بعد احتجاجات على تعيينه: محافظ الأقصر يؤكد حرصه على السياح
١٩ يونيو ٢٠١٣دعا المحافظ الجديد للأقصر بمصر، الذي ينتمي لجماعة إسلامية متشددة نسب لها شن هجوم مميت على أجانب في المنطقة قبل 16 عاماً، السائحين لزيارة المدينة، مؤكداً أنهم سيتمتعون فيها بالأمان التام. وشدد عادل محمد الخياط الأربعاء (19 يونيو/ حزيران 2013)، في اتصال هاتفي مع وكالة رويترز، على أنه سيعمل لتنمية السياحة. وأعلن أن "الأقصر مفتوحة لجميع السائحين من جميع دول العالم وهم في رعاية الدولة. والدولة مسؤولة عن أمانه (السائح) وعن رعايته وعن كل ما يتعلق بالسائح".
وتسبب تعيين الخياط محافظاً للأقصر بقرار من الرئيس محمد مرسي في موجة احتجاجات. وشارك متظاهرون أمس الثلاثاء في احتجاج لثاني يوم ووصف أحد المنتقدين قرار مرسي بأنه "مسمار آخر في نعش السياحة". كما دفع القرار وزير السياحة هشام زعزوع، وهو وزير مستقل، إلى التلويح بتقديم استقالته للاحتجاج على تعيينه، إذ أعلن أنه لا يستطيع "الاستمرار في ممارسة مهامه كوزير للسياحة" بعد تعيين الخياط.
وكان عادل الخياط عضواً في الجماعة الإسلامية حين ارتكب مسلحون منها مذبحة سنة 1997 في معبد حتشبسوت بالأقصر، قتل فيها 58 سائحاً أجنبياً، بالإضافة إلى أربعة مصريين. وكان الهدف من الهجوم قطع عائدات السياحة عن حكومة الرئيس حسني مبارك، الذي أطاحت به انتفاضة شعبية مطلع عام 2011.
وقال الخياط، الذي أدى اليمين القانونية أمام مرسي أول أمس الاثنين، إنه انضم إلى الجماعة الإسلامية سنة 1975 حين ظهرت في الجامعات، إلا أنه نفى أي دور له في ماضيها المتشدد، مضيفاً أنه شارك في نشاطات مثل الرحلات الطلابية والندوات والتحق بعمل حكومي في وزارة الإسكان منذ سنة 1986.
استمرار الاحتجاجات
وأضاف الخياط أنه باعتباره مصرياً يفخر بالتراث القديم لبلاده، مؤكداً أن "المعابد لن يمسها أحد بسوء. بالعكس أنا حريص على نظافتها وإنارتها... وستكون الأقصر إن شاء الله في أبهى صورة"، ووصف التماثيل بأنها عظيمة. وعند سؤاله عن شرب الخمر باعتباره من احتياجات السائحين الذين تريد مصر أن تجذبهم إليها كمصدر للعملات الأجنبية، قال الخياط: "السائح... لن يستطيع أحد أن يمسه بسوء وله مطلق الحرية في أن يتجول ويمشي في الأقصر كيف شاء".
واحتج العاملون بالسياحة أمام ديوان عام محافظة الأقصر على تعيين الخياط، إذ أشار وائل إبراهيم، نقيب المرشدين السياحيين بالأقصر، لرويترز في اتصال هاتفي، إلى أن المرجعية المتطرفة للمحافظ الجديد ستؤثر سلباً على السياحة باعتبار أن هناك تركيزاً دولياً على مصر في الفترة الحالية، وأن هذا سيضر بسمعة السياحة المصرية.
وقالت جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس مرسي، إن تعيين الخياط محافظاً للأقصر هو "اختيار جيد" وأن نفوذ الجماعة الإسلامية في المنطقة سيحسن الحالة الأمنية فيها.
ي.أ/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)