بعد إدانتها.. حملة تضامن واسعة مع الصحفية هاجر الريسوني
١ أكتوبر ٢٠١٩
قضت محكمة مغربية بسجن الصحفية هاجر الريسوني لمدة عام بتهمتي ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج والإجهاض. هذا الحكم خلف استياء منظمات حقوقية ونشطاء تضامنوا مع الصحفية المغربية معتبرين أن القضية تحكمها دوافع سياسية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Elshamy
إعلان
خلف الحكم الذي أصدرته محكمة مغربية في الرباط أمس الاثنين (30 سبتمبر/ أيلول 2019) بسجن الصحافية هاجر الريسوني (28 عاما) مدة عام مع التنفيذ بتهمة "الإجهاض غير القانوني" و"ممارسة الجنس خارج إطار الزواج"، استياء منظمات حقوقية ونشطاء داخل المغرب وخارجه.
كما حكم بالسجن لعامين مع التنفيذ على الطبيب الذي أجهضها، والسجن لعام مع التنفيذ على خطيبها، والسجن لعام مع وقف التنفيذ على طبيب التخدير، والسجن لثمانية أشهر مع وقف التنفيذ على سكرتيرة في العيادة.
محامي الريسوني عبد المولى الماروري قال بعد النطق بالحكم إن "هذه المحاكمة لا أساس لها. الاتهامات لا أساس لها". كما اعتبر المؤرّخ المغربي المعطي منجب الذي حضر الجلسة قضية الريسوني "مسألة قمع سياسي، وقمع لرأي مستقل وانتقام (ضدّ) عائلتها".
من جهته، كتب أحمد بنشمسي مسؤول هيومن رايتس ووتش على تويتر "إنه ظلم صارخ، انتهاك فاضح لحقوق الإنسان وهجوم مباشر على الحريات الفردية، انه يوم مظلم للحرية في المغرب".
بدورها، نددت منظمة العفو في بيان بـ"ضربة مدمرة لحقوق المرأة في المغرب (...) يتعين على السلطات إلغاء العقوبة والأمر بالإفراج الفوري وغير المشروط عنها".
وكانت ابتسام لشكر المؤسسة المشاركة للحركة البديلة للحريات الفردية صرّحت قبيل صدور الحكم "ندرك جيّداً أنّ هذه مسألة سياسية، لكن كحركة نسوية، نشعر بالقلق إزاء الدوافع. غالباً ما تكون النساء ضحية قوانين التحرّر".
وتقول الريسوني إن الشرطة استجوبتها بشأن أسرتها وصحيفتها وكتاباتها. أحد أعمامها سليمان الريسوني محرر معروف بكتاباته النقدية للسلطات في صحيفة "أخبار اليوم"، وأحمد الريسوني زعيم سابق بحركة التوحيد والإصلاح وهي جماعة إسلامية كبيرة لها علاقات بحزب العدالة والتنمية الذي يقود التحالف الحاكم بالمغرب، بينما كان مكتب المدعي العام بالرباط أكد أن اعتقالها "لا علاقة له بمهنتها"، بل بتحقيق قضائي حول العيادة الطبية.
أما ليلى السليماني، الكاتبة المغربية الحاصلة على جائزة الغونكور، فقالت متحدثة عن قضية الريسوني، "حزينة من أجل المغرب، ومن أجل أسر المدانين، الذين أعرف أن ما وقع يمكن أن يهدم حياة البعض منهم".
وتابعت بالقول: كمواطنة، وكامرأة، وكشخص متشبث بحق النساء في أجسادهن، وكديمقراطية، أنا حزينة جدا من أجل هاجر، من أجل زوجها، من أجل الطاقم الطبي الذي تعرض للإدانة".
وأثارت قضية هاجر الريسوني نقاشا حول الحريات الفردية في المملكة والملاحقات القضائية ضد الأصوات المنتقدة. واعتبرت مراسلون بلا حدود الريسوني "ضحية مضايقات قضائية ضد الصحافيين".
وفي المغرب، تنحصر الاعتقالات في حالات الإجهاض عموما بمن يمارسونه، ونادرا ما يشمل ذلك المرضى، بحسب ما ذكرت هيومن رايتس ووتش نقلاً عن شفيق الشريبي، رئيس الجمعية المغربية لمكافحة الإجهاض السرّي.
الملكيات العربية.. دكتاتورية أم إصلاحية؟
في وقت تمر فيه عدة دول عربية ذات نظام جمهوري بأزمات واضطرابات، تشهد الدول العربية ذات الأنظمة الملكية استقراراً نسبياً. فهل يوظف الملوك العرب نظام الحكم الملكي للقيام بالإصلاح أم لتعزيز سلطاتهم الفردية؟
محمد السادس.. خطوات إصلاحية
قام ملك المغرب، محمد السادس، بخطوات إصلاحية. فقد جعل قانون الأسرة أكثر انفتاحاً، وأصبحت اللغة الأمازيغية في عهده لغة رسمية في البلاد. كما أنشأ "هيئة الإنصاف والمصالحة" بعد الحكم الاستبدادي في عهد أبيه، الحسن الثاني. وقد جاءت كثير من خطواته الإصلاحية بعد احتجاجات "الربيع العربي" التي بدأت في عام 2011. ويتهمه معارضون بأنه يعمل على تحويل الدولة إلى ملكية عائلية استبدادية.
صورة من: picture-alliance/abaca/L. Christian
عبدالله الثاني: ملك على دولة فقيرة
يقود ملك الأردن، الملك عبدالله الثاني، بلده -الذي يعتبر من أفقر البلدان العربية- في وقت تواجه فيه المملكة تحديات كبيرة. فخزائن الدولة فارغة وأزمة اللاجئين القادمين من الدول المجاورة تثقل كاهل ميزانية الدولة وقطاعاتها الخدمية. ويعمل الملك عبدالله الثاني من خلال أسلوبه المرن في الحوار على مواجهة الأصولية الدينية في المملكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
سلمان بن عبدالعزيز وابنه: استبداديون
بعد أن عين الملك سلمان بن عبدالعزيز ابنه محمد ولياً للعهد، يحكم محمد بن سلمان المملكة العربية السعودية بيد من حديد. ورغم أن بن سلمان يعمل على انفتاح المملكة، على الأقل ثقافياً واجتماعياً، لكن هذا الانفتاح لا يشمل الجانب السياسي. وفي وقت يحاول فيه ولي العهد الشاب تحديث اقتصاد المملكة، إلا أنه يتمسك بقوة بالهيكل التقليدي للسلطة، وتوجه إليه اتهامات في قضية مقتل الصحفي خاشقجي.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. Press
محمد بن زايد: رجل الإمارات القوي
رغم أن أخاه خليفة بن زايد هو رئيس دولة الإمارات، إلا أن ولي العهد محمد بن زايد هو الحاكم الفعلي لأبو ظبي.
ويعمل رجل الإمارات القوي إلى جانب السعودية ومصر، على محاربة الإسلام السياسي الذي يرونه تهديداً وجودياً لبلدانهم والمنطقة. وتُتهم الإمارات وحلفاؤها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن، بالإضافة إلى دعم قوات المشير حفتر في ليبيا، والمجلس العسكري في السودان.
صورة من: picture alliance/Photoshot
تميم بن حمد: أمير يحاصره الجيران
يقود أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إمارته الصغيرة في أوقات عصيبة، حيث يقاطعها جيرانها الخليجيون بسبب علاقاتها الجيدة مع إيران، كما يتهمونها بـ"دعم الإرهاب" في الشرق الأوسط. وتتمتع قطر بعلاقات وثيقة مع تركيا، كما أن لديها اتصالات مع حركة حماس في قطاع غزة.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
البحرين.. الأولوية لحماية الملكية
تولى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الحكم بعد وفاة والده عام 1999، بعد أن أصبح ولياً للعهد عام 1964 وعمره كان حينها 14 عاماً. في أوج أحداث "الربيع العربي" شهدت مملكة البحرين أحداثاً سياسية كادت أن تعصف بالأسرة المالكة لولا تدخل قوات درع الجزيرة. تأزم العلاقة مع المعارضة الشيعية وقمعها الشديد بالسجن والإعدامات، يضع الإصلاحات الموعودة على المحك في بلد يعيش تحت "عباءة" الشقيقة الكبرى: السعودية.
صورة من: picture alliance/dpa/R. Jensen
التوازن الصعب
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عمل وزيراً للخارجية لمدة 40 عاماً قبل أن يتولى السلطة عام 2006، بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح. نُقل إليه العرش بسبب مرض الشيخ سعد العبد الله الصباح، الذي لم يتول العرش سوى لأسبوعين فقط. يقود الشيخ صباح الإمارة الصغيرة وسط عدم استقرار حكومي، وخارجياً بسياسة أقرب ما تتصف بـ "التوازن الصعب" في جوار مضطرب بسبب الصراع الإيراني السعودي.
صورة من: Getty Images/M. Wilson
السلطان بن قابوس: رجل التوازنات
منذ عام 1970 والسلطان قابوس بن سعيد يحكم سلطنة عمان بهدوء. وقد عمل على تطوير البلد الذي كان متخلفاً في السابق وجعله في حالة من الرخاء النسبي. وتوصف سلطنة عمان بأنها ليبرالية نسبياً، كما أنها تتوسط لحل العديد من الأزمات، مثل الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
كرستين كنيب/ م.ع.ح