أعلن معرض "دوكومنتا" الألماني للفنون ومتحف فريديسيانوم اليوم الاثنين (18 يوليو/تموز 2022)، تعيين رئيس تنفيذي مؤقت للمعرض الدولي خلفاً لزابينه شورمان التي استقالت من منصبها بعد أن واجهت النسخة الخامسة عشرة من المعرض تحت إدارتها اتهامات بمعاداة السامية.
وأوضحت إدارة المعرض أن الكسندر فارنهولتس تم تكليفه بالإجماع لتولي الرئاسة التنفيذية، وقالت إن شركاء المعرض سعداء بكسب مدير ثقافي مرموق وبمثل هذا القدر من الخبرة في مثل هذا الموقف الصعب.
وأضافت الإدارة أن فارنهولتس سيتولى مهام منصبه غدا الثلاثاء وستستمر فترة إدارته حتى نهاية ايلول/سبتمبر المقبل.
وذكرت الإدارة أن فارنهولتس كان قد شارك في تنفيذ النسخة التاسعة من معرض دوكومنتا، كما تولى إدارة البرنامج الثقافي لمعرض إكسبو 2000 العالمي، كما عمل مديراً إدارياً للمؤسسة الثقافية التابعة للحكومة الاتحادية.
وبعد اتهامات لنسخة المعرض الخامسة عشر بمعاداة السامية، أعلن مجلس الإشراف على المعرض يوم السبت في كاسل أن المجلس وشركاء المعرض اتفقوا بصورة ودية مع شورمان على إنهاء عقد خدمتها في غضون وقت قصير.
يذكر أنه تمت إزالة عمل لمجموعة "تارينغ بادي" الإندونيسية من المعرض بعد مضي وقت قصير على افتتاح المعرض، وذلك بعد تصنيفه على أنه معادٍ للسامية. وقبل هذه الواقعة تعرضت مجموعة "روانجروبا" الإندونيسية المشرفة على النسخة الخامسة عشر من المعرض لاتهامات بمعاداة السامية منذ شهور.
والعمل الفني مثار الجدل عبارة عن لوحة عملاقة عنوانها "عدالة الشعب"، ويظهر فيها ضمن رسوم وأشكال كثيرة جندي يرتدي وشاحاً عليه نجمة داوود السداسية وخوذة عليها عبارة "الموساد" وهو اسم جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية، ورسم كاريكاتوري لشخصية يهودية يستدل عليها من خلال ضفائر طويلة مجدولة، وأنف معقوف وأسنان ذئب وفي فم هذا الشخص سيجار وعلى قبعته رمز الوحدة الوقائية النازية "إس إس".
من جانبه، وصف المجلس المركزي ليهود ألمانيا استقالة شورمان بأنها "خطوة متأخرة جاءت بعد فوات الآوان"، وقال رئيس المجلس جوزيف شوستر يوم الأحد إن "معرض دوكومنتا تضرر بشدة بسبب العمل غير المسؤول بل إن سمعة جمهورية ألمانيا تضررت من ذلك على نحو أسوأ بكثير".
ع.ح./أ.ح. (د ب أ)
الترحيل والفرار هما الموضوعان الرئيسيان في معرض دوكومنتا. ففي أثينا تقطعت جميع السبل بلاجئين من سوريا أو العراق أو أفغانستان، وهم في طريقهم إلى أوروبا. غير أن أثينا كانت في عشرينيات القرن الماضي ملاذا للفارين آنذاك، عندما حدثت عمليات تشريد جماعي في آسيا الصغرى بسبب الحرب اليونانية التركية. بناء المساكن العشوائية، الذي جرى بعد ذلك، طبع صورة شوارع المدينة حتى يومنا الحالي.
صورة من: DWأندرياس أنغيليداكيس هو مشرف على المعرض ومهندس معماري وفنان. وهو في كل مرة يستمد الإلهام لأعماله من بواعث الخراب، سواء أكان الخراب قديماً أو حديثاً، أو خيالياً حتى. يركز عمله في معرض دوكومنتا على تاريخ أثينا، وعلى الآثار التي خلفتها موجات اللجوء على بنية المدينة وهندستها المعمارية.
صورة من: DWالفنانة جورجيا ساغري أمام مبنى بوليتكنك، والذي يعتبره اليونانيون رمزاً للمقاومة. فأثناء الحكم العسكري احتل طلاب في عام 1973 الحرم الجامعي لمدة ثلاثة أيام، قبل أن يطيح النظام بالانتفاضة بشكل دموي. مبنى بوليتكنك هو أحد أماكن عرض دوكومنتا المتعددة، ذات الصلة بحقب مظلمة من التاريخ اليوناني.
صورة من: DWأثينا، عاصمة فن الغرافيتي وفن الشوارع – بدءاً من الشعارات السياسية ووصولاً إلى اللوحات الجدارية الضخمة. "اليدان المصليتان" للرسام ألبرخت دورر لا تتضرعان نحو الأعلى كما في اللوحة الأصلية، بل إلى الأسفل – وكأن الرب يصلي للإنسان. ومن هنا جاء اسم هذا العمل الفني: "الصلاة لأجلنا".
صورة من: DWنجمت طاقات هائلة في البداية عن الأزمة: فنانون يحتلون بعض الأماكن ويشيدون مشاريعهم الخاصة. تحت شعار "أثينا هي برلين الجديدة". حتى وإن ضاق ذرع البعض مع الوقت: فإن لدى أثينا، تماماً كالعاصمة الألمانية، عالماً سفلياً ينبض بالحياة. والآن يأمل منظمو المعرض أن يجلب معرض دوكومنتا زخماً جديداً إلى المدينة وأن تنشأ شبكات جديدة.
صورة من: DWالمصور البريطاني النيجيري ومنظم المعرض والفنان أكينبود أكينبي هو أحد مؤرخي المدن الكبرى، بدءاً من لاغوس وحتى برلين. وفي أثينا يقتفي بعدسة كاميرته أثار أوجه التاريخ المتعددة. توثق نظرته تبدل الرؤيا التي يبحث عنها معرض دوكومنتا 14، وذلك بمعزل عن الصناعة الثقافية الغربية.
صورة من: DWهذه الثكنة العسكرية في منتزه الحرية استخدمها معرض دوكومنتا لتكون واجهة للحوارات والأعمال الاستعراضية. وهي بالأصل سجن تعذيب للحكم العسكري السابق، الذي كان يتعامل من منطق فرض التعسف العنيف والرقابة والقتل. عشرات الآلاف – بخاصة من اليساريين – تم اعتقالهم في تلك الحقبة. ويصادف شهر نيسان/أبريل 2017 الذكرى الخمسين لانقلاب الضباط المناهضين للشيوعية.
صورة من: DWفي بيرايوس، حيث وصل الكثير من اللاجئين من عبرها إلى أثينا، صوّر الفنان هيوا ك. مقاطع لفيلمه "ما قبل الصورة". إنه من شمال العراق وهرب في عام 1988 عبر اليونان إلى ألمانيا. تجاربه عن الحرب واللجوء والموت يحولها إلى تركيبات واستعراضات وأفلام. أما هو شخصياً، فيعتبر نفسه قاصاً روائياً أكثر منه فناناً.
صورة من: DWلم يفقد سكان أثينا روحهم الناقدة في خضم الأزمة. وهناك بالطبع تحفظات تجاه المعرض الضخم القادم من ألمانيا. فهو يستغل المأساة اليونانية كخلفية سياحية للنخبة الفنية العالمية. وعلى الجهة المقابلة لمكاتب معرض دوكومنتا في حي "إكسارخيا" ثمة رسم غرافيتي لأحد "السكان الأصليين". إنه تحدٍ وحافز لفريق دوكومنتا.
صورة من: DW