بعد الأمر بتطبيق "أحكام الشريعة" - طالبان تنفذ عقوبات بالجلد
٢٣ نوفمبر ٢٠٢٢
للمرة الأولى منذ عودتها للحكم في الصيف قبل الماضي تعترف حركة طالبان بأنها نفذت عمليات جلد بحق عشرات الأشخاص، بينهم نساء، في ولايتين مختلفتين.
إعلان
تم جلد ثلاث نساء و11 رجلاً في أفغانستان الأربعاء (23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022) بناء على أوامر محكمة دانتهم بتهم السرقة وارتكاب "جرائم أخلاقية"، وفق ما أفاد مسؤول محلي وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب).
وكانت عمليات الجلد الأولى التي يتم تأكيدها منذ أمر القائد الأعلى لطالبان القضاة هذا الشهر بتطبيق الشريعة بالكامل، مشيراً إلى أن "هذه العقوبة ضرورية رداً على جرائم معيّنة".
وقال مدير الثقافة والإعلام في ولاية لوكر (وسط البلاد، جنوب شرق العاصمة كابول) قاضي رفيع الله صميم لفرانس برس إن عمليات الجلد لم تُنفّذ علناً. وأضاف "تم تنفيذ عقوبة مبنية على سلطة تقديرية بحق 14 شخصاً، 11 منهم رجالا وثلاث نساء". وتابع أن "العدد الأقصى لعمليات الجلد بحق أي شخص يبلغ 39 جلدة".
والاثنين الماضي قالت المحكمة العليا في أفغانستان، التي تقودها حركة طالبان، إن عقوبة الجلد نُفذت على الملأ في 19 شخصا في شمال شرق البلاد هذا الشهر. وقال المتحدث باسم المحكمة العليا مولوي عناية الله "بعد النظر وتحقيق شرعي مدقق صدر الحكم على كل منهم بالجلد 39 جلدة". وأضاف أن تسع نساء كن بين من جُلدوا. وقال المتحدث إن تنفيذ الأحكام تم في ولاية طخار في شمال شرق البلاد يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر بعد صلاة الجمعة بأمر من محاكم الإقليم.
أخوند زاده يأمر بتطبيق أحكام الشريعة
وأمر القائد الأعلى لطالبان هبة الله أخوند زاده القضاة هذا الشهر بتطبيق أحكام الشريعة بما يشمل عمليات الإعدام علناً والرجم والجلد إضافة إلى بتر أطراف اللصوص. وقال بحسب ما أورد الناطق باسم زعيم طالبان على لسانه "أدرسوا جيّداً ملفات اللصوص والضالعين في عمليات خطف ومثيري الفتن". وأضاف "أنتم ملزمون تطبيق الحدود والقصاص بالنسبة للملفات التي استوفت جميع الشروط التي تضعها الشريعة لذلك".
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي منذ أشهر تسجيلات وصور تظهر عناصر طالبان وهم ينفّذون عمليات جلد لأشخاص اتهموا بجرائم مختلفة. لكن هذه المرة الأولى التي يؤكد فيها مسؤولون تنفيذ عقوبة من هذا النوع بناء على أمر قضائي.
يحكم أخوند زاده، الذي لم يظهر في تسجيل مصور أو صور أو في الحياة العامة، منذ عادت طالبان إلى السلطة في آب/ أغسطس 2021 عبر إصدار مراسيم من قندهار التي تعد مهد الحركة ومعقلها.
ونفّذت طالبان مراراً عقوبات علنا خلال ولايتها الأولى التي انتهت أواخر 2001، بما في ذلك عمليات جلد وإعدامات في الملعب الوطني.
خ.س/ص.ش (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
رأسا على عقب.. الحياة في ظل حكم حركة طالبان
بعيدا عن الأجواء الدرامية التي صاحبت سقوط كابول وسيطرة طالبان على زمام الأمور، عادت الحياة إلى أفغانستان. بيد أنها لم تعد كسابق عهدها إذ تغيرت شتى مظاهر الحياة اليومية خاصة بالنسبة للمرأة في البلد الذي مزقته الحرب.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
عالم ذكوري محض.. لا للنساء
تظهر الصور والمقاطع المصورة نشاطا صاخبا في الشوارع الأفغانية كما هو الحال في هذا المطعم بمدينة هرات غرب البلاد حيث تم الترحيب بعودة رواد المطعم من جديد. بيد أن اللافت أن الأمر اختلف كثيرا عن ما كان عليه قبل سيطرة طالبان إذ اقتصر الزبائن فقط على الرجال الذين اضطروا إلى ارتداء الأزياء التقليدية مثل "الكورتا" وهي سترة طويلة بطول الركبة. وغابت النساء عن المشهد داخل المطعم بل وفي أرجاء المدن الأفغانية.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
فصل الذكور عن الإناث
بهذه الستارة، تم فصل الطلاب الذكور عن الطالبات الإناث داخل هذه الجامعة الخاصة في العاصمة كابول. وعقب سيطرة طالبان على البلاد، أصبح الفصل بين الجنسين إلزاميا في هذه الجامعة ويتوقع أن يمتد الأمر إلى مواقع أخرى. وفي ذلك، قال وزير التعليم العالي في حكومة طالبان عبد الباقي حقاني إن "التعليم المختلط يتعارض مع مبادئ الإسلام والقيم والعادات والتقاليد الأفغانية".
صورة من: AAMIR QURESHI AFP via Getty Images
الأفغانيات وفقدان الحرية
أفغانيات في طريقهن إلى أحد مساجد هرات. وبالنظر إلى الملابس، يبدو أن حرية المرأة الأفغانية التي كسبتها بشق الأنفس خلال العشرين عاما الماضية باتت الآن في مهب الريح. فقد حظرت طالبان ممارسة الأفغانيات للرياضة وهو ما أشار إليه أحمد الله واسيك - نائب رئيس اللجنة الثقافية لحكومة طالبان- بقوله إن "لن يسمح للنساء في أفغانستان بلعب الكريكيت والألعاب الرياضية الأخرى التي يمكن أن تظهر فيها أجسادهن".
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
نقاط تفتيش في عموم البلاد
انتشرت نقاط التفتيش الأمنية في عموم البلاد حيث يتمركز مقاتلو طالبان وباتت القاسم المشترك في شوارع أفغانستان. ورغم محاولات عناصر طالبان المدججين بالسلاح في ترهيب الأفغان، إلا أن السكان يسعون إلى التأقلم مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على البلاد وأبرزها أن الملابس الغربية باتت نادرة جدا وأصبحت مشاهد الجنود المدججين بالسلاح الأكثر شيوعا.
صورة من: Haroon Sabawoon/AA/picture alliance
في انتظار العمل
ينتظر العمال في أفغانستان كثيرا على قارعة الطرق للحصول على عمل وكسب قوت يومهم. وقبل سيطرة طالبان، كانت أفغانستان تعاني من وضع اقتصادي مترد. وبعد سيطرة الحركة بات الاقتصاد الأفغاني على شفا الانهيار مع ارتفاع معدلات البطالة بشكل حاد. ويبلغ معدل الفقر في الوقت الحالي 72 بالمائة فيما يتوقع أن يصل إلى 98 بالمائة.
صورة من: Bernat Armangue/dpa/picture alliance
استمرار نضال الأفغانيات رغم قمع طالبان
ورغم تعرض أفغانيات للقمع على يد طالبان، إلا أن العديد منهن يواصلن النضال للمطالبة بحقوق المرأة في التعليم والعمل والمساواة. وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من رد عنيف متزايد من قبل طالبان لقمع الاحتجاجات السلمية، مضيفا أن عناصر طالبان استخدموا الذخيرة الحية والهراوات والسياط لقمع المتظاهرين ما أسفر عن مقتل 4 متظاهرين فيما تم الاعتداء على الكثيرين منهم.
صورة من: REUTERS
مؤيدو طالبان
تقول هؤلاء الأفغانيات إنهن سعداء بعودة حكم طالبان إذ قمن بمسيرات في شوارع البلاد للتعبير عن الرضا التام بطريقة إدارة الحركة لأفغانستان. واللافت أن عناصر أمنية رسمية كانت ترافق هؤلاء الأفغانيات اللاتي اعتبرن أن من هرب من البلاد لا يمثلن المرأة الأفغانية وأكدن أن طريقة طالبان في تطبيق الشريعة الإسلامية لا تعرض حياتهن للخطر.
صورة من: AAMIR QURESHI/AFP/Getty Images
تحيز لمسيرات مؤيدة لطالبان
وقد تم دعوة الصحافيين لتغطية المظاهرات المؤيدة لطالبان في تناقض تام مع الاحتجاجات المناوئة للحركة إذ تم ترهيب الصحافيين الذين يقومون بتغطية هذه الاحتجاجات وتم الاعتداء على العديد منهم. كل هذه الصور تدل على أن مظاهر الحياة قد تغيرت تماما في أفغانستان خاصة للنساء. كلوديا دن سونيا أنجليكا دين/ م.ع