رغم التعادل السلبي للمنتخبين الألماني والبولندي في بطولة الأمم الأوروبية إلا أن أداء المانشافت لم يرق إلى المستوى المطلوب حسب خبراء الكرة، لكن ذلك لا يقلق المدرب لوف ولاعبيه بل يبقي على الحذر!.
إعلان
اشتهر المنتخب الألماني لكرة القدم "المانشافت" بأنه فريق البطولات الكبرى. سواء في المونديال أو بطولة الأمم الأوروبية. وفي الأوساط الرياضية الألمانية يطلقون عليه "فريق الدوري". ذلك أن مثل هذه البطولات تتطلب من المنتخب الذي يريد بلوغ الدور النهائي، أن يتمتع لاعبوه باللياقة البدنية والذهنية، لأنه سيخوض 7 مباريات خلال شهر من أجل الوصول إلى المباراة النهائية.
لكن التعادل السلبي للمانشافت أمام بولندا في مباراته الثانية في بطولة كأس الأمم الأوروبية، لم يعجب الكثير من خبراء الكرة في ألمانيا، بل أن الأداء الضعيف للمنتخب، هو أكثر ما شغل الأوساط الكروية في ألمانيا.
المانشافت الزاحف
تؤكد الإحصائيات أن المنتخب الألماني معتاد تاريخيا على البطولات، فهو من الفرق الدائمة الحضور في الأدوار النهائية، رغم أن وصوله إلى هذه الأدوار يكون "زحفا" حسب رأي بعض خبراء الكرة. لكن وكما يقول المثل "العبرة في النهاية". فالمانشافت فاز بلقب المونديال الأخير وأداؤه في الأدوار التمهيدية لم يكن مشجعا إلى درجة توقع الفوز باللقب. فقد فاز في المباراة الأولى (أمام البرتغال) وتعادل في الثانية (أمام غانا) وفاز في الثالثة على الولايات المتحدة بشق الأنفس. وفي دور الـ 16 فاز على منتخب الجزائر بصعوبة بالغة، ولولا براعة حارس المرمى مانويل نوير وتفوقه لكان الفريق قد خرج من المنافسة مبكرا. وفي الدور ربع النهائي فاز على المنتخب الفرنسي بهدف يتيم، ومجددا أنقذ نوير فريقه حين صد قذيفة أطلقها كريم بنزيمه في الدقائق الأخيرة. بعدها اشتغلت الماكينة الألمانية بكامل طاقتها، فجاء الفوز التاريخي على منتخب البرازيل، ثم أحرز لقب البطولة.
في بطولتي كأس الأمم الأوروبية 2008 و2010 خسر المنتخب الألماني في مباراته الثانية ورغم ذلك تأهل إلى دور ثمن النهائي. أما في البطولة الحالية، فقد فاز في مباراته الأولى وتعادل في الثانية، وينتظره في المباراة الثالثة الوافد الجديد على هذه البطولة (إيرلندا الشمالية). حتى الآن جمع المنتخب الألماني 4 نقاط وهي نفس النقاط التي جمعها المنتخب البولندي. ولدى إيرلندا الشمالية 3 نقاط بينما لا يملك المنتخب الأوكراني أي نقطة. لو فاز المنتخب الألماني في مباراته القادمة سيتصدر المجموعة، أو يمكن أن يحل ثانيا بحسب نسبة الأهداف التي سيسجلها المنتخب البولندي في المرمى الأوكراني. ما يعني أن التأهل إلى الدور التالي شبه مضمون ولو من باب "أفضل الثوالث".
يورو 2016: ألمانيا في مواجهة خصوم عنيدين
يعد المنتخب الألماني المرشح الأوفر حظا في المجموعة الثالثة، لكن لقاءه مع المنتخب الأوكراني لن يكون بالأمر الهين، كما لم يكن منتخب بولاندا خصما ضعيفا في تصفيات التأهيل. أما منتخب إيرلاندا الشمالية فهو الأقل ترشيحا للفوز.
صورة من: picture-alliance/dpa
طبعا، للمنتخب الألماني لكرة القدم طموح الحصول على لقب بطولة كأس الأمم الأوروبية المقامة في فرنسا. مدرب المنتخب يواخيم لوف أكد ذلك بالقول: "لدينا هدف كبير وهو الفوز وأن نحقق اللقب الرابع لنا في هذه البطولة". وتوج المنتخب الألماني بهذا اللقب في 1972 و1980 و1996
صورة من: Laurence Griffiths/Getty Images
لن يكون الأمر سهلا، خاصة أن المنتخب الألماني شهد تغييرات كثيرة بعد نهاية كأس العالم في البرازيل 2014: اعتزال قائد المنتخب فيليب لام وميروسلاف كلوزة وميرتساكر، ثم الإصابات والعديد من العراقيل خلال التصفيات أو التخوفات من أعمال إرهابية. ورغم كل ذلك فإن المنتخب الألماني يعمل بكل إصرارلنيل اللقب مرة أخرى، رغم بعض التصريحات المتشككة.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Eisenhuth
ستخوض ألمانيا مباراتان في دور المجموعات في باريس، الأولى في ملعب "استاد فرنسا" ضد بولاندا، حيث طال الإرهاب عالم كرة القدم في (نوفمبر/تشرين الثاني) الماضي، والثانية على ملعب "برينسن بارك" ضد ايرلاندا الشمالية. ويأمل المدرب لوف ألا تؤثر ذكريات تلك الأحداث المؤلمة على اللاعبين. أما مباراة الافتتاح لألمانيا فستجرى ضد أوكرانيا وستقام في مدينة ليل.
صورة من: picture alliance/Sven Simon
في مباراة الافتتاح سيكون المدرب المساعد أندريه شفيتشينكو أحد نجوم اللقاء. فهو أفضل هداف في تاريخ كرة القدم الأوكراني. فاز بلقب دوري أبطال أوروبا (التشامبيونزليغ). عام 2004 حصل على لقب أفضل لاعب كرة قدم في أوروبا ومن المفترض أن يكون قد قدم الكثير من النصائح القيمة لمنتخب ألمانيا، علما أن أوكرانيا استضافت عام 2012 مثل هذه البطولة وتأهلت الآن لأول مرة للمشاركة فيها.
صورة من: picture alliance/ZUMAPRESS/A. Stepanov
أناتولي تيموشوك - اسم معروف أيضا في المنتخب الأوكراني. عام 2013 فاز تيموشوك مع بايرن ميونخ بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا. خاض 140 مباراة دولية، ما يجعله أكثر لاعبي المنتخب الأوكراني خبرة. أندري يارمولينكو من دينامو كييف ساهم هو الآخر في تسديد أهم الأهداف في التصفيات. الأبرز في هذه المنتخب هي قوة دفاعه، فخلال 10 مباريات لم تدخل مرماه سوى أربعة أهداف، رغم وجوده ضمن مجموعة تضم اسبانيا في التصفيات.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Bat
حذر مدرب المنتخب الألماني يواخيم لوف من الاستهانة بالمنتخب الأوكراني قائلا: " لدى أوكرانيا واحد من أفضل خطوط الدفاع، ما قد يجعل الهجمات المعاكسة أمرا غير مريح". ولكن وبحسب الإحصائيات، لم يخسر المنتخب الألماني في اللقاءات الخمسة مع أوكرانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Voloshin
في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية 2016، كانت بولاندا خصما صعبا بالنسبة للألمان، كما خسر المنتخب الألماني أمام نظيره البولاندي. واحتلت بولاندا المرتبة الثانية في تصفيات كأس الأمم الأوروبية بفارق نقطة واحدة عن المنتخب الألماني، ما يزيد من رغبة المنتخب البولاندي في تقديم أفضل مالديه في العرس الكروي. حتى الآن وصلت بولاندا مرتين إلى نهائي هذه المسابقة بدون أن تحرز على اللقب.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Zborowski
الهداف روبرت ليفاندوفسكي الذي سجل 13 هدفا في 10 مباريات تصفية شارك فيها، ومن بينها هدف الحسم الذي حصلت بفضله بولاندا على مقعد لها في منافسات كأس الأمم الأوروبية، عندما فازت على إيرلاندا بـ(2/1). ليفاندوفسكي سجل أهدافا في مرمى زملائه في بايرن ميونخ، ليطلب منه زميله توماس مولر أن يكف عن القيام بذلك. وقد خسرت بولاندا ب (2/0) أمام ألمانيا في بطولة كاس الأمم الأوروبية 2008.
صورة من: Reuters/I. Fassbender
المنتخب الثالث في هذه المجموعة هو منتخب إيرلاندا الشمالية وهذه هي المشاركة الأولى له في مثل هذه البطولة. وضعه ذلك أمام تحد كبير، علما أنه وصل إلى المرتبة 30 في جدول ترتيب الفيفا. ويرى لوف بأنه "خصم يصعب الفوز عليه". منتخب إيرلاندا الشمالية تمكن من الفوز على المنتخب اليوناني، صاحب لقب بطولة 2004 في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية 2016.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Faith
إلى جانب مشاركة منتخب إيرلاندا الشمالية في هذه التصفيات فإنه سيواجه أيضا المنتخب الألماني في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم. نتائج القرعة أسعدت مدير المنتخب الألماني أوليفر بيرهوف عندما قال: "إيرلاندا الشمالية هو مرشحي المفضل"
صورة من: picture-alliance/dpa
10 صورة1 | 10
النتيجة تقرأ من عنوانها
نتيجة المباراة بين ألمانيا وبولندا تختصر مجريات اللقاء وأداء الفريق الألماني. فالتعادل بنتيجة ( صفر/ صفر). يعني أن الدفاع الألماني متماسك، إذ لم تدخل الكرة مرماه. طبعا كان تألق قلب الدفاع بواتينغ وحارس المرمى نوير (كما في المباراة الأولى أمام أوكرانيا) عاملا حاسما في بقاء شباك المنتخب الألماني نظيفة.
لكن الوجه الآخر للعملة يكشف أن الهجوم الألماني كان ضعيفا. إذ لم يفلح في هز شباك منافسه البولندي مرة. وضعف الهجوم مرده إلى فقدان المفاجأة في التمريرة الأخيرة وفقدان الجرأة على المراوغة لاقتحام دفاع متكتل أمام مرماه كالدفاع البولندي. كما أن إيقاع بناء الهجمات يحتاج إلى أن يصبح أسرع. وهو ما انتقده الأسطورة الألماني أوليفر كان بشكل لاذع عندما صرح بالقول "يحاول كل منهم أن يظهر مهاراته في تمرير الكرات، وهو ما يذكر بأسلوب اللعب الاسباني".
وفي حواره مع القناة الرياضية الأمريكية " ESPN" انتقد كابتن المنتخب الألماني السابق ميشائيل بالاك أيضا المنتخب الألماني بشكل حاد مشيرا إلى أن الفريق البولندي كان أفضل، وأضاف بقوله "هذا الفريق يفتقد الكثير من التمييز والكاريزما"، وبرأي بالاك أن ضعف أداء المنتخب يعود إلى رغبته في تقديم أداء ممتع من خلال تمريراته المتعددة قبل التسديد، وهو يرى أن "التركيز على الفوز هو الأهم".