انتقادات وضغوط جماهيرية بدأت تتصاعد ضد مدرب المنتخب الألماني يواخيم لوف، جعلت الحديث عن بدائل محتملة له موضع نقاش في الإعلام الرياضي الألماني. نستعرض معكم بعض المدربين المرشحين لخلافته.
إعلان
بدأت الصحف الألمانية وكذلك النقاد الكرويون في ألمانيا بالحديث بصوت عال حول الأخطاء التكتيكية التي وقع فيها مدرب المنتخب الألماني لكرة القدم يواخيم لوف، الذي لم يعش حالة سيئة منذ الخروج المبكر من الدورالأول لكأس العالم 2018 في روسيا.
12 انتصارا فقط في آخر 29 مباراة، وحصيلة متواضعة تمثلت بثلاثة تعادلات وانتصار وحيد في بطولة دوري الأمم، جعلت رصيد الثقة بهذا المدرب، الذي يتولى المنصب منذ 14 عاما، يتناقص تدريجيا.
ورغم تأكيد الاتحاد الألماني لكرة القدم عن دعمه وثقته به، إلا أن بعض الصحف بدأت بالحديث عن أسماء يمكن أن تخلف لوف في تدريب "المانشافت" الذي يستعد لبطولة كأس الأمم الأوروبية المؤجلة إلى صيف 2021، التي سيلعب فيها الألمان في مجموعة حديدية تضم فرنسا والبرتغال وهنغاريا أو ايسلندا.
الألماني توخل الذي حقق نتائج جيدة كمدرب لفرق مينز وبوروسيا دورتموند، قبل الانتقال إلى النادي الباريسي، يبدو مرشحا جيدا لإدارة المانشافت، خصوصا وأن ابن الـ47 عاما، رفض تمديد عقده، الذي ينتهي في صيف 2021.
ماركوس تسورغ
في مارس/آذار 2016 بدأ ماركوس تسورغ عمله كمساعد ليواخيم لوف في تدريب المنتخب الأول. لذلك فإن فرصه تبدو جيدة ليكون خليفة للوف، لأنه يعرف اللاعبين جيدا ويعرف الأجواء في المنتخبات الألمانية، بعد تدريبه لمنتخبات الفئات السنية.
تسورغ اقتصر عمله في التدريب قبل 2016 على تدريب الناشئين والشباب، بداية من فرايبورغ إلى بايرن ميونيخ. ولو استقر الاختيار عليه، فسيكرر تجربة لوف، الذي كان مساعدا لكلينزمان في تدريب المنتخب الألماني، قبل أن يخلفه في المنصب في 2006.
ماوريسيو بوتشيتينو
الأجنبي الوحيد الذي رشحته صحيفة "تاغيس تسايتونغ" ليتولى قيادة المنتخب الألماني هو الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو. هذا الأخير هو عاطل عن العمل حاليا، بعد انفصاله عن توتنهام الإنجليزي.
وخلال مسيرته مع النادي الإنكليزي أظهر كفاءة عالية وأثبت كيف يمكن قيادة فريق لا يملك كثيرا من الأموال والنجوم ليكون منافسا على الألقاب، وأهمها الوصول معه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2019.
الخيار الأفضل وإن كان مستبعدا
يورغن كلوب، أحد أفضل المدربين في العالم حاليا، إن لم يكن الأفضل، يعيش مواسم رائعة مع النادي الإنجليزي ليفربول. ألقاب هامة على الصعيد المحلي وحتى القاري. وشعبية جارفة لدى جماهير المنتخب الألماني، ترى فيه الخيار الأفضل.
الطريقة الحماسية لابن الـ53 عاما في التعامل مع اللاعبين ستكون مناسبة تماما للمنتخب الألماني. ولكن يبدو من الصعب جذبه نحو هذا الاتجاه، وهو الذي يمتد عقده مع ليفربول حتى 2024.
على العموم، قد يستمر يواخيم لوف في منصبه حتى الصيف القادم ونهاية بطولة الأمم الأوروبية، وهي التي ستكون حاسمة لتحديد الطريقة التي سيتحدث التاريخ فيها عن مسيرة لوف مع المانشافت.
ف.ي/ع.ح/ أ.ح
يواخيم لوف - المدرب الأبدي للمنتخب الألماني
منذ نحو 12 سنة يتولى يواخيم لوف تدريب المنتخب الألماني لكرة القدم. ورغم النتيجة السلبية بعد الإقصاء في روسيا يواصل المدرب البالغ من العمر 58 عاما مشواره الرياضي. وكأن عليه دوما الكفاح لشق طريقه.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Charisius
استمرار العمل على وتيرة دقات الساعة
يعتزم يواخيم لوف الالتزام بعقده المستمر حتى سنة 2022 كمدرب للمنتخب الألماني رغم ظهوره المخيب للآمال في بطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا 2018. ويُراد من الرجل البالغ من العمر 58 عاما قيادة المنتخب خلال البطولة الأوروبية في 2020. وقد قرر اتحاد كرة القدم الألماني منحه الوقت لذلك.
صورة من: Getty Images/A. Hassenstein
الكرة تطبع حياته
وُلد لوف عام 1960 في بلدة شوناو الهادئة بالغابة السوداء. مشواره الرياضي كلاعب محترف بدأ عام 1978 في فرايبورغ، وبعدها بسنتين انتقل إلى شتوتغارت. ثم جاءت محطة فرانكفورت، ومجددا فرايبورغ وكارلسروه ثم مرة أخرى فرايبورغ. وفي 1989 انتقل إلى سويسرا حيث أنهى مسيرته كلاعب مع فريق شافهاوزن ثم فينترثور.
صورة من: picture alliance/dpa
الفوز بكأس الاتحاد الألماني لكرة القدم
في الملعب لم يتمكن لوف أبدا من تحقيق الاختراق، وفي سن الـ 34 عاما جاءت النهاية كلاعب. وابتداء من 1994 عمل في صفوف نادي فراونفيلد كمدرب، ليسطع نجمه نهائيا بعدها بسنة إذ أصبح مساعد مدرب في شتوتغارت. وفي 1996 تولى منصب المدرب ولو بدون ترخيص رسمي لممارسة مهنة التدريب. وقد أنهى موسمه الأول بنيل كأس الاتحاد الألماني لكرة القدم.
صورة من: imago sportfotodienst
بدون سعادة في تركيا
بعد تسريحه المفاجئ لدى نادي شتوتغارت في مايو 1998، احتل النادي المرتبة الرابعة في الدوري الألماني، انتقل لوف إلى تركيا للعمل صفوف فريق اسطنبول، ولم تحالفه السعادة هناك. وفي أكتوبر 1999 انتقل لمدة نصف سنة إلى نادي كارلسروه من الدرجة الثانية. وخلال دورة تعليمية لنيل رخصة مدرب تعرف على يورغن كلينسمان.
صورة من: Imago
الفترة في النمسا طبعت لوف
انتقل لوف مرة أخرى إلى أدنا سبور في تركيا ليبحث بعد ثمانية أسابيع فقط عن مكان آخر. في أكتوبر 2001 التحق بنادي إنسبروك النمساوي الذي نال معه البطولة. وبعد إفلاس النادي انتقل إلى نادي فيينا وأحرز أيضا معه اللقب. لكن تم التخلي عن لوف في مارس 2004، لأنه لم يتفاهم مع رئيس فريق فيينا فرانك شتروناخ.
صورة من: picture-alliance/dpa
كلينسمان ولوف- ثنائي ممتاز
يورغن كلينسمان (يمين) الذي تم تعيينه لتوه مدربا ألمانيا جعل من لوف بعد البطولة الأوروبية في 2004 مساعدا له. وحصل تفاهم بين الاثنين وأصبحا صديقين. ذروة حقبة كلينسمان ولوف طبعتها بطولة كأس العالم 2006 في ألمانيا. وقد وصل المنتخب الألماني حينها إلى نصف النهائي إلى أن حققت إيطاليا الفوز في الوقت الإضافي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Hannibal
المرتبة الثالثة في كأس العالم 2006 بألمانيا
احتلت ألمانيا المرتبة الثالثة في بطولة كأس العالم والثنائي المدرب احتفل أمام بوابة براندنبورغ التاريخية. بالعناق احتفل باللحظة أمام بوابة براندنبورغ مدرب الحراس أندرياس كوبكه، والمدرب الرئيس يورغن كلينسمان ومساعده يواخيم لوف ومدير الفريق أوليفر بيرهوف
صورة من: picture-alliance/dpa
بداية حقبة لوف كمدرب للمانشافت
بعد بطولة كأس العالم 2006 استقال كلينسمان وأصبح لوف مدرب الفريق الألماني. في 2008 تأهل فريقه إلى نهائيات بطولة أوروبا قبيل انتهاء التصفيات. في تلك الاثناء أعطى لوف إشارة حاسمة عندما أقصى المهاجم كوراني عن المنتخب الألماني. جاء ذلك بعدما غادر الأخير الملعب في إحدى المباريات غضبا واحتجاجا على إبعاده من الشوط الثاني فيها.
صورة من: Oliver Berg/dpa/picture-alliance
البطولة الأوروبية 2008: إسبانيا تنتزع اللقب
أثناء البطولة الأوروبية 2008 وصل فريق لوف عن جدارة إلى النهائي، إلا ان الإسبان كانوا متفوقين، إذ انتزعوا لقب البطولة الأوروبية بفضل هدف سجله المهاجم فرناندو توريس. حلم نيل اللقب تبخر بالنسبة إلى لوف وطاقمه.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
إسبانيا حجر عثرة في جنوب إفريقيا
أثناء بطولة كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا شغف المنتخب الألماني جمهوره بمواهب جديدة وكثيرا من الهجوم نحو الأمام. وبرهن لوف على أنه قادر على التعامل مع لاعبين شباب، وحتى مسعود أوزيل (يمين) تطور أثناء المسابقة تحت إشراف لوف. وتمكن المنتخب الألماني من بلوغ منتصف النهائي حيث أوقفه الإسبان من جديد.
صورة من: Stephane de Sakutin/AFP/Getty Images
صدمة وارسو أثناء البطولة الأوروبية 2012
تجرع لوف انتكاسة شخصية أثناء البطولة الأوروبية 2012 في بولندا وأوكرانيا حيث تألق المنتخب الألماني بعشرة انتصارات عبر المسابقة إلى أن توقف في النصف النهائي. وفي المباراة ضد إيطاليا تعثر المدرب. الفريق الألماني لم يحسن لعبه ببساطة.
صورة من: Jens Wolf/dpa/picture-alliance
نجم لوف والطاقم في ملعب ماراكانا
بعدها جاء التتويج في 2014! بفضل هدف واحد لصفر في الوقت الإضافي ضد الأرجنتين ضمنت ألمانيا للمرة الرابعة كأس العالم. لوف وصل إثرها إلى القمة. في البرازيل حقق وألمانيا الشغوفة بكرة القدم حلم اللقب العالمي، وقد تحقق الحلم دون خسارة وبنتيجة سبعة أهداف مقابل هدف واحد ضد البلد المضيف في النصف النهائي.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Gebert
تبخر حلم الفوز بلقب البطولة الأوروبية مجددا
خلال البطولة الأوروبية 2016 في فرنسا لم يكن البلد المضيف في النصف النهائي أفضل في مارسيليا، لكنه برهن على فاعلية أكبر. وانتهى حلم البطولة الأوروبية بعد لقب كأس العالم، وبالرغم من ذلك مدد لوف عقده حتى 2020 وبحماسة لخوض غمار بطولة كأس العالم 2018 في روسيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Weiken
ثقة خادعة بعد الفوز بكأس القارات
سنة قبل انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم 2018 بدت الكرة الألمانية مستعدة للسنوات القادمة، على الأقل ظهرت مستعدة للدفاع عن لقب كأس العالم 2018 في روسيا. وبتشكيلة تنقصها التجربة فاز لوف في كل مباراة في كأس القارات وأحرز اللقب في صيف 2017.
صورة من: picture-alliance/M.Meissner
المكسيك تقسم ظهر ألمانيا في روسيا
كيف يمكن للمرء أن يخطأ! تأهل المنتخب الألماني بجدارة لخوض مونديال روسيا 2018، ومدد لوف بفترة وجيزة قبل انطلاق المسابقة عقده حتى 2022. إلا أنه في روسيا ظل الفريق الألماني دون إمكانياته وأُقصي منذ الدور الأول كأول منتخب ألماني في تاريخ المسابقة. آخرون كانوا سيقدمون استقالتهم، إلا أن لوف لم يفعل ذلك، فهو سيبقى مدربا للمنتخب الألماني.