قبل مائة عام، بدأت قصة هذه البطولة في مدينة آخن بغرب ألمانيا. من مسابقة ثانوية أصبحت بمرور الوقت محطة رئيسية في عالم رياضة الفروسية، واليوم أصبح مهرجان "آخن" العالمي يجتذب أبرز الفرسان والجماهير من جميع أنحاء العالم.
يعود تاريخ مهرجان الفروسية في آخن إلى قبل مائة عام. حيث أقيمت وقتها أول بطولة فروسية صورة من: Frank Heinen/rscp-photo/picture alliance
إعلان
في مدينة آخن بولاية شمال الراين فيستفاليا غرب ألمانيا، تجتمع الفروسية والتاريخ في حدث يعتبر اليوم من بين أبرز المهرجانات الرياضية على مستوى العالم. يعود تاريخ بطولة آخن للفروسية إلى مائة عام، حيث بدأت كتجربة متواضعة وسرعان ما نمت لتصبح محطة عالمية لنخبة الرياضيين في رياضة الفروسية. يمتزج فيها الفن والأداء والتقاليد بروح المنافسة الشرسة، مما يجعلها ليست مجرد بطولة، بل تجربة ثقافية ورياضية لا تُنسى.
قصة قرن من التميز والعراقة
قبل مائة عام، أقيمت أول بطولة فروسية في الموقع نفسه الذي تستضيفه آخن حتى اليوم. لم تكن هذه البطولة هي الحدث الرئيسي، بل كانت جزءًا من فعالية نظمها نادي آخن-لورينسبيرغر للسباق (ALRV) في 13 يوليو/ تموز 1924، حيث تضمنت سباقات الخيول المعتادة وبرنامجًا جانبيًا لأول مرة تضمن "بطولة الفروسية والقيادة" مع سباقات وحواجز. لاقت هذه المسابقات إعجاب الجمهور، مما أسس لمهرجان الفروسية العالمي الحالي.
ثم تطورتبطولة الفروسية في آخن بسرعة لتصبح حدثًا سنويًا ذا طابع دولي بحلول عام 1927. في عام 1929، أُقيم أول كأس للأمم، وفي عام 1933، حصلت البطولة على لقب CHIO، وهو اختصار لـ Concours Hippique International Officiel (مسابقة الفروسية الدولية الرسمية). لكل دولة عضو في الاتحاد الدولي للفروسية (FEI) بطولة CHIO واحدة فقط، وتستضيف ألمانيا هذه البطولة في آخن منذ ذلك الحين.
منذ عشرات السنين والمهرجان يشكل علامة فارقة لمدينة آخن ورياضة الفروسيةصورة من: arkivi/picture alliance
في عام 1933، تأثرت البطولة باستيلاء النازيين على السلطة في ألمانيا. اعتبر النظام النازي الفروسية رياضة نموذجية لتحقيق الانتصارات في الألعاب الأولمبية لعام 1936 في برلين. بعد الحرب، استؤنفت بطولة CHIO في آخن بسرعة، وأصبحت منذ عام 1947 حدثًا دوليًا رئيسيًا. استضافت آخن البطولة باستثناء عامين فقط: في عام 1986، عندما استضافت بطولة العالم للفروسية، وفي عام 2020، عندما أُلغيت البطولة بسبب جائحة كورونا.
بطولة عالمية
تُعتبربطولة آخن للفروسية الأفضل والأكثر شهرة في العالم، حيث يشارك فيها نخبة الرياضيين العالميين في خمس تخصصات: القفز، الترويض، التجارب المتعددة، قيادة العربات،والفروسية الاستعراضية. في عام 2024، يُتوقع مشاركة حوالي 330 متسابقًا من 32 دولة مع حوالي 600 حصان.
تُقام البطولة على مساحة تبلغ حوالي 25 هكتارًا، تشمل الملعب الرئيسي، وساحة الترويض، وصالات الفروسية، ومنطقة قيادة العربات، والإسطبلات، ومناطق التدريب. يتسع الملعب الرئيسي لـ 40,000 متفرج.
تُمنح أعلى الجوائز المالية في سباق القفز، حيث يحصل الفائز على 500,000 يورو. إجمالي جوائز CHIO يبلغ 3.9 مليون يورو، بينما تبلغ ميزانية الحدث الكلية 20 مليون يورو، مما يجعله أكبر حدث رياضي سنوي في ألمانيا.
أعده للعربية: علاء جمعة
المشاركة السعودية في مهرجان الفروسية العالمي - آخن 2013
بعد نيله الميدالية البرونزية في أولمبياد لندن 2012، بات المنتخب السعودي للفروسية من أهم المنتخبات العالمية. والآن يتحضر للمشاركة في بطولة كأس العالم المقبلة، لذا جاءت مشاركتهم في المهرجان العالمي للفروسية في مدينة آخن.
صورة من: DW/T. Anegay
غياب عدة نجوم
منذ البداية كانت حظوظ المنتخب السعودي ليست بالقوية في مشاركته في كأس الأمم للفروسية 2013 في مدينة آخن الألمانية. خاصة وأن بعثة الفريق السعودي اقتصرت على 3 فرسان فقط هم: الأمير عبدالله بن متعب آل سعود، والفارس ناصر الدهامي، والأمير فيصل الشعلان الواضح في الصورة أعلاه.
صورة من: DW/T. Anegay
سمعة الأولمبياد
ورغم غياب عدة نجوم، إلا أن سمعة المنتخب السعودية للفز على الحواجز سبقته، كيف لا، وهو المتوج بالميدالية البرونزية في أولمبياد لندن 2012، والتي اعتبرت حينها من أكبر المفاجآت في البطولة. الفارس السعودي رمزي الدهامي كان أحد أبطال الإنجاز في لندن، وها هو يشارك في آخن أيضا.
صورة من: DW/T. Anegay
وبطل أولمبي آخر أيضا
الأمير عبد الله بن متعب آل سعود، كان هو الآخر أحد المتوجين ببرونزية لندن، وشارك في آخن 2013 أيضا.
صورة من: DW/T. Anegay
عبد الله بن متعب
أنهى الأمير عبد الله بن متعب دراسة القانون في عام 2006. وفي عام 2002 قام بجولته الأولى في أوروبا. وكان لزميله في المنتخب خالد العيد بصمته الكبيرة على مسرته مع الفروسية. من إنجازاته إلى جانب برونزية لندن: فوزه مع المنتخب بالذهب في الألعاب الآسيوية مرتين. وحقق ذهبية الفردي في دورة الألعاب العربية.
صورة من: DW/T. Anegay
فيصل الشعلان
الأمير فيصل الشعلان (26 عاما)، من أصغر أعضاء الفريق السعودي سنا. بدأ مع الفروسية في سن مبكرة جدا، وفاز في إحدى المسابقات وهو ابن السابعة فقط على ظهر مهرة بيضاء. تأهل إلى كأس العالم للفروسية في عام 2006، وكان أصغر متسابق في تلك البطولة. درس الاقتصاد الرياضي في جامعة ميامي الأمريكية. يتدرب حاليا في منطقة النورمادي في فرنسا، استعدادا لبطولة كأس العالم 2014 التي ستقام هناك.
صورة من: DW/T. Anegay
وناصر الدهامي
ناصر الدهامي (41 عاما) اكتشف عشقه للفروسية عندما كان عمره 14 عاما، حيث امتطى حصانا عربيا يملكه والده، وفي دبي شارك في أول منافسة دولية له. وبعدها اتبع الدهامي عدة دورات ومعسكرات تدريبية وتفرغ لهذه الرياضة. ومنذ عام 2000 يعيش الدهامي متنقلا بين بروكسل ووطنه الأم السعودية. حصد الذهب 3 مرات في البطولات العربية، كما فاز مع المنتخب بالذهب في الألعاب الآسيوية 2010. وهو أحد أبطال إنجاز لندن 2012.
صورة من: picture-alliance/dpa
حدث سنوي كبير
مهرجان الفروسية العالمي (تشاو) في آخن يعتبر الحدث الأكبر في أوروبا في سباقات قفز الحواجز، ومن أكبر الفعاليات في العالم. من أهم مسابقاته كأس الأمم للقفز.
صورة من: picture-alliance/dpa
يجتذب عشاق اللعبة
وهكذا يحرص الكثيرون من عشاق اللعبة في القارة الأوروبية وخارجها على التمتع بمشاهدة أهم فرسان العالم وهم يتنافسون في القفز على حواجز بارتفاعات أولمبية.
