بعثة مصرية ألمانية تكتشف كتل حجرية من عهد الملك خوفو
١٣ يونيو ٢٠٢٢
نجحت بعثة الأثار المصرية الألمانية العاملة بمنطقة المطرية بشرق القاهرة في الكشف عن كتل حجرية من الغرانيت من عصر الملك خوفو بمعبد الشمس. ومؤخرا تم اكتشاف خبيئة تماثيل نادرة في سقارة و250 تابوتا خشبيا من العصر المتأخر.
إعلان
تمكنت بعثة الآثار المصرية الألمانية العاملة بالمطرية (شرق القاهرة) من الكشف عن كتل حجرية مثيرة من عهد لملك خوفو بالإضافة إلى أساسات فناء معبد يعود لعصر الدولة الحديثة وعدد من التماثيل والمذابح. وقالت وزارة السياحة والآثار، في بيان صحفي اليوم (الإثنين 13 يونيو/ حزيران 2022)، إن ذلك جاء أثناء استكمال البعثة حفائرها في الجانب الغربي من المتحف المفتوح بمسلة الملك سنوسرت الأول بالمطرية.
وأكد مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على أهمية هذا الكشف، حيث أنها المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن وجود آثار من عهد الملك خوفو في منطقة عين شمس، والتي ربما كانت أجزاء من مبني غير معروف أو ربما نقلت من منطقة أهرامات الجيزة لاستخدامها كمواد بناء في عصر الرعامسة وهي الفترة التي شاع فيها استخدام الأحجار من المباني الأقدم تاريخيا.
مقبرة توت عنخ آمون.. هل تنتهي المفاجآت؟
01:06
بدوره قال أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصريةبالمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة من الجانب المصري، إن البعثة نجحت كذلك في الكشف عن بعض الدلائل على الوجود المبكر لهذه المنطقة، حيث تم الكشف عن العديد من الطبقات الأثرية يرجع تاريخها إلى عصر الأسرة صفر (فترة نقادة الثالثة) بالإضافة إلى طبقات من رديم الفخار، والذي يشير إلى نشاط دينى وطقسى في الألف الثالث قبل الميلاد بالموقع، فضلا عن وجود أدلة تشير إلى التواجد الكبير خلال عصر الأسرة الثالثة والرابعة حيث عثرت البعثة على قطعة من الجرانيت للملك بيبى الأول (2280 ق.م) عليها نقش بالبارز للصقر حورس، لافتا إلى أن البعثة ستستمر في أعمال حفائرها للكشف عن المزيد.
وأشار إلى أنه تم الكشف أيضًا عن قاعدة تمثال للملك أمازيس (أحمس الثاني)، بالإضافة إلى العديد من المذابح من العصر المتأخر والتي كان يقدم عليها القرابين من العصر المتأخر، كما تم الكشف أيضا عن العديد من أجزاء التماثيل على شكل أبو الهول، والتي تعتبر دليل على الاستخدام والتواجد الملكي بالمعبد، فضلا عن العديد من الإضافات من عهد عدد من الملوك من بينهم الملوك أمنمحات الثاني، سنوسرت الثالث، أمنمحات الثالث، أمنمحات الخامس، تحتمس الثالث، أمنحتب الثانى والثالث، حور محب، رمسيس الثانى، والملك سيتى الثاني.
مصر وتاريخها الفرعوني: تسعة ألغاز تبحث عن تفسير
التاريخ الفرعوني زاخر بالألغاز والاكتشافات المثيرة للاهتمام، ورغم الأبحاث الممتدة على مدار السنوات، تظل بعض الأسئلة بحاجة لإجابات، هل قتل توت عنخ آمون؟ لمن يرمز أبوالهول وما سر الاهتمام بذقن الملكات والملوك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/L. Gigerichova
ذهب حقيقي؟
أساطير ونظريات عديدة مختلفة تدور حول توت غنخ آمون، لا تتعلق في الأساس بفترة حكمه خاصة وأنه توفى في عمر 18 عاما وبالتالي لم يكن يتمكن من وضع علامات كبيرة خلال فترة حكمه. لكن الأساطير المرتبطة بوفاته المبكرة ومقبرته المليئة بالكنوز والذهب الخالص، جعلته إلى جانب رمسيس الثاني من أشهر الفراعنة على مستوى العالم.
صورة من: Bildarchiv Steffens/akg/picture-alliance
صدفة في الوقت الضائع؟
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 كانت من الأحداث التي حبست أنفاس العالم. يومها قادت الصدفة الباحث البريطاني هوارد كارتر، لمقبرة توت عنخ آمون التي وصفها في رسالة تلغرافية للورد كارنارفون، ممول عملية البحث، بأن بها "ذهبا يلمع في كل مكان". بحث كارتر عن المقبرة كان مرتبطا بتمويل اللورد كارنارفون، الذي أعطاه مهلة أخيرة قبل وقف التمويل، اكتشف خلالها كارتر المقبرة التي لم تمس من قبل، في وادي الملوك.
صورة من: Imago
مات أم قتل؟
البحث عن السبب المحتمل وراء الوفاة المبكرة لتوت عنخ آمون، شكلت لغزا شغل العلماء من مجالات مختلفة. تحليل الحمض النووي لمومياء توت عنخ آمون أرجع أسباب الوفاة المحتملة إلى الملاريا وإلى مرض في العظام. رصد الخبراء أيضا وجود كسور عديدة في جسد الفرعون الشاب ورجحوا أنها حدثت خلال فترة حياته. هذه الكسور تحديدا عززت من نظريات أخرى ترجع رحيل توت عنخ آمون في هذا العمر المبكر، لعملية قتل.
صورة من: picture-alliance/dpa/epa/AP/B. Curtis
لماذا لا يسمح للسائحين بالتصوير هنا؟
مومياء توت عنخ آمون التي يزيد عمرها على 3300 سنة، شديدة الحساسية للضوء والحرارة، لذا فإن اللمس والتصوير من المحظورات بشدة للسائحين الذين يتوافدون بشغف على المقبرة. اتخذ العلماء هذه الإجراءات الصارمة، بعد أن تحللت محتويات مقابر أخرى تم اكتشافها خلال القرنين الـ 19 والـ 20، بعد أن تم الكشف عنها دون إجراءات حماية خاصة من الضوء والحرارة.
صورة من: Getty Images/AFP/M. El-Sahed
أين توجد المقتنيات الذهبية؟
باستثناء المومياء الموجودة داخل التابوت الحجري، انتقلت محتويات مقبرة توت عنخ آمون إلى المتحف المصري في العاصمة القاهرة. المقتنيات الثمينة محفوظة بشكل مناسب لحمايتها ويمكن للزوار مشاهدتها من خلال معرض دائم.
صورة من: Marc Deville/akg/picture-alliance
عمليات الترميم تقتصر على الباحثين المصريين؟
يعتقد البعض أن جميع عمليات ترميم مقتنيات توت عنخ آمون يقوم بها علماء مصريون بشكل حصري، وهي معلومة غير صحيحة، فهناك تبادل مستمر بين فرق بحثية دولية، فيما يخص عمليات الترميم. وفي عام 2015 عمل خبير الترميم الألماني كريستيان إيكمان (الصورة) بشكل مباشر على ترميم القناع الذهبي للفرعون الشاب داخل المتحف المصري في القاهرة.
صورة من: Khaled Elfiqi/dpa/picture alliance
لصق ذقن توت عنخ آمون بالصمغ؟
مشاركة كريستيان إيكمان في ترميم ذقن توت عنخ آمون حظيت باهتمام إعلامي بالغ، خاصة وأنها جاءت بعد واقعة أثارت الكثير من الجدل، بعد أن تم اكتشاف لصق الذقن بمادة صمغية غير مناسبة على الإطلاق، إثر تعرضها للكسر أثناء عمليات تنظيف، واقعة أثارت الكثير من الجدل في مصر وقتها.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
ما سر ارتباط الذقن بالفراعنة؟
الذقن جزء مهم من التماثيل النصفية للفراعنة، ظاهرة كانت نواة فكرة معرض أقيم في العاصمة الألمانية برلين عام 2015 بعنوان "الذقن، بين الطبيعة والحلاقة". اجتذب المعرض، الذي يتطرق للتاريخ الثقافي لفكرة الذقن عند الرجال، الكثير من الزوار وكان من بين معروضاته تمثال لحتشبسوت، إذ أن فكرة الذقن في مصر القديمة كانت ترمز للملوك والملكات على حد سواء.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
أبوالهول..ملك أم ملكة؟
رأس إنسان وجسم أسد وبدون ذقن ولا أنف، يقف أبو الهول في نفس المكان منذ نحو أربعة آلاف عام ويجتذب السائحين من كل مكان ويمثل في الوقت نفسه لغزا كبيرا يشغل الباحثين، فمن غير الواضح بشكل قاطع حتى الآن، الشخصية التي يرمز لها التمثال الذي يبلغ طوله 73 مترا وارتفاعه 20 مترا. بعض النظريات ربطت بين أبوالهول وشخصيات تاريخية مختلفة، لكنها غير مؤكدة. نظريات أخرى ترى في أبوالهول شخصية أسطورية.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
9 صورة1 | 9
وأوضح ديترش راو رئيس البعثة من الجانب الألماني أن البعثة نجحت كذلك في الكشف عن أجزاء من النواويس والمذابح من عصر الملوك أمنمحات الرابع، وسوبك حتب الرابع، و آي، وستي الأول، وأوسركون الأول، وتكيلوت الأول، وبسماتيك الأول، بالإضافة إلى الكشف عن نموذج نحتي من الكوارتز على شكل أبو الهول للملك أمنحتب الثاني وقاعدة تمثال ضخم لقرد من من الجرانيت الوردي لقرد البابون.
وفي نهاية الشهر الماضي اكتشفت بعثة أثرية مصرية تعمل في جبانة الحيوانات المقدسة (البوباسطيون) بمنطقة آثار سقارة خبيئة نادرة تضم عشرات التماثيل البرونزية كما عثرت على مجموعة كبيرة من التوابيت الخشبية الملونة تعود إلى العصر المتأخر، أي حوالي 500 عام قبل الميلاد، حسب وزارة السياحة والآثار المصرية.
وقالت وزارة السياحة والآثار المصرية اليوم الاثنين إن الخبيئة تضم 150 تمثالا من البرونز بأحجام مختلفة لعدد من المعبودات المصرية القديمة منها أنوبيس وآمون مين وأوزير وإيزيس ونفرتوم وباستت وحتحور إضافة إلى مجموعة من الأواني البرونزية الخاصة بطقوس المعبودة إيزيس، فضلا عن تمثال برونزي للمهندس إيمحتب بدون رأس. وأوضحت الوزارة أن هذه "أول وأكبر خبيئة بالموقع تعود إلى العصر المتأخر" تم العثور عليها في موسم الحفائر الرابع للبعثة.