بعد حصار دام أربعة أعوام، أعلن الجيش السوري استعادة السيطرة على داريا الواقعة في محافظة ريف دمشق. المرصد السوري يقول إن داريا باتت خالية من السكان والمقاتلين بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين النظام السوري والمقاتلين.
إعلان
قال مصدر عسكري سوري إن الجيش استعاد السبت (27 آب/ أغسطس 2016) السيطرة على مدينة داريا بالكامل بعد حصارها لأربعة أعوام، إثر إخراج آخر المقاتلين والمدنيين منها. وقال المصدر بعد خروج آخر الحافلات التي أقلت مدنيين ومقاتلين من المدينة "باتت مدينة داريا بكاملها تحت سيطرة الجيش ولم يعد هناك وجود لأي مسلح فيها"، مضيفا "دخل الجيش داريا كلها".
وأورد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل "إغلاق ملف داريا بعد إخراج المدنيين والمسلحين مع عائلاتهم بالكامل تنفيذا للاتفاق"، الذي تم التوصل إليه بين السلطات السورية والفصائل المعارضة الخميس وبدأ تنفيذه الجمعة. وبث التلفزيون مقاطع فيديو تظهر اليات تابعة للجيش تجول داخل احد شوارع داريا تزامنا مع تحليق مروحية في سماء المدينة.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس أن "الدفعة الثانية والأخيرة من المقاتلين والمدنيين خرجت اليوم من داريا على متن أكثر من أربعين حافلة"، مضيفا "بذلك باتت مدينة داريا خالية من المدنيين والمقاتلين بعد تهجير سكانها بشكل كامل".
ولم يذكر الإعلام الرسمي عدد المدنيين والمقاتلين الذي أُخرجوا من المدينة، لكن وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" ذكرت الجمعة أن الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة مع الفصائل المعارضة نص على خروج 700 مقاتل إلى إدلب (شمال غرب) ونحو أربعة آلاف مدني إلى مراكز إقامة مؤقتة بريف دمشق، فضلا عن تسليم المقاتلين لسلاحهم المتوسط والثقيل.
وتحظى داريا، التي تقع على بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب غرب دمشق، برمزية خاصة لدى المعارضة السورية، إذ كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد في آذار/مارس 2011. وتعد من أولى المناطق التي حاصرها النظام في العام 2012 علما أن أول قافلة مساعدات غذائية دخلت إليها كانت في حزيران/يونيو الماضي.
وهذا الاتفاق هو الثاني من نوعه بعد اتفاق مماثل تم التوصل إليه العام 2014 في مدينة حمص في وسط البلاد. وتتهم المعارضة والفصائل قوات النظام باستخدام سياسة الحصار لتجويع المناطق الخارجة عن سيطرتها وإخضاعها، بهدف دفع مقاتليها إلى الخروج منها.
أ.ح/ هـ.د (أ ف ب)
مخيم اليرموك - جوع وحصار وبراميل متفجرة
يشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا منذ أيام اشتباكات عنيفة بين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" وفصائل المعارضة وقوات النظام السوري. وهو ما ضاعف معاناة المدنيين المحاصرين وسط مخيم يفتقد لأبسط الحاجيات اليومية.
صورة من: picture-alliance/dpa
يشهد مخيم اليرموك منذ أول مايو/ آيار اشتباكات بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي (داعش). كما يتعرض لغارات جوية تشنها قوات النظام السوري.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
بعد دخول "داعش" مخيم اليرموك، هربت منه حوالي 500 عائلة، وفق مصادر فلسطينية، وتوزع أفرادها في أحياء مجاورة للمخيم خاضعة لسيطرة قوات النظام السوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
تراجع عدد سكان مخيم اليرموك من نحو 160 ألف شخص قبل اندلاع الثورة السورية في 2011 إلى نحو 18 ألفا يعيشون منذ عامين تقريبا في ظل حصار خانق تفرضه قوات الأسد.
قتل في هجوم "داعش" الأربعاء الماضي على المخيم 38 شخصا بينهم ثمانية مدنيين، بحسب المرصد السوري. وحتى الحيوانات لم تسلم من تداعيات القتال، الذي يزيد مأساة سكان المخيم.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
أدى هجوم تنظيم "داعش" في الأسبوع الماضي إلى نزوح نحو 2500 من السكان إلى الاحياء المجاورة فيما لا يزال الآلاف محاصرين داخله وبحاجة إلى إغاثة ومساعدات إنسانية عاجلة.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
مخيم اليرموك، الذي أضحى رمزا للمعاناة والحرمان في النزاع السوري، أغرقه هجوم "داعش" عليه في مأساة جديدة، من أبرز ما فيها سوء التغذية ونقص الأدوية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
لا يزال يعيش في مخيم اليرموك حوالي 18 ألف شخص بينهم 3500 طفل، في أوضاع إنسانية صعبة. كما أنهم بحاجة ماسة إلى الطعام والدواء والخدمات الصحية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
"حفرة جحيم" هكذا وصف متحدث باسم وكالة "أونروا" مخيم اليرموك. وتطالب منظمات مساعدة إنسانية بوقف فوري للقتال حتى تتمكن من إيصال مساعداتها لسكان المخيم.
صورة من: Reuters
يعتمد سكان المخيم بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية، لكن منظمات المساعدة لم تعد قادرة على الدخول إلى اليرموك بسبب استمرار القتال والغارات الجوية للنظام السوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
غادر العديد من الأطباء ومنظمات الرعاية الصحية المخيم بعد احتدام المعارك. وهو ما ينذر بكارثة خطيرة وسط تردي الوضع الإنساني في المخيم، الذي يبعد عن العاصمة دمشق بثمانية كيلومترات فقط.