبس الاحتياطي منذ العام الماضي، أمام المحكمة الإقليمية العليا في كوبلنز. وأضاف الادعاء أن كل أفراد المجموعة يواجهون اتهاما بالتحضير للقيام بعمل من قبيل الخيانة العظمى للحكومة الاتحادية.
وبحسب الادعاء، أجرى المشتبه بهم تحضيرات ملموسة على نحو متزايد وشكلوا فرعين منفصلين لجماعتهم، أحدهما عسكري والآخر إداري.
التخطيط لإقامة نظام استبدادي
وفي خطة تتألف من ثلاث خطوات، أرادوا التسبب في انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد لفترة طويلة واختطاف وزير الصحة كارل لاوترباخ وقتل حراسه إن تطلب الأمر ثم تشكيل مجلس للإطاحة بالحكومة وتعيين زعيم جديد.
ومن جهته وجه وزير الصحة الشكر "لكل المحققين وللشرطة الجنائية على الحماية وإلقاء القبض" على المشتبه بهم. وكتب لاوترباخ في صفحته على موقع تويتر عصر الاثنين: "عناصر الشرطة الجنائية يخاطرون بحياتهم من أجلنا. وهذا إنجاز عظيم".
وكانت السلطات الألمانية ألقت القبض على الرجال الأربعة في الثالث عشر من نيسان/أبريل 2022 في أماكن مختلفة في ألمانيا، وسبق ذلك لقاء بين أحد الرجال الأربعة ومحقق سري حول صفقة أسلحة. كانت السلطات عثرت خلال عمليات التفتيش التي حدثت آنذاك في أنحاء متفرقة من ألمانيا على عدد من الأسلحة النارية وذخيرة وأموال سائلة وسبائك ذهبية وعملات فضية وعملات أجنبية.
وبعد ذلك بفترة قصيرة باشر الادعاء العام التحقيق في القضية، وأصدر في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أمرا باعتقال معلمة متقاعدة في ولاية سكسونيا يُعْتَقَد أنها كانت تتقلد منصبا أعلى في المجموعة.
ص.ش/أ.ح (رويترز، د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)