بعد احتجاج الهند..السلطة الفلسطينية تستدعي سفيرها في باكستان
٣١ ديسمبر ٢٠١٧
استدعت السلطات الفلسطينية سفيرها لدى باكستان بعد مشاركته في مهرجان للتضامن مع القدس إلى جانب حافظ سعيد، وهو أحد المشتبه بعلاقتهم باعتداءات بومباي عام 2008، التي أوقعت 166 قتيلاً، من بينهم مواطنون أمريكيون.
إعلان
استدعت السلطات الفلسطينية سفيرها لدى باكستان بعد مشاركته في مهرجان إلى جانب حافظ سعيد، وهو أحد المشتبه بعلاقتهم باعتداءات بومباي الهندية عام 2008، التي أوقعت 166 قتيلاً.
وحافظ سعيد، الذي يرأس "جماعة الدعوة الإسلامية"، التي تعتبرها الأمم المتحدة منظمة إرهابية، حضر احتفال التضامن مع القدس بوجود السفير الفلسطيني وليد أبو علي، الجمعة الماضي في روالبيندي، وهي مدينة على حدود العاصمة إسلام أباد.
واعتبرت السلطة الفلسطينية في بيان نشرته وكالة أنباء "وفا" الفلسطينية، السبت أن "مشاركة سفيرنا لدى باكستان في مهرجان جماهيري تضامني مع القدس (...) وبحضور أشخاص متهمين بدعم الإرهاب هو خطأ غير مقصود، لكنه غير مبرر". وأضاف البيان "وعليه قرر وزير الخارجية والمغتربين وبتعليمات مباشرة من رئيس دولة فلسطين، استدعاء السفير الفلسطيني لدى باكستان فوراً".
وكان وزير الخارجية الهندية وصف السبت في بيان بـ"غير المقبول"، "جمع (في مكان واحد) السفير الفلسطيني لدى باكستان والإرهابي حافظ سعيد".
ومؤخرا أفرج القضاء الباكستاني عن سعيد، وهو على رأس المطلوبين لدى نيودلهي، بعد عام تقريباً على وضعه تحت الإقامة الجبرية.
وكانت الولايات المتحدة رصدت في 2012 مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لقاء أي معلومات تقود إلى توقيفه أو إدانته. وقتل ستة أميركيين في اعتداءات بومباي 2008، واستمرت تلك الاعتداءات ثلاثة أيام قبل أن يتمكن عناصر من الكوماندوز الهنود من السيطرة على الأوضاع بعد معارك مع مقاتلين وصلوا من طريق البحر.
ورحّب الناطق باسم الخارجية الباكستانية محمد فيصل من جهته بـ"المشاركة الفعالة" للسفير الفلسطيني في احتفال للتضامن مع شعبه. وقد حضره آلاف الأشخاص وتكلم في خلاله 50 متحدثاً من بينهم حافظ سعيد.
خ.س/ص.ش (أ ف ب)
إرث غاندي وجناح ـ سبعة عقود من الصراع بين الهند وباكستان
في الخامس عشر من آب/ أغسطس عام 1947 انقسمت "الهند البريطانية" إلى دولتين :الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان ذات الأغلبية المسلمة. ويستمر العداء بين الدولتين لحد اليوم على الرغم من بعض الجهود لتحسين العلاقات الثنائية.
صورة من: AP
ولادة دولتين
في عام 1947، تم تقسيم "الهند البريطانية" إلى دولتين- الهند وباكستان. وكان مؤسس باكستان محمد علي جناح وحزب الرابطة الإسلامية في الهند قد طالبا باستقلال ذاتي للمناطق ذات الأغلبية المسلمة في الهند غير المقسمة، وفي وقت لاحق بدولة منفصلة للمسلمين. اعتقد جناح أن الهندوس والمسلمين لا يمكنهما الاستمرار في العيش معاً، لأنهما كانا يمثلان "أمتان" مختلفتان تماماً.
صورة من: picture alliance/dpa/United Archives/WHA
شلال الدم
وكان للتقسيم تبعات وخيمة، إذ بدأت عقب ولادة الهند وباكستان، أعمال شغب جماعية عنيفة في العديد من المناطق الغربية، معظمها في منطقة البنجاب، الواقعة بين الهند وباكستان. ويقول المؤرخون إن أكثر من مليون شخص لقوا حتفهم في الاشتباكات، كما هاجر الملايين من الأراضي الهندية إلى باكستان ومن الجانب الباكستاني إلى الهند.
صورة من: picture alliance/dpa/AP Images
حرب 1948
وقد اشتبكت الهند وباكستان حول كشمير بعد استقلالهما. وكان زعيم هندوسي يحكم منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة، لكن جناح، مؤسس باكستان، أرادها أن تكون جزءاً من الأراضي الباكستانية. قاتلت القوات الهندية والباكستانية في كشمير في عام 1948، مع سيطرة الهند على معظم أجزاء الوادي، في حين احتلت باكستان منطقة أصغر. وتواصل الهند وباكستان الاشتباك حول كشمير.
صورة من: picture alliance/dpa/AP Photo/M. Desfor
العلاقة بين الولايات المتحد وكندا نموجاً
ويقول بعض المؤرخين أن جناح والمهاتما غاندي أرادا إقامة علاقات ودية بين الدول المستقلة حديثاً. فعلى سبيل المثال، اعتقد جناح أن العلاقات بين الهند وباكستان يجب أن تكون مشابهة لتلك التي تربط بين الولايات المتحدة وكندا. ولكن بعد وفاته في عام 1948، تصادم خلفائه مع نيودلهي.
صورة من: AP
روايات مختلفة
إلا أن الحكومتان الهندية والباكستانية تقدمان روايات مختلفة جداً عن التقسيم. فبينما تؤكد الهند على حركة المؤتمر الوطني الهندي ضد الحكام البريطانيين - مع غاندي كمهندس رئيسي لها - تركز الكتب المدرسية الباكستانية على "صراع" ضد كل من القمع البريطاني والهندوسي. والدعاية الحكومية في كلا البلدين ترسم بعضها البعض كـ "عدو" لا يمكن الوثوق به.
صورة من: picture alliance/dpa/AP Photo/M. Desfor
توتر العلاقات
وبقيت العلاقات الدبلوماسية بين الهند وباكستان متوترة طيلة العقود السبعة الماضية. وقد ساهمت قضية الارهاب الإسلاموي في توتر العلاقات بين البلدين في السنوات القليلة الماضية واتهمت نيودلهي اسلام اباد بدعم الجهاديين الاسلاميين بشن حرب في كشمير، التي تسيطر عليها الهند، كما تتهم الهند الجماعات التي تتخذ من باكستان مقراً لها بشن هجمات ارهابية على الأراضي الهندية. من جهتها تنفي اسلام اباد هذه الاتهامات.
صورة من: Picture alliance/AP Photo/D. Yasin
المضي قدماً نحو تحسين العلاقات
ويحث كثير من الشباب في كل من الهند وباكستان حكومات بلديهم على تحسين العلاقات الثنائية. ويرى المخرج الوثائقي وجاهات مالك، الذي يتخذ من إسلام آباد مقراً له، أن أفضل طريقة لتطوير العلاقات بين البلدين هي من خلال المزيد من التفاعل بين شعوبهما. وقال مالك لـDW: "التجارة والسياحة هما الطريق نحو تحسن العلاقات بالنسبة لنا. فعندما يجتمع المواطنون معا، ستحذو الدول حذوهم". الكاتب: جانينا سيمينوفا/ إيمان ملوك