1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد إنجاز الرجال.. سيدات الأردن يتطلعن لكتابة التاريخ!

٢٦ يونيو ٢٠٢٥

تأهل المنتخب الأردني للرجال لكأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، أدخل الفرح إلى قلوب الأردنيين، وألهم سيدات الأردن لمواصلة السير على نفس النهج، وتحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم للسيدات في عام 2027.

الملكة رانيا في زيارة للاعبات أردنيات.
الملكة رانيا تدعم كرة القدم النسائية في البلاد، صورة أرشيفية.صورة من: Balkis Press/ABACA/IMAGO

"نُحب كرة القدم بقدر أي دولة في العالم" هذا ما قالته الأردنية آية حسين في حديثها مع  DW "دويتشه فيله". وتُعد آية واحدة من العديد من المشجعات الأردنيات، اللائي كن يتطلعن إلى مشاهدة المنتخب الأردني للرجال، وهو يخوض مبارياته في استاد عمان الدولي.

وأضافت آية:"في المقهى، كان هناك عدد من النساء يُساوي عدد الرجال. إن النساء مُتحمسات لرؤية علم الأردن في كأس العالم".

وكانت مباراة المنتخب الأردني لكرة القدم الأخيرة أمام المنتخب العراقي بمثابة مباراة شكلية، حيث حسم منتخب "النشامى" في وقت سابق تأهله إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.

وقالت آية حسين: "إنني لا أستطيع الانتظار لمشاهدة المباريات في العام القادم. ستكون حفلة كبيرة، إذ انتظرنا (التأهل) لمدة طويلة".

وبعد عام من مشاركة منتخب الأردن للرجال في كأس العالم المُقبلة (عام 2026). يستعد منتخب الأردن للسيدات لبدء مشوار التصفيات، إذ يُمني النفس بالسير على خطى المنتخب الأردني للرجال، وخطف بطاقة التأهل لكأس العالم للمرة الأولى في تاريخه (كأس العالم للسيدات المقبلة سُتنظم في البرازيل في عام 2027).

وكان المنتخب الأردني للسيدات قريبا من التأهل لكأس العالم في 2015 و 2019 لكنه أخفق في ذلك في اللحظات الأخيرة.

تشعر مشجعات كرة القدم أيضا بالحماس بعد تأهل منتخب الرجال لمونديال 2026.صورة من: John Duerden/DW

وفي حال فشل المنتخب الأردني للسيدات في حجز بطاقة التأهل إلى كأس العالم للسيدات في البرازيل 2027، فإن فرصته في تحقيق ذلك الهدف ستكون أكبر في مونديال 2031. لا سيما وأن عدد المنتخبات المشاركة في مونديال 2031 سترتفع من 32 إلى 48 منتخبا.

نمو متواصل

وفي عام 2005، أطلقت الأردن برنامجا لكرة القدم النسائية، وفي وقت لم تكن فيه العديد من دول غرب آسيا تشارك في كرة القدم للسيدات. وآنذاك، كان هناك حوالي 30 لاعبة كرة القدم فقط في جميع أنحاء البلاد يُمكن الاختيار بينهن.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، بدأ عمل العقدين الماضيين يؤتي ثماره.

وقالت رنا الحسيني، التي ترأست اللجنة النسائية التابعة للاتحاد الأردني لكرة القدم بين عامي 2009 و 2018 إنه :"لدينا لاعبات اعتزلن كرة القدم ويعملن الآن داخل الاتحاد. وهناك مُدربات وحكمات ونساء يعملن في المجال الإداري". وأضافت: "عندما بدأت في مهمتي كانت مشاهدة المباريات مُقتصرة فقط على عائلات اللاعبات".

وأردفت: "أما الآن، فإن هناك أعدادا متزايدة من الجماهير، حيث إن الاهتمام آخذ في النمو".

ويضم الدوري الأردني للسيدات ستة أندية. ويتأهل حامل اللقب إلى المرحلة التمهيدية لدوري أبطال آسيا للسيدات. فيما يهبط متذيل الترتيب إلى دوري الدرجة الثانية.

تحديات داخل الملعب وخارجه

ويترأس الأمير علي بن الحسين الاتحاد الأردني لكرة القدم منذ عام 1999. وفي وقت سابقا صرح الأمير علي بن الحسين أن: "النساء هن 50 بالمئة من مجتمعنا ويجب أن يشاركن في كل شي".

وكان الأمير، بصفته عضوا في اللجنة التنفيذية  للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)-كان- من الشخصيات الرئيسية، التي لعبت دورا مهما في قرار الفيفا برفع الحظر عن ارتداء اللاعبات للحجاب في عام 2012.

كما كانت هناك معارك أخرى أيضا، ففي بلد مسلم محافظ، لم يكن الجميع يتقبل فكرة أن تُمارس الفتيات الرياضة.

وقالت رنا الحسيني:"كن يتعرضن للهجوم، ليس جسديا ولكن لفظيا، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي كان هناك تنمر إلكتروني".

بيد أن بعض الأحداث مثل استضافة الأردن لكأس العالم للسيدات تحت 17 في عام 2016، أحدثت فارقا كبيرا.

وأردفت رنا الحسيني:" اعتاد الناس رؤية النساء يركضن ويلعبن. لقد كسرن المحظورات الاجتماعية، ويمكنك الآن أن ترى لاعبات من مختلف شرائح المجتمع".

تقاسم المجد

وهناك أيضا فوائد مالية كبيرة نتيجة تأهل منتخب الرجال إلى كأس العالم. فقد أشارت عدة تقارير أن إجمالي جوائز كأس العالم 2026 سيكون نحو ضعف قيمة 400 مليون دولار، التي عرضت  في مونديال قطر 2022.

أما بالنسبة للاتحاد الأردني لكرة القدم، فقد تتراوح قيمة الجوائز بين 10 إلى 20 مليون دولار من عائدات المشاركة فقط. فضلا عن عائدات الرعاة، التي يتوقع أن ترتفع. وكلما ازداد ثراء الاتحاد الأردني لكرة القدم، كلما كان ذلك خبرا سعيدا لكرة القدم النسائية.

وقالت رنا الحسيني :"العائق أمام كرة القدم النسائية هو دائما المال". وأضافت:"وجود العديد من الفرق والمشاركة في البطولات والسفر، كلها تكاليف باهضة".

وأردفت: "كأس ​​العالم ستوفر المزيد من المال للاتحاد، والمزيد من المال لكرة القدم النسائية يعني المزيد من الفرص".

ساحة أقوى

وينطبق الأمر عينه على بقية دول المنطقة، فقبل عشرين عاما كان الأردن اتحادا وحيدا تقريبا في مجال كرة القدم النسائية في غرب آسيا. آما الآن، فقد بدأت عدة دول عربية أخرى تسير على نفس النهج على غرار البحرين ولبنان السعودية وغيرها من الدول، التي ستحاول حجز بطاقة التأهل لمونديال 2027.

وقال خليل السالم الأمين العالم لاتحاد غرب آسيا لكرة القدم :"يجب التفكير في آسيا من منظور إقليمي، وليس قاري فقط". وأضاف:" يجب أن نقول للأردن: إذا فزت على بقية المنافسين في غرب آسيا فستتأهل إلى كأس العالم".

وأردف:"هذا يُشجع الاتحادات الناشئة مثل قطر والسعودية على ضخ المزيد من الأموال في كرة القدم النسائية، عندما يرون أن هناك طريقا واضحا للتأهل".

كما يعني هذا أيضا مسارا أوسع وأكثر ربحا للفتيات الصغيرات، من أجل أن يُصبحن لاعبات محترفات.

وتابع خليل السالم كلامه قائلا:"لقد ركزت الأردن على الفتيات والمراحل السنية الصغيرة، وهذا هو الطريق الصحيح، لكن المشكلة الرئيسية تكمن في أن عددا كبيرا منهن يتوقفن عن اللعب عند سن 17 ".

وواصل:"في هذا العمر، تقرر العديد من الفتيات الذهاب إلى الجامعة والتوقف عن ممارسة كرة القدم. لكن عندما يرون زميلاتهن يذهبن إلى كأس العالم وينضممن إلى أندية ودوريات قريبة، يدركن أن هناك مسارا لمهنة في كرة القدم".

وفي ظل التوترات المتصاعدة حاليا، فإن كرة القدم تحمل أنباء سارة للأردن، وربما أكثر.

وقالت رنا الحسيني "حقيقة أننا تمكنا أخيرا من الوصول إلى كأس العالم ستنعكس بشكل إيجابي على المزاج العام في الأردن، وخصوصا بين الجيل الشاب".

وتابعت: "ستدرك الفتيات الصغيرات أهمية هذا الأمر، وسيقلن: أريد اللعب في جميع أنحاء العالم، أريد رفع علم المملكة، أريد الذهاب إلى كأس العالم".

أعده للعربية: ر.م (ع.ج.م)

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW