مفاجأة سارة جاءت لتكافئ سيدة سعودية بعد إقدام شخصين من أبناء بلدتها على حرق سيارتها، ما أدى في حينه لموجة من السخط ضد المعتدين.
إعلان
سعوديات يتجولن بسيارتهن بحرية للمرة الأولى في تاريخ المملكة
01:41
سلّم نائب رئيس المجلس البلدي بالعاصمة المقدسة فهد الروقي السيارة الجديدة التي أعلن عن إهدائها للسيدة السعودية سلمى البركاتي بعد أن تعرضت سيارتها للاحتراق من أمام منزلها الكائن بقرية الصمْد بمحافظة الجموم مطلع الأسبوع الجاري بشكل متعمّد على أيدي أبناء قريتها. وذلك حسبما ذكرته صحيفة سبق الالكترونية السعودية الخميس (الخامس من يوليو/ تموز 2018).
وجاء تبرع الروقي بالسيارة الجديدة للتخفيف من الأزمة النفسية التي تعرضت لها البركاتي إثر إقدام شخصين من أبناء بلدتها على حرق سيارتها بعد اسبوع فقط من السماح للنساء بقيادة السيارات في المملكة المحافظة.
من جانبها أفادت صحيفة المدينة السعودية أن البركاتي تسلمت مفتاح سيارتها الجديدة في أحد معارض السيارات بمكة برفقة والدها.
يُذكر أن الشرطة السعودية تمكنت من إلقاء القبض على المعتدين في حادث حرق السيارة ويتعلق الأمر بشخصين، قام أحدهما بشراء مادة البنزين من إحدى المحطات القريبة، وقام بالتواصل مع أحد الأشخاص لمساعدته في فعلته.
وقد أُحيلت القضية للنيابة تمهيداً لاستكمال الإجراءات القانونية. وفي 24 حزيران/ يونيو 2018 احتفلت النساء في السعودية بالسماح لهن بقيادة السيارات لأول مرة.
وسعت السلطات إلى التأكيد على الموافقة الدينية على قيادة النساء، إلا أن العديد لا يزالون يخشون المتشددين على وقع تصريحات معادية للنساء على وسائل التواصل الاجتماعي. وتقدمت نحو 120 ألف امرأة بطلب الحصول على رخصة قيادة، بحسب متحدث باسم وزارة الداخلية، ولكن لم يتضح عدد الرخص التي تم اصدارها.
ويأتي إنهاء حظر قيادة النساء للسيارات في إطار إصلاحات كاسحة يدفع بها ابنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في محاولة لتنويع اقتصاد المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم وتحقيق الانفتاح في مجتمعها المغلق.
ويتخوّفَ البعض من تمييز واحتمال صدور تصرفات عدائية من سائقين ذكور تجاه النساء. علماً أن التعليقات الذكورية المتهكمة في عدد من الدول العربية ضد النساء ظاهرة موجودة، ولو أنها ليست من باب رفض قيادة المرأة للسيارات، كما قد تكون بالنسبة للبعض في السعودية.
وترى منظمات حقوقية أن خطوة السماح للمرأة بقيادة السيارة يجب أن تستكمل بإلغاء نظام الوصاية، أو "ولاية الرجل"، الذي يعطي الاقرباء الذكور الحق في التحكم بتفاصيل الحياة اليومية للنساء واتخاذ قرارات مهمة نيابة عنهن، مثل السفر. وكانت السلطات قد أكدت ان النساء لا يحتجن الى موافقة الرجل للحصول على رخصة قيادة في المملكة.
ح.ز / ع.غ (أ.ف.ب / د.ب.أ )
المرأة السعودية مصرة على نيل حقها في قيادة السيارة
إصرارا منهن على نيل حقهن في قيادة السيارة، تطلق ناشطات سعوديات حملات عبر الصفحات الالكترونية احتجاجا على القيود المفروضة عليهن. وبينما يتفق البعض على عدم وجود نص فقهي يمنع المرأة من القيادة، يرى آخرون الأمر بشكل مختلف.
صورة من: picture-alliance/dpa
حقوق دون المعايير العالمية
ما يزال وضع المرأة السعودية دون المعايير العالمية: فهي تخضع لقراءة متشددة للشريعة الإسلامية تفرض عليها العديد من الضوابط كمنعها مثلا من قيادة السيارة أو السفر للخارج بدون إذن ولي أمرها أو الحصول على جواز سفر والسفر دون محرم ومنع الاختلاط بين الجنسين في الدراسة والعمل.
صورة من: Fotolia/macgyverhh
إصرار على قيادة السيارة
احتجاجا على الضوابط والقيود التي تحرم المرأة حق القيادة في السعودية، انتشرت حملة سعودية على الانترنت تدعو النساء إلى الاحتجاج في الـ (26 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول)، وذلك في ظل عدم وجود نص فقهي يمنع المرأة من القيادة.
صورة من: Getty Images/AFP
حجب رغم التأييد الكبير
ولقيت الحملة دعما من ناشطات معروفات وأيد آلاف السعوديين رجالا ونساء هذه الحملة بغية كسر الحظر المفروض على النساء في السعودية للجلوس خلف عجلة القيادة، ما دفع السلطات إلى حجب الموقع الالكتروني للحملة داخل المملكة.
صورة من: AP
هل تؤثر القيادة على الحمل؟
وفي مواجهة الناشطات اللواتي دعون لمنحهن حق القيادة يرى المستشار القضائي الشيخ صالح اللحيدان السعودي المحافظ، أن النساء اللواتي يقدن السيارات يخاطرن بالإضرار بمبايضهن وسينجبن أطفالا مصابين بنوع من الخلل الإكلينيكي. مشيرا إلى أن النساء اللواتي يرغبن في إلغاء حظر قيادة المرأة للسيارة ينبغي أن يقدمن العقل على القلب.
صورة من: picture-alliance/ZB
تغريدات ساخرة
أثارت تصريحات الشيخ اللحيدان هذه موجة من التغريدات والتهكمات الساخرة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي. فبينما يرى أحدهم أن منع المرأة من القيادة هو قرار في منتهى الغباء في العصر الذي غزا العالم فيه الفضاء، نددت إحداهن بـ "اقتران الغباء بالعقيدة في معبد تقاليد القرون الوسطى"، في حين تساءلت أخرى عما إذا كان "ركوب المرأة الجمل لا يؤذي المبيض أيضا؟"
صورة من: Reuters
"سأقود سيارتي بنفسي"
وفي 2011 استجابت عشرات السعوديات لحملة مماثلة تحمل اسم "سأقود سيارتي بنفسي"، إذ قام بعضهن بنشر صور وتسجيلات فيديو لأنفسهن وهن يقدن سيارات على مواقع تويتر وفيسبوك ويوتيوب. وتم احتجاز بعضهن لفترة وجيزة ووجهت اتهامات لاثنتين منهن بتهمة تحدي العاهل السعودي. وأطلق سراح واحدة بعدما وقعت تعهدا بعدم قيادة السيارة مرة أخرى في حين حكم على الثانية بـ 10 جلدات.
صورة من: picture alliance/dpa
محاولة لكسر طوق تقييد المرأة
وقد شهدت السعودية في عام 1990 محاولات مشابهة حين خرجت 47 امرأة في 15 سيارة تقودها نساء وسط العاصمة الرياض احتجاجا على منعهن من قيادة السيارات. وقد ألقي القبض عليهن آنذاك وتم فصل النساء اللواتي كن يعملن كموظفات في القطاع العام من عملهن.
صورة من: picture alliance/dpa
حرمان من القيادة غير ملزم بقانون
ورغم عدم وجود قانون يحظر قيادة النساء السيارات، إلا أن تراخيص القيادة تُمنح للرجال فقط. وتُغرم المرأة التي تقود السيارة بدون ترخيص.