بعد سلسة من المواجهات التي شهدتها مدينة كوتبوس بين لاجئين شباب وألمان، قرر وزير داخلية ولاية براندنبورغ عدم استقبال المزيد من طالبي اللجوء في مدينة. قرار لقي انتقادات في الولاية.
إعلان
شهدت مدينة كوتبوس بولاية براندبنورغ شرقي ألمانيا منذ شهور مواجهات بين لاجئين سوريين شباب ومجموعة من الشباب الألماني. وينتمي بعض الشباب الألمان المتورطين إلى صفوف النازيين الجدد، أو مثيري الشغب.
لكن القطرة التي أفاضت الكأس تعود إلى يوم الأربعاء الماضي (17 كانون ثان/ يناير)، بعدما اشتبك مراهقان سوريان يبلغان من العمر 15 عاماً و16 عاماً مع مراهقين ألمان. وخلفت الاشتباكات عن إصابة أحد الشبان الألمان بسكين على وجهه ويده وساقه. وألقت شرطة المدينة القبض على السوريين وأودعتهما السجن في ذمة التحقيق، نقلاً عن الموقع الإخباري الألماني "تاغس شبيغل".
ووفقا لمعلومات السلطات المحلية فإن أحد اللاجئين السوريين المتورطين في الاشتباكات الأخيرة يواجه أيضا مشاكل داخل المدرسة ويتعامل بعنف مع المدرسين. وسبق لمكتب رعاية الشباب بالمدينة أن أصدر أمرا بإلحاق المراهق المعني بمركز خاص لإعادة تأهيل الشباب لكن محكمة الأسرة رفضت.
وقبل اشتباكات يوم الأربعاء الماضي هاجم أحد المراهقين المتورطين رفقة ثلاثة مراهقين سوريين آخرين سيدة وزوجها في المدينة. وطالب المراهقون الثلاثة البالغة أعمارهم 14 و 15 و17 عاما من الزوجة (43 عاماً) داخل مركز للتسوق احترام الطابور وإعطائهم الأسبقية لأنهم كانوا ينتظرون قبلها. وبعدما رفضت هاجم المراهقون زوجها واستعمل أحدهم السكين، يضيف الموقع الإخباري الألماني "تاغس شبيغل".
وبعد صدور قرار وزير داخلية ولاية براندنبورغ بعدم استقبال كوتبوس للمزيد من اللاجئين انتقدت إيفانا دومازيت من مجلس براندبورغ للاجئين قرار وزير الداخلية، قائلة بأنه تجاهل العنف اليميني. وشهدت المدينة في السنوات الأخيرة تزايدا في أنشطة أنصار اليمين وعدد الهجمات ضد اللاجئين.
ع.ع/ف.ي
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)