قرر زعماء دول الاتحاد الأوروبي تشديد التعامل مع روسيا بعد تسميم عميل روسي سابق في إنجلترا. واستدعى الاتحاد سفيره في روسيا، كما هددت المستشارة الألمانية باتخاذ خطوات أخرى ويعتزم البعض طرد دبلوماسيين روس من بلادهم.
إعلان
قرر زعماء الاتحاد الاوروبي خلال قمة لهم الجمعة (23 مارس/ آذار) استدعاء سفير الاتحاد إلى روسيا، الدبلوماسي الألماني ماركوس إدرر لمدة شهر للتشاور، بعد الهجوم بغاز الأعصاب على الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في مدينة سالزبري البريطانية.
ولم تستبعد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إمكانية اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد روسيا على خلفية تسميم العميل الروسي. وقالت ميركل في ساعة مبكرة من صباح الجمعة في بروكسل في نهاية أول أيام القمة إن الدول الأعضاء الثمانية والعشرين في الاتحاد الأوروبي ترى على نحو موحد أن روسيا متورطة على الأرجح في الهجوم بغاز الأعصاب، مضيفة أنه لا توجد تفسيرات أخرى لهذه الواقعة. وذكرت ميركل أنه يتعين أولا انتظار تقييم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المكلفة بالتحقيق في الواقعة، وقالت: "نحن مصرون على الرد سويا باللغة التي استخدمناها هنا لكن ربما أيضا من خلال إجراءات إضافية".
إمكانية طرد دبلوماسيين روس
ويعتزم عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي طرد دبلوماسيين روس بعد الهجوم الكيميائي ضد الجاسوس الروسي السابق، بحسب ما قال مسؤول أوروبي في بروكسل الجمعة. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف إسمه إن "بعض الأعضاء يدرسون احتمال طرد دبلوماسيين روس او استدعاء دبلوماسييهم".
وقالت رئيسة ليتوانيا داليا جريباوسكايتي إنها مستعدة لطرد "جواسيس" روس. وقد تتخذ دول أخرى بمنطقة البلطيق وبولندا نفس الخطوة.
وفي إشارة إلى خلافات الاتحاد المعتادة بشأن كيفية التعامل مع روسيا، قال رئيس الوزراء السلوفاكي الجديد بيتر بليغريني إنه يريد "حوارا بناء" مع موسكو رغم تسميم سكريبال وابنته.
واتفق الزعماء على زيادة دفاعاتهم ضد تهديدات روسيا "متعددة الأوجه" التي تتضمن حملات تضليل إعلامية وهجمات إلكترونية وعمليات سرية. وقال دبلوماسيون إن رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي دعت نظراءها من الزعماء الأوروبيين أيضا إلى المضي قدما في تعاون استخباراتي لبدء تعقب شبكات جاسوسية روسية.
وأيد زعماء الاتحاد الأوروبي بريطانيا في توجيه اللوم لموسكو فيما يتعلق بهجوم بغاز الأعصاب على الجاسوس الروسي السابق وقال الزعماء في بيان إن الاتحاد "يتفق مع تقييم حكومة المملكة المتحدة الذي يرجح بشدة أن روسيا الاتحادية مسؤولة (عن الهجوم) وأنه لا يوجد تفسير آخر معقول".
وقدمت روسيا عدة دوافع مختلفة لتوضيح الهجوم على سكريبال وابنته ونفي أي مسؤولية. واعتبرت لندن ذلك تضليلا. وانتقد السفير الروسي الجديد في ألمانيا سيرغي نيتشاييف بيان الاتحاد الأوروبي، المتضامن مع بريطانيا في قضية تسميم الجاسوس، وقال "مثل هذه اللهجة غير مقبولة". وأكد نيتشاييف لصحيفة "نيوه أوزنابروكر تسايتونغ" الألمانية في عدد اليوم الجمعة عرض روسيا للتعاون مع المجتمع الدولي في الكشف عن الهجوم بالغاز في سالزبري، وتابع "لكننا ضد الإنذارات وعمليات التشهير بدون أدلة، والمصبوغة بأقوال غير مناسبة ومغالطات".
ص.ش/ ه. د (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.