بعد اغتيال كيرك.. ترامب يعلن أنتيفا اليسارية حركة إرهابية
خالد سلامة رويترز
١٨ سبتمبر ٢٠٢٥
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف حركة أنتيفا اليسارية "منظمة إرهابية"، متهماً الحركة بخلق أجواء من العدائية تجاه المحافظين قبل اغتيال تشارلي كيرك. كما أوقف برنامج "جيمي كيميل لايف" بعد تعليقات حول اغتيال كيرك.
هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مراراً الجماعات اليسارية وقال إنها خلقت أجواء من العدائية تجاه المحافظين قبل اغتيال كيرك.صورة من: Brian Cahn/ZUMA/picture alliance
إعلان
أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء (18 أيلول/سبتمبر 2025) إلى اتخاذ اجراء ضد الجماعات اليسارية عقب اغتيال الناشط اليميني تشارلي كيرك، مستهدفاً حركة "أنتيفا" المناهضة للفاشية بإعلانها "منظمة إرهابية".
وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال أنه "يصنف" الحركة منظمة إرهابية. وقال: "أوصي بشدة بالتحقيق الشامل مع من يمولون حركة أنتيفا، وفقاً لأعلى المعايير والممارسات القانونية".
ولم تتضح بعد الاعتبارات القانونية التي يحملها إعلان ترامب، وقال خبراء إن "أنتيفا" هي حركة أيدولوجية منظمة فضفاضة دون هيكل قيادي أو تسلسل هرمي واضح.
وبعد يوم من توجيه المدعين العامين في ولاية يوتا الأمريكية تهماً رسمية للمشتبه به في اغتيال كيرك، لم تظهر أدلة تربط تيلر روبنسون (22 عاماً) بأي جماعة خارجية، ولا تزال هناك تساؤلات حول دوافعه المحددة.
وهاجم ترامب ومسؤولون كبار مراراً الجماعات اليسارية وقالوا إنها خلقت أجواء من العدائية تجاه المحافظين قبل اغتيال كيرك.
وطرح ترامب في البداية فكرة تصنيف "أنتيفا" منظمة إرهابية في عام 2020 وسط احتجاجات عنيفة على مستوى البلاد أعقبت مقتل جورج فلويد على يد الشرطة في مدينة منيابوليس. وحينها قال خبراء قانون إن مثل هذه الخطوة تفتقر إلى أساس قانوني ومن الصعب تنفيذها وتثير مخاوف تتعلق بحرية التعبير، نظراً لأن الانتماء إلى فكر معين لا يُعد جريمة بشكل عام.
ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب لمزيد من التفاصيل.
حرية الرأي والتعبير إلى أين؟
وفي سياق اغتيال تشارلي كيرك، قالت شبكة إيه.بي.سي المملوكة لوالت ديزني أمس الأربعاء إنها أوقفت برنامج "جيمي كيميل لايف" بعد تعليقات من مقدمه حول اغتيال الناشط المحافظ أثارت تهديداً من رئيس أعلى هيئة أمريكية لتنظيم الاتصالات ضد ديزني.
إعلان
وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالخبر عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد ضغطه مراراً على شبكات البث لوقف المحتوى الذي يعتبره غير مقبول.
فيما هاجم عدد من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين هذا القرار، قائلين إن حرية التعبير تتعرض لهجوم.
وقال متحدث باسم شبكة إيه.بي.سي بدون تفاصيل: "سيوقف البرنامج إلى أجل غير مسمى".
وقال ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال "تهاني لشبكة إيه.بي.سي على امتلاكها الشجاعة أخيراً للقيام بما كان يجب فعله". ودعا شبكة إن.بي.سي المملوكة لشركة كومكاست بفصل جيمي فالون وسيث مايرز، وهما مقدما برامج كوميدية ليلية يلقون نكاتاً في الأغلب تسخر من ترامب.
العنف السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية
02:33
This browser does not support the video element.
وتعرض كيميل، الذي انتقد ترامب مراراً في برنامجه الكوميدي، لانتقادات شديدة بسبب تعليقات أدلى بها حول اغتيال كيرك. وقال كيميل في برنامجه يوم الاثنين: "وصلنا إلى مستويات منحدرة جديدة خلال نهاية الأسبوع، حين حاولت عصابة (لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً) بشكل يائس تصوير هذا الشاب الذي قتل كيرك على أنه ليس منهم، وفعل كل ما في وسعهم لتحقيق مكاسب سياسية من الحادثة".
وانتقد كيميل طريقة ترامب في نعي كيرك مشيراً إلى فيديو له وهو يتحدث في حديقة البيت الأبيض، وقال كيميل "هكذا ينعي طفل في الرابعة من عمره سمكة ذهبية".
وأثارت تعليقات كيميل رد فعل من رئيس لجنة الاتصالات الاتحادية بريندان كار الذي حثّ هيئات البث المحلية على وقف بث برنامج "جيمي كيميل لايف". وأشار كار إلى أن اللجنة قد تفتح تحقيقاً وأن هيئات البث قد تواجه غرامات أو تُسحب تراخيصها في حال وجود نمط من التعليقات المُحرفة.
وقال كار في مقابلة بودكاست مع المعلق المحافظ بيني جونسون بُثّت أمس الأربعاء "هذه قضية بالغة الخطورة بالنسبة لشركة ديزني. يُمكننا التصرف حيال ذلك بالطريقة السهلة أو الصعبة".
ولم يرد كيميل على طلب للتعليق أمس الأربعاء.
تحرير: عماد غانم
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ