بعد اعتزال أوزيل ... ماس يدعو إلى مكافحة كراهية الأجانب
٢٤ يوليو ٢٠١٨
بإعلانه اعتزال اللعب مع المانشافت خلط مسعود أوزيل أوراق الرياضة والسياسة وموضوعات الاندماج والعنصرية والتعايش. وبهذا الصدد أكد وزير الخارجية هايكو ماس أنه "مازال هناك أفراد يتعرضون للعنصرية يوميا بألمانيا".
إعلان
اوزيل يغادر المانشافت بعاصفة في ألمانيا
01:58
على خلفية الجدل حول مزاعم تعرض اللاعب الألماني، المنحدر من أصل تركي، مسعود أوزيل، لممارسات عنصرية من جانب الاتحاد الألماني لكرة القدم، دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى مكافحة كراهية الأجانب.
وقال ماس في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية المقرر صدورها غدا الأربعاء (25 يوليو/ تموز 2018): "بصرف النظر عن واقعة أوزيل، الأمر بالغ الوضوح: يتعين علينا التصدي بحسم بالغ لأي شكل من أشكال العنصرية ومعاداة الأجانب... مهمتنا جميعا الدفاع عن القيم التي تصنع بلدنا: التسامح والتنوع والحرية".
وذكر ماس أن عدد الجرائم المعادية للأجانب لا يزال مرتفعا بشكل مخزي، مضيفا أنه للأسف لا يزال هناك الكثير من الأفراد في ألمانيا يتعرضون للعنصرية في حياتهم اليومية، وقال: "التنوع ليس تهديدا، وليس شيئا ينبغي أن يثير في نفوسنا الخوف".
وكان ماس حذر أمس الاثنين من استخلاص استنتاجات عن وضع الاندماج في ألمانيا من واقعة اللاعب مسعود أوزيل. وكتب السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي أمس على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن صورة أوزيل مع أردوغان استحقت النقد لأنه لا يمكن نزعها من السياق السياسي، "وفيما عدا ذلك فإن الحقيقة موجودة على أرض الملعب وخروج ألمانيا من كأس العالم مبكرا له علاقة أقل بالصورة". وأضاف ماس: "لا أعتقد أن واقعة صاحب ملايين يعيش ويعمل في إنجلترا يمكن أن تعطي معلومات عن كفاءة الاندماج في ألمانيا".
يأتي ذلك على خلفية إعلان أوزيل، لاعب فريق أرسنال الإنجليزي، أول أمس الأحد اعتزاله اللعب دوليا مع المنتخب الألماني على خلفية الانتقادات الحادة التي وجهت إليه بسبب صوره مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل بطولة كأس العالم التي اختتمت بروسيا في 15 تموز/يوليو الجاري. ووجه أوزيل اتهامات عنصرية غير مسبوقة ضد رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غريندل وقادة آخرين في الاتحاد. وفي بيان نشره على عدة أجزاء عبر حسابه على "تويتر" كتب أوزيل: "في نظر غريندل ومساعديه أنا ألماني عندما نفوز، لكني أصبح مهاجرا عندما نخسر... لا ينبغي بعد الآن السماح بعمل أفراد ذوي خلفيات عنصرية تمييزية في أكبر اتحاد كرة قدم في العالم، الذي يضم لاعبين منحدرين من عائلات ذات أصول مختلفة".
ص.ش/ح.ز (د ب أ)
أوزيل ـ "عازف ليل" رمى مزماره بسبب صورة مع أردوغان
بعدما ساهم في تربع ألمانيا على عرش كرة القدم وفي صنع أمجادها الرياضية، فجر مسعود أوزيل قنبلة اعتزاله اللعب دوليا مع "المانشافت"، وسط جدل كبير على خلفية صورة له مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. مسيرة أوزيل الكروية في صور
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundesregierung/G. Bergmann
الطفل المعجزة
في فترة طفولته، حمل مسعود أوزيل قمصان عدة أندية كروية في مدينة "غيلزنكيرشن" الألمانية، التي ولد فيها، ثم لعب بعد ذلك لمدة خمس سنوات برفقة فريق "روت فايس إيسن". في سنة 2005 انضم أوزيل إلى فريق شالكه، وفي 2009 لعب مع المنتخب الألماني تحت 21 سنة وحصل معه على بطولة أوروبا.
صورة من: Imago/Team 2
التألق دولياً ـ البداية من جنوب إفريقيا
سنة 2008 انتقل "عازف الليل" إلى فريق فيردر بريمن، بسبب خلافات بشأن تجديد عقده بين فريق شالكه، ووالد مسعود أوزيل (مصطفى)، الذي كان آنذاك وكيلا لأعمال ابنه. لكن صاحب القدم اليسرى جلب اهتمام العديد من الأندية الأوروبية الكبرى، بعدما قدم أداء رائعا في مونديال جنوب أفريقيا 2010، حيث انتقل أوزيل إلى ريال مدريد، الذي لعب معه ثلاث سنوات، ليحط الرحال بعدها في فريق أرسنال في صفقة بلغت 50 مليون يورو.
صورة من: Imago/Sven Simon
نموذج للاندماج
سنة 2010 فاز مسعود أوزيل بجائزة "بامبي" الإعلامية الشهيرة كمثال ناجح للاندماج. في نهاية 2007 تنازل أوزيل عن جنسيته التركية، بيد أنه لم يخف أبدا فخره بجذوره التركية. سنة 2016 نشر مسعود صورا لرحلة حج في مكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
بطل القلوب
هنأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل (الصورة) مسعود أوزيل، على الانتصار الذي حققه منتخب "المانشافت" على نظيره التركي، في مباراة برسم التصفيات المؤهلة إلى بطولة أمم أوروبا 2012. وبعد مونديال البرازيل 2014 تبرع أوزيل بمكافأة الفوز لصالح الأطفال البرازيليين، الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية، وهو ما جعل صانع الألعاب ينال استحسان الكثير من الناس، كما زار أوزيل الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundesregierung/G. Bergmann
صانع الفرص بعد ميسي
شارك مسعود أوزيل في جميع مباريات المنتخب الألماني (سبع مباريات) في رحلته نحو الفوز بكأس العالم 2014، حيث يُعد صاحب القدم اليسرى الساحر ليس فقط صانع ألعاب منتخب "المانشافت"، بل أيضا حلقة وصل مهمة بين المدرب يواخيم لوف وباقي اللاعبين في المنتخب. كما نجح أوزيل في مونديال البرازيل 2014 في الحلول ثانيا بعد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كأكثر لاعب يخلق الفرص.
صورة من: picture-alliance/GES/M. Gillar
الصورة المثيرة للجدل
ليست المرة الأولى ( مايو/أيار 2018)، التي يتم فيها تصوير مسعود أوزيل برفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ سبق وظهر أوزيل مع أردوغان، غير أن صورته الأخيرة مع الرئيس التركي، قبل انطلاق مونديال روسيا أثارت الكثير من الاهتمام. وفيما أنتقد البعض أوزيل لدعمه حاكم سلطوي، أتهمه البعض الآخر بعدم الولاء لألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
كبش فداء لفشل المانشافت؟
في مونديال روسيا ودع منتخب "المانشافت" البطولة من الدور الأول، وهو ما اعتبر أكبر إخفاق في تاريخ مشاركات المنتخب الألماني في نهائيات كأس العالم. على إثر ذلك أعتبر رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غريندل، أن صمت أوزيل بخصوص قضية لقائه مع أردوغان أثقل كاهل المنتخب. تصريحات غريندل قوبلت بانتقادات من الوسطين السياسي والرياضي أما أوزيل فقد أعتبر أنه يتم استخدامه كـ"كبش فداء".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
"ألماني عند الفوز ومهاجر حال الخسارة"
في بيان مثير للانتباه، على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أعلن مسعود أوزيل (29 عاما) في ( 22 يوليو/تموز 2018) اعتزاله اللعب رسميا مع المنتخب الألماني. أوزيل الذي لعب 92 مباراة مع "المانشافت" وسجل 23 هدفا وساهم في صنع 40 هدفا، كتب قائلا: "أنا ألماني عندما نفوز، ومهاجر عندما نخسر". الكاتب : شوماخر إليزابيث/ر.م