بعد أن منعته أوروبا ـ أردوغان يخاطب أتراك الخارج من سراييفو
٢٠ مايو ٢٠١٨
بعد أن أغلقت العواصم الأوروبية أبوابها أمام حملته الانتخابية، اختار الرئيس التركي أردوغان مدينة ساراييفو ليعقد تجمعا انتخابيا هو الوحيد خارج تركيا. وإذ يلقى هذا التجمع دعم سلطات البوسنة لكنه يثير استياء جزء من السكان.
إعلان
اختار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مدينة ساراييفو للترويج لحملته الانتخابية بعدما منعت دول أوروبية عدة على رأسها ألمانيا، أي مهرجانات انتخابية مؤيدة له قبل استفتاء نيسان/أبريل 2017 حول تعزيز صلاحياته. وأدّى ذلك الرفض إلى توتر شديد بين أنقرة وعدة عواصم أوروبية.
ويهدف هذا التجمع الانتخابي قبل شهر من الانتخابات الرئاسية والتشريعية، إلى كسب أصوات الأتراك في الخارج الذين يتجاوز عددهم ثلاثة ملايين ناخب، بينهم 1,4 مليون في ألمانيا. ويتوقع أن يحضره مؤيدون له من كل أوروبا، بما في ذلك ألمانيا والنمسا وإيطاليا وبلجيكا والدول الإسكندنافية وهولندا وسويسرا والمجر.
وباختيار ساراييفو، يمكن لأردوغان أن يطمئن إلى عدم مواجهة أي رفض لعقد التجمع من جانب الزعيم السياسي لمسلمي البوسنة بكر عزت بيغوفيتش، الذي دعي الى حفل زفاف ابنة الرئيس التركي في 2016. ويؤكد حزب العمل الديموقراطي، الذي يقوده عزت بيغوفيتش قربه من حزب العدالة والتنمية التركي.
وصرح العضو البوسني المسلم في الرئاسة الثلاثية للبوسنة، التي تتشارك في إدارة السلطات المركزية وتضم أيضا عضوا صربيا وآخر كرواتيا، في العاشر من أيار/مايو "سنبرهن أن لديه (أردوغان) أصدقاء وانهم فخورون به".
وأضاف بكر عزت بيغوفيتش أنه يدرك أن ضيفه "ليس محبوبا من الغرب وان العديد من البوسنيين المحبطين لا يحبونه في هذا البلد". وتابع "ما هي المشكلة؟ المشكلة هي أنه مسؤول مسلم قوي لم نحظ بمثله منذ فترة طويلة".
لكن هذا الدعم ليس موضع إجماع. وهذا ما ظهر في عناوين صحف الأحد (20 أيار/ مايو 2018). إذ كتبت اليومية "فيسرنجي ليست" تقول: "سكان ساراييفو يستمتعون: اليوم أردوغان وغدا بوتين ولمَ لا يكون الأسد بعد غد؟". وعنونت منافستها "دونيفي افاز"، "الأتراك يحتلون ساراييفو".
ويشار إلى أن تركيا لعبت دورا مهما في إعادة إعمار هذا البلد الصغير في البلقان بعد الحرب التي شهدها في 1992-1995،وتتبع سياسة استثمار نشطة فيه كما في كل المنطقة. كما أن نصف سكان البوسنة، البالغ عددهم 3,5 ملايين نسمة، مسلمون وثلثهم من الصرب الأرثوذكس بينما يشكل الكروات الكاثوليك 15 بالمئة.
أ.ح/م.أ.م (أ ف ب)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)