بعد التصريح بأدوية مستخلصه منه .. هل القنب "دواء سحري؟"
٢١ أبريل ٢٠٢١
يمكن استخدام القنب كمسكن للألم قادر على تقليل الحاجة للمضادات الحيوية، ولكن البحث عن الاستخدامات الطبية للقنب مازال مستمرا. فهل من المبكر إصدار حكم نهائي على المخدر، المعروف أيضا بالحشيش أو الماريجوانا؟
إعلان
بعد الحديث طويلا عن قدرته على تخفيف الألم واستخدامه قديما في مصر والصين والهند وإيران كعلاج عشبي، يسعى العلماء حاليا لتحديد الاستخدامات الطبية الممكنة للمركبات الكيميائية التي يمكن استخلاصها وتركيبها من نبات القنب.
ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" والوكالة الأوروبية للأدوية مؤخرا على استخدام دواء جديد مستخلص من القنب لعلاج الصرع. ولا يتوقف الأمر فقط على الدواء الجديد، والذي يحمل اسم "ايبيديولكس" (Epidiolex)، حيث صدرت الموافقة كذلك على أدوية لعلاج نقص الوزن لدى المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب "الإيدز"، وأخرى لعلاج الأعراض الجانبية للسرطان.
وامتد الأمر لاقتراح باحثين في كندا بإمكانية استخدام مركب مستخلص من القنب لمنع الإصابة بفيروس كوفيد-19، فضلا عن دراسات أخرى تتحدث عن قدرة مركبات كيميائية مستخلصة من النبات على علاج الخرف وبعض أنواع السكر والسرطان.
المعروف عن القنب حتى الآن!
بدأ مؤخرا فهم الفوائد الطبية الممكن تحقيقها باستخدام القنب. وتجدر الإشارة هنا إلى تمييز العلماء ما بين شكلين للقنب: الأول بصورته الخام كأوراق أو بذور شائعاستهلاكها بشكل غير قانوني فيما يعرف بالماريجوانا أو الحشيش، والثاني هو المركبات الطبية أو الصناعية التي يتم استخلاصها من القنب ويمكن لعددها أن يتراوح ما بين 80 إلى 100 مركب كيميائي.
وتسمى المركبات الكيميائية في القنب باسم "كانابينويدس" (cannabinoids)، ويعتبر الأكثر وضوحا منهم للعلماء حتى اليوم مركبا الـ THC و CBD، اللذان يتمتعان بقدرة على التأثير النفسي بدرجات متفاوتة.
والمقصود بالتأثير النفسي هو أن يكون للمادة إمكانية التأثير في الحالة النفسية للإنسان ووظائف المخ لديه، بما ينعكس على حالته المزاجية ووعيه وأفكاره ومشاعره وسلوكه.
ما العلاقة بين القنب والمضادات الحيوية؟
يرى الأطباء أن البشر يكثرون من تناول المضادات الحيوية بما يقلل من قدرتها على مقاومة البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات وأي شكل ميكروبي يمثل تهديدا لصحتنا. ويبحث العلماء حاليا في قدرة مركب الـ CBD في نبات القنب على زيادة فاعلية المضادات الحيوية في الجسم.
وتشرح سيغرن لانغا، المتخصصة في علم الأمراض الجزيئي بجامعة ويستمنستر البريطانية، أن هذا المركب لديه تأثير المضاد الحيوي في حد ذاته، بل ويمكن للتأثير أن يكون أقوى عند جمع مركب القنب بمضادات حيوية أخرى.
وتدرس لانغا وزملاؤها استخدام مركب الـ CBD في القنب مع المضادات الحيوية لمحاربة جرثومة الإشريكية القولونية (Escherichia coli) المتسببة في ألم المعدة والقئ والإسهال.
وتوضح لانغا أن مركب الـ CBD في القنب يمكنه تحسين تأثير أنواع معينة من المضادات الحيوية ضد بعض سلالات البكتيريا الضارة. كما تقول لانغا إنه باستخدام مركب القنب "يمكن استخدام معدل أقل من المضادات الحيوية".
ولكن تظل فاعلية مركب القنب قيد البحث، إذ تتوقف على طبيعة البكتيريا التي يحاول الجسم مقاومتها وما إذا كانت إيجابية أم سلبية.
ويرى باحثون آخرون في الدنمارك أن مركب الـ CBD لا يتمتع بفاعلية ضد جميع سلالات البكتيريا السلبية، وأن البحث في هذا المجال مازال في مرحلة تمهيدية.
ذو الفقار أباني/د.ب/ ص.ش
الطبيعة معمل لانتاج مخدرات وسموم قاتلة!
لا داعي للوم الكيميائيين، فبعض أخطر المواد في العالم تأتي من الطبيعة نفسها. العديد من النباتات والأزهار والبذور والأوراق، مليئة بالمواد السامة والتي قد تكون قاتلة. فابتعد عنها!
صورة من: Fotolia/Opra
القنب
يحتوي نبات القنب على المادة ذات التأثير النفسي "تيترايدروكانابينول" (THC). بجعل من يتناوله يشعر بالبهجة والاسترخاء، كما من الممكن استخدامه كمسكن للألم. تحتوي أزهار النباتات المؤثنة غير المخصبة على كميات عالية من الـ(THC)، ولهذا السبب يتم استخدامها لإنتاج الماريجوانا. بعض أنواع القنب خالية تماما من (THC) وتزرع لإنتاج الألياف.
صورة من: Fotolia/Opra
أقوى مسكن للألم
ينتج الخشاش المنوم الأفيون. ولحصاد ذلك، تقطع الكبسولات للسماح للسائل الأبيض (الحلبي) بالخروج والجفاف. يحتوي الخشاش على كميات عالية من المورفين، أقوى مسكنات الألم الدوائية.
صورة من: picture alliance/dpa/D.Ramik
الفطر السحري
الفطر فنان كيميائي.. بعض أنواع الفطر ينتج مؤثرات نفسية. مثل هذا الفطر ذو اللون الرمادي Pluteus salicinus. ينمو على الخشب ويحتوي على بسيلوسيبين، وهو مركب كيميائي يسبب الهلوسة البصرية والعقلية. ومن الآثار الجانبية الغثيان ونوبات الذعر.
صورة من: picture alliance/dpa/Wildlife
المخدرات وجبة خفيفة
تحتوي أوراق نبات الكوكا على مركبات كيميائية مماثلة للكوكايين. إذ تخفف الألم وتعمل كما المنشطات. يعتبر مضغ أوراق الكوكا الخام في كثير من بلدان أمريكا اللاتينية، أمرا شائعا جداً. كما يساعد السياح على التعامل بشكل أفضل مع داء المرتفعات. وبتخمير وتجفيف الأوراق وتجهيزها كيميائياً، ينتج الكوكايين.
صورة من: Reuters
أبواق الملاك
قد يكون النظر إلى هذه الزهرة الجميلة ممتعاً، غير أن تذوقها سام. كل أجزاء هذه الزهرة تحتوي على قلويات، وهي مركبات كيميائية ذات آثار قوية على جسم الإنسان. وحين تؤكل أو تدخن هذه النبتة ستزداد ضربات القلب، وتسبب الهلوسة. كما هو الحال مع كافة المخدرات الطبيعية، وإيجاد الجرعة المناسبة أمر صعب. إذ تقع حوادث مميتة في كثير من الأحيان.
صورة من: picture alliance/dpa
نبات الداتورة
تعرف الداتورة على شبكة الانترنت بـ (thornapples)، كمخدرات طبيعية. وهي فكرة سيئة جداً. إذ تسبب هذه النبتة هلوسة قوية، مع ابتعاد كامل عن الواقع. ويميل متعاطو هذه المادة إلى إيذاء أنفسهم بشدة تحت تأثيرها.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/R. Koenig
صبار مخدر
يمتلئ صبار (Peyote cactus) الذي ينمو في المكسيك وتكساس، بالميسكالين، وهو مركب مهلوس غير قانوني بموجب الاتفاقية الدولية للمؤثرات العقلية. ميسكالين يغير عمليات التفكير والإحساس بالوقت والوعي الذاتي. يقطع الصبار إلى أجزاء للأكل أو يغلى مع الشاي. ويُذكر بأن بعض أنواع الصبار عرضة للانقراض.
صورة من: picture-alliance/WILDLIFE
جوزة الطيب
كمية كبيرة من جوزة الطيب من شأنها أن تعطي تأثير المخدر، لاحتوائها على الميريستيسين، المركب الذي يسبب الهلوسة. ولكن لا داعي للقلق. إذ أن استعمال جوزة الطيب كتوابل فقط قد لا تصل حد تلك الجرعة المخدرة. غير أن استعمالها المفرط يؤدي إلى حدوث آثار جانبية مثل الصداع والغثيان والإسهال.
صورة من: picture alliance/CTK/R. Pavel
أوراق مخدرة
نعم، هذا صحيح، جنوب شرق آسيا هو موطن شجرة القرطوم الأصلي. وتتضمن أوراق هذه الشجرة مركب الأفيونيات مثل (Mitragynine) الذي يستخدم لأغراض دوائية. إذ تمضغ الأوراق لتسكين الألم أو لزيادة الشهية أو معالجة الإسهال.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Sunbird Images
نبتة تقتل الملايين سنويا
ينتج التبغ مواد كيميائية سامة ومسببة للإدمان، كالنيكوتين ومواد شبه قلوية. مع هذا الخليط من المواد الخطيرة يصبح تدخين هذه الأوراق أو أكلها بالغ الخطورة على جسم الإنسان.
بريجيت أوستراث/ ريم ضوا.