بعد التعادل ثلاث مرات تواليا.. هل يعيش بايرن أزمة نتائج؟
هشام الدريوش
٣٠ يناير ٢٠٢٣
يبدو أن الوضع في فريق بايرن ميونيخ ليس على ما يرام. إذ عجز الفريق البافاري وبطل الدوري لحد الآن عن تحقيق الفوز في مرحلة الإياب من البوندسليغا. فما الأسباب؟
إعلان
خلال المباريات الثلاث الأخيرة لم يتمكن بايرن ميونيخ الألماني من حصد سوى ثلاث نقاط، بعدما اكتفى بالتعادل أمام لايبزيغ وكولن (كولونيا) وفرانكفورت. وتعتبر هذه النتائج كافية لبعث القلق في أوساط النادي البافاري، الذي تعود على اكتساح الأندية المنافسة له محليا، خاصة مع اقتراب مواجهته الحاسمة في دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان.
ويبدو أن الأوضاع بشكل عام في كواليس بايرن ليست على يرام لمجموعة من الأسباب منها الإصابة الطويلة المدى لكابتن الفريق الحارس مانويل نوير وإقالة مدرب الحراس تابالوفيك بالإضافة إلى سفر نجم الفريق سيرج غنابري لباريس لحضور أسبوع الموضة بعد مباراة لايبزيغ الجمعة رغم أن الفريق كانت تنتظره مباراة يوم الثلاثاء التي بعدها أمام كولن.
وهو ما جعل المدير الرياضي لبايرن حسن صالح حميديتش يعبر عن غضبه ويصف الأمر بأنه عمل غير احترافي ولا يتناسب مع نادي بايرن ميونيخ.
"الأسابيع المقبلة لن تكون سهلة بالنسبة لبايرن عندما سيواجه ماينز وفولسبورغ وباريس سان جيرمان . ستكون أسابيع صعبة". يقول لاعب بايرن سابقا والمحلل الرياضي حاليا شتيفان إيفنبيرغ في مقاله الأسبوع على موقع شبورت 1 الألماني. ويضيف إيفنبيرغ "ستكون هناك الآن توجيهات واضحة وعلى المدرب يوليان ناغلسمان أيضا العمل عليها".
لحد الآن لم ينجح رفاق توماس مولر من تحقيق أي نتيجة فوز بعد استئناف مباريات البوندسليغا بعد التوقف بسبب مونديال قطر. وهو ما جعل رئيس مجلس إدراة النادي أوليفر كان، يتحدث عن فريقين مختلفين واحد في مرحلة الذهاب من البطولة والآخر في مرحلة الإياب، في إشارة إلى الوجه المختلف الذي يظهر عليه حاليا بايرن ميونيخ.
ومع توالي المباريات التي لا يحقق فيها بايرن توقعات جماهيره والمسؤولين، يزداد الضغط على الطاقم التقني بالفريق وخاصة المدرب ناغلسمان. وذهب اللاعب السابق بنادي بايرن والمنتخب الألماني لوثر ماتيوس إلى أن ناغلسمان مطالب بتحقيق نتائج إيجابية في المباريات المقبلة وإلا سيكون منصبه في خطر.
ويضيف ماثيوس في حديثه لقناة سكاي الرياضية الألمانية "يوليان (ناغلسمان) مطالب أخيرا بإيجاد فريق يلعب مجددا بشكل طبيعي وبشكل سلس ويستمتع باللعب".
يذكر أن بايرن ميوينخ لايزال يحتل الصدارة في ترتيب البوندسليغا لكن فقط بفارق نقطة عن المطارد أونيون برلين ونقطتين عن لايبزيغ وثلاث نقاط عن غريمه التقليدي دورتموند، وهو ما يعني أن الصدارة التي تعود عليها دائما قد تضيع منه قريبا إذا واصل نزيف النقاط في المباريات المقبلة.
هشام الدريوش
من الرئيس إلى المشجع في حيّ عشوائي – أبطال ظاهرة "ميا سان ميا"
نادي بايرن ميونخ ليس نادياً ألمانياً فحسب، بل صاحب شعبية عالمية واسعة أيضا. والجماهير في قارات المعمورة، تحب بايرن كلٌّ على طريقته الخاصة. DW أنتجت فيلما وثائقيا خاصا عن النادي البافاري.
صورة من: DW
أولي هونيس (ميونخ) – رئيس نادي بايرن ميونخ
"لطالما كنت أرى أنّ بالإمكان الارتقاء ببايرن ميونخ من نادٍ متواضع إلى علامة عالمية". من هذا المنطلق يعمل بصفته مديراً لأعمال النادي، وهو أيضاً بمثابة أخ ومُرشد بالنسبة للاعبين. لكنه سُجن في مارس/آذار 2014 لمدة 11 شهراً بسبب التهرب الضريبي. أولي هونيس ودّع يومها الجميع بالكلمات التالية: "لم يكن هذا كل شيء". يعرض فيلم "ميا سان ميا"على شاشة DW عربية يومي 16 و23 اكتوبر الجاري.
صورة من: DW
كمال أبو ليل (الناصرة، إسرائيل) – مشجع بايرن
"بغض النظر إن كنت فلسطينياً أم يهودياً، عندما يسجل بايرن هدفاً، فتعانق تلقائياً كل شخص". هذا ما يقوله كمال الفلسطيني الذي يعيش في إسرائيل. وهو مشجع لنادي بايرن منذ سبعينات القرن الماضي. "كنت في سن العاشرة آنذاك، وكان لدينا تلفزيون بالأبيض والأسود. وغالباً ما كانت المباريات تُنقل مباشرة: رومينيغه وبيكنباور وبرايتنر، كانوا آنذاك نجوماً مشهورين. وقد عشقت طريقة لعبهم بسرعة".
صورة من: DW
فيليب لام (ميونخ) – من ناشئي البايرن
"مخلص للنادي ومتحدث بارع ولاعب ناجح: فيليب لام خير مثال على عمل قسم الناشئين في البايرن. إبن الثالثة والثلاثين عاماً لعب قرابة عقدين من الزمن في ميونخ، ولكنه الآن لاعب كرة قدم متقاعد. وعلى الرغم من ذلك مازال يبدو وكأنه لاعب ناشئ. "لقد كنت أصغر حجماً من الآخرين، وهذا منحني جرعة من الطموح لكي أثبت نفسي بين حيتان الفريق البافاري العملاق".
كاناتا هو تلميذ نموذجي في مدرسة بايرن تسونايشي، أكاديمية كرة القدم في إقليم فوكوشيما الياباني. الياباني ابن الـ 14 ربيعاً يلعب بمهارة كبيرة، لدرجة أن نادي بايرن ميونخ أرسل مدرب شباب لتقييم أدائه. حضرنا هذا اللقاء في مباراة ضمن دوري الشباب، وقيّمنا كاناتا ذا البنية الجسدية الصغيرة.
صورة من: DW
صاموئيل "سامي" أوساي كوفور (أكرا، غانا) – لاعب سابق
من غانا، مروراً بإيطاليا، ليصل إلى ميونخ في سن السابعة عشرة. أولي هونيس أصبح بمثابة الأب البديل لـ"سامي الصغير" الذي كان دوماً سنداً له في مراحل حياته العصيبة، وخاصة بعد حالة الوفاة المأساوية لابنته. إذ وقف هونيس إلى جانبه بشكل مؤثر، وبالتالي تجلت ظاهرة "ميا سان ميا" بالنسبة للغاني بأجمل صورها.
صورة من: DW
كاميلا بوربوريما (ريو دي جانيرو/ البرازيل) – مشجعة بايرن
ثمة برازيليين يعتبرون كاميلا مجنونة أحياناً. فعلى الرغم من كثرة الأندية في وطنها الأم، إلا أن ابنة الرابعة والعشرين عاماً اختارت نادي بايرن ميونخ بالتحديد. وهذا يعود أيضاً للاعب معين لم يفارق مخيلتها منذ نهائي بطولة العالم عام 2002: "أوليفر كان هو رجل أحلامي، فليس هناك إنسان على سطح هذا الكوكب أروع منه. أحبه أكثر من أي شيء".
صورة من: DW
أوليفر كان (ميونخ) – حارس مرمى أسطورة
يعتبره البعض "التيتانيوم"، بينما يعتبره البعض الآخر "لا بيستيا نيغرا"، أي "الوحش الأسود"، وهناك آخرون يعرفونه كـ غودزيلا الذي ينفث ناراً. ولكن الجميع مجمعون على شيء واحد: علاقة أوليفر كان ببايرن ميونخ وثيقة بشكل فريد من نوعه. "تشربت جميع قيم النادي، لأن النجاح غير ممكن إطلاقاً إلا من خلال التقمص التام لكل ما يفعله المرء". هذا ما يقوله حارس المرمى السابق.
صورة من: DW
فرانتس "بوله" روت (باد فوريسهوفن) – بافاري أصيل
في نهائي كأس أوروبا للأندية 1967 سجل الهدف الحاسم في مرمى غلاسكو رينجرز في الوقت الإضافي. وبذا استهل مسيرة نجاحات بايرن ميونخ. "تصدى لي حارس المرمى وأوقعني على الأرض بقوة، ولكن الكرة تجاوزت العارضة ودخلت المرمى. يا للروعة! وضعت الكأس على حافة السرير وبقيت أتأمله طيلة الليل...".
صورة من: DW
جيوفاني إلبر (ماتو غروسو/ البرازيل) – لاعب سابق
جيوفاني إيلبر يعيش نمطين من الحياة. ففي البرازيل، بالقرب من الحدود البوليفية، يمتلك مزرعة تضم 5000 بقرة. ولكن عندما يحتاجه نادي بايرن ميونخ، فلا يتردد في تلبية نداء ناديه المفضل. وبصفته سفيراً لبايرن ميونخ، يسافر جيوفاني حول العالم. وفي فيلم ظاهرة "ميا سان ميا" يستذكر أيامه عندما كان في أوج عطائه كلاعب مع بايرن.
صورة من: DW
رفائيل نوبوا ريفيرا (نيويورك/ الولايات المتحدة) – مشجع بايرن
وُلد رفائيل في بورتو ريكو، وهو يقيم في نيويورك، حيث يعمل في شركة برمجيات. منذ 20 عاماً وهو مشجع أصيل للنادي البافاري، ولكن له وجهة نظره الخاصة في هذا الأمر: "أحب طريقة اللعب التي تشبه الفن أحياناً. ولكن أحياناً أبالغ في عشقي للنادي، لذا أحاول ترك بعض المسافة، فأنا لا أريد أن أدمن على شيء لا أستطيع التحكم به".
صورة من: DW
أندي براسل (لندن/ إنجلترا) – صحافي رياضي
يكتب أندي في الغارديان وهو خبير في "توك سبورت"، وهي إذاعة رياضية واسعة الانتشار عالمياً. لرأيه وزنٌ في عالم كرة القدم، كما أن لقاءات الأندية الإنجليزية والألمانية هي من المواضيع التي تقع في صميم عمله. "لاعبو بايرن كبار وناجحون لدرجة أن كثيرين هنا في إنجلترا يعتبرون أن بايرن هو كرة القدم الألمانية".
الصحافي الرياضي البالغ من العمر 38 عاماً من موقع "إلموندو" يعشق كرة القدم كظاهرة اجتماعية، وكمسابقة رياضية أيضاً. "في مدريد يمكنني أن أقرر فيما إذا كانت المدينة ستنعم بنوم هادئ أم ستنام معكرة المزاج". ذروة الموسم بالنسبة له لا تتمثل بالكلاسيكو، بل بمواجهة ريال مدريد لـ "لا بيستيا نيغرا" البافاري، أي "الوحش الأسود".