فيما يسعى المحللون الرياضيون في ألمانيا للبحث عن أسباب خروج المنتخب الألماني لأول مرة في تاريخه من الدور الأول لبطولة كأس العالم، يبدو أن حزب البديل اليميني الشعبوي قد وجد كبش فداء هذا الإقصاء. إنه مسعود أوزيل.
إعلان
استغل حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي خروج المنتخب الألماني من الدور الأول لبطولة كأس العالم في روسيا على يد المنتخب الكوري الجنوبي ليبدأ في نفث حملة شرسة مهاجماً لاعب خط وسط المانشافت مسعود أوزيل.
وكتب يينس ماير، عضو البرلمان الألماني (بوندستاغ) عن حزب البديل اليميني الشعبوي، تغريدة بعد إقصاء المنتخب الألماني جاء فيها: "بدون أوزيل كنا سنفوز في المباراة". ونشر السياسي اليميني الشعبوي صورة لنجم خط وسط أرسنال الإنجليزي، مصحوبة بعبارة "هل أنت راضٍ يا رئيسي". ويقصد ماير بهذه العبارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي استقبل عند زيارته للندن قبل حوالي شهر من انطلاق مونيدال روسيا لاعبيْ المنتخب الألماني مسعود أوزيل وزميله إيلكاي غوندوغان، وهما معاً من أصول تركية.
التشكيك في الانتماء
وكان هذا اللقاء مع أردوغان قد جلب على اللاعبين انتقادات واسعة وصلت حد التشكيك في انتمائهم لألمانيا. وطالب بعض سياسيي حزب البديل بإبعاد اللاعبين من المنتخب الألماني الذي يعتبره الحزب اليميني الشعبوي "ليس ألمانياً بما يكفي" باعتبار أن المنتخب الألماني يضم في صفوفه لاعبين آخرين إلى جانب أوزيل وغوندوغان من أصول أجنبية.
ونشر عضو حزب البديل أوفه شولتس بعد نهاية مباراة كوريا الجنوبية تغريدة على حسابه في موقع تويتر قائلا: "على كل حال، لم يشارك منتخبنا الوطني في نهائيات كأس العالم"، حسبما ذكر موقع فوكوس الألماني، فيما كتب المتحدث باسم حزب البديل كريستيان لوت في نفس الموقع يقول: "بإمكان أوزيل أن يكون سعيدا، مبروك أردوغان".
"اللعب بنصف قلب"
وحتى قبل مباراة كوريا الجنوبية، هاجم حزب البديل أوزيل وزميله غوندوغان، متهما اللاعبين معاً بعدم التفاني في الدفاع عن قميص المنتخب الألماني. وقال يورغ كونيغ، المسؤول عن السياسة الرياضية في الحزب اليميني الشعبوي، أن مع وجود أوزيل وغوندوغان "لا يمكن الحديث عن روح الفريق في ظل غياب الروح القتالية اللازمة لديهما لأنهما يلعبان بنصف قلبهما"، حسب تعبيره.
بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أظهروا تعاطفهم مع أوزيل في ظل الهجوم الذي يتعرض له الدولي الألماني. وكتب أحد المغردين في هذا الاتجاه يقول: "في الحقيقة لست صديقاً لأوزيل، وهناك الكثير من الأسباب لانتقاده من بينها المستوى الفني الذي يقدمه. لكن الكراهية والتحريض الذي ينتشر ضده هذه الأيام يثير الخوف. لكن ذلك للأسف مرآة لمجتمعناَ".
يٌشار إلى أن المنتخب الألماني لم يقدم في البطولة أداء مقنعاً يٌظهر بأنه قادر على أن يصبح أول بطل يدافع بنجاح عن لقبه منذ عام 1962. وقد وصفت بعض الصحف الألمانية خروج المنتخب الألماني من الدور الأول للمونديال الروسي بـ"الكارثة"، مطالبة بالبحث عن أسباب الإخفاق من أجل العودة إلى سكة الانتصارات.
ألمانيا في صدمة بعد إقصاء المانشافت من المونديال
ودع المنتخب الألماني مونديال روسيا من الباب الصغير، عقب هزيمة مفاجئة أمام المنتخب الكوري الجنوبي. ألبوم الصور التالي يسلط الضوء على خيبة أمل لاعبي وجمهور "المانشافت" بعد الإقصاء المر من الدور الأول.
صورة من: Getty Images/Bongarts/C. Koepsel
خروج من الباب الضيق
أخفق مانويل نوير في الذود عن شباك المنتخب الألماني، واستقبلت شباكه هدفين قضيا على آمال "المانشافت" في المرور إلى الدور الثاني. ويُتوقع أن يكون مونديال روسيا البطولة الأخيرة في مسيرة الحارس الكبير نوير، الذي عاد أخيرا إلى المستطيل الأخضر بعد إصابة طويلة.
صورة من: Reuters/D. Martinez
صدمة كبيرة
عبر مدرب المنتخب الألماني يواخيم لوف عن خيبة أمله الكبيرة، بعدما فشل في التأهل إلى الدور الثاني. إذ عجزت خطط لوف وتكتيكاته عن تجاوز دفاع المنتخب الكوري، الذي قدم مباراة كبيرة، فيما بدأت الأسئلة تُثار حول مصير لوف مع الماكينات الألمانية.
صورة من: Andreas Gebert/dpa/picture-alliance
خيبة أمل
خيمت أجواء الحسرة والذهول على جماهير "المانشافت"، التي كانت تُمني النفس بفوز منتخبها وحجز تأشيرة المرور إلى دور الثمانية، بيد أن المنتخب الألماني سقط بشكل فاجأ جماهيره.
صورة من: Getty Images/Bongarts/C. Koepsel
رصاصة الرحمة
قضى المهاجم الكوري الجنوبي سون هيونغ مين تماما على آمال ألمانيا تعديل النتيجة، بعدما أحرز نجم فريق توتنهام اللندني الهدف الثاني في شباك نوير في الوقت بدل الضائع.
صورة من: Reuters/J. Sibley
صرخة يائسة
طالب المدافع المخضرم ماتس هوملز من لاعبي "المانشافت" بذل أقصى ما في وسعهم من أجل الفوز بنقاط المباراة كاملة، ومواصلة رحلة الدفاع عن اللقب، الذي ضاع من بين أيدي المنتخب الألماني.
صورة من: Reuters/M. Dalder
دموع
لم يتمالك توماس مولر نفسه بعد المباراة، وذرف الدموع عقب خروج ألمانيا من الباب الضيق للبطولة. ودخل نجم بايرن ميونيخ في الشوط الثاني من اللقاء غير أنه لم يُقدم الإضافة المطلوبة.
صورة من: Reuters/M. Dalder
تشجيع من نوع خاص
حضر مباراة "المانشافت" و كوريا الجنوبية مستشار ألمانيا السابق غيرهارد شرودر، وزوجته الكورية الجنوبية سو يون كيم، التي ابتسم الحظ لمنتخب بلدها الأصلي.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Charisius
هجوم خارج الخدمة
فشل مهاجم "المانشافت" الشاب تيمو فيرنر في هز الشباك، رغم تحركاته النشطة فوق المستطيل الأخضر طوال المباراة، ورغبته في مساعدة الماكينات الألمانية على مواصلة رحلتها في أكبر عرس كروي يشهده العالم كل أربع سنوات.
صورة من: Reuters/J. Sibley
أوزيل الغائب الحاضر
لم تسعف توجيهات يواخيم لوف لصانع الألعاب مسعود أوزيل في تغيير نتيجة المباراة، إذ قدم نجم الأرسنال أداء باهتا، وعجز عن فك شيفرة دفاع المنتخب الكوري الجنوبي.
صورة من: Reuters/M. Dalder
حسرة كبيرة
فاجأ خروج "المانشافت" من الدور الأول للمونديال المشجعين الألمان، الذين سافر عدد كبير منهم إلى روسيا من أجل تشجيع منتخبهم في رحلته للدفاع عن لقبه العالمي، حيث ارتمست الحيرة والصدمة على وجوههم. إعداد: رضوان مهداوي