بعد القرار البريطاني.. إسبانيا تكافح لإنقاذ الموسم السياحي
٢٧ يوليو ٢٠٢٠
رغم زيادة الحالات تسعى إسبانيا إلى طمأنة الأوروبيين بأنّ وضعها الصحي "تحت السيطرة" وان البؤر الجديدة "محددة الموقع ومعزولة". ويأتي ذلك بعد القرار البريطاني بفرض الحجر الصحي على السياح العائدين من إسبانيا.
إعلان
تحاول الحكومة الإسبانية جاهدة التقليل من حدة الأرقام المتصاعدة للإصابات بوباء كورونا المستجد والذي جعل المملكة المتحدة قبل يومين تفرض الحجر الصحي على الوافدين إلى أراضيها من إسبانيا. وشددت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونثاليث لايا، على أن بلادها "آمنة" وتبذل جهودا كبيرة لاحتواء تفشي الفيروس.
وفي ذات السياق قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في بيان أرسله مكتب رئيس الوزراء، إن تفشي المرض في البؤر الثلاثة الرئيسية في البلاد بات تحت السيطرة.
في غضون ذلك، تعمل الحكومة الإسبانية مع نظرائها الأوروبيين لشرح الوضع، حسبما نقلت وكالة بلومبرغ للأنباء. كما أنها تعمل أيضا مع نظيرتها في المملكة المتحدة حتى لا تتأثر جزر البليار والكناري بأوامر الحجر الصحي البريطانية.
وقررت المملكة المتحدة فرض الحجر الصحي لمدة أسبوعين اعتبارا من أمس الأحد (26 يوليو/ تموز) على الوافدين إليها من إسبانيا. وكان القرار مفاجئاً حتى بالنسبة لوزير النقل البريطاني غرانت شابس الذي كان يقضي عطلته في هذا البلد.
واستبقت المملكة المتحدة النرويج بإجراء مماثل، بينما أوصى رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس "بشدة" الجمعة الفرنسيين "بتجنب" الذهاب إلى كاتالونيا.
إلا أن سرعة القرار فاجأت الكثيرين، خاصة وأن إسبانيا تعد المقصد السياحي الأول لعموم البريطانيين.
ومن شأن ذلك أن يضرب في مقتل مجهودات الإسبان في الرفع من مستوى الإقتصاد المتدهور بفعل تفشي الجائحة خاصة وأنه يتزامن مع ذروة الموسم السياحي الذي يسعى الجميع إلى انقاذه.
وبدأت مدريد مفاوضات لتخفيف تلك السياسة أو على الأقل لتطبيقها فقط على أجزاء البلاد الأكثر تضررا من فيروس كورونا، بحكم أن البؤر الجديدة تركزت بمنطقتي كاتالونيا وأراغون.
في المقابل علّق وزير الخارجية البريطاني على ذلك بالرفض، موضحا لشبكة سكاي نيوز "اتخذنا القرار بأسرع ما يمكن ولا يمكننا التراجع عن ذلك". ويبدو أن الحكومة البريطانية بعدما قللت من خطورة الوباء غداة ظهوره، لا تبدو اليوم مستعدة لأية مخاطرة بعد أن أضحت البلد الأكثر تضررا في أوروبا.
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".
صورة من: Imago-Images/Ikon Images/J. Ziewe
6 صورة1 | 6
ونتيجة للقرار البريطاني واصلت الأسهم الأوروبية اليوم الاثنين لشركات السفر انخفاضها. فقد نزل مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0,5 بالمئة بحلول الساعة الساعة صباحا و18 دقيقة بتوقيت غرينتش مواصلا انخفاضه القياسي المسجل يوم الجمعة الماضية حين أعلنت لندن قرار فرض الحجر الصحي.
وهبط مؤشر قطاع السفر والترفيه 2,3 بالمئة بينما تراجعت أسهم شركات تنظيم الرحلات السياحية "توي وإيزي غت" و"آي.إيه.جي" المالكة للخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إيروايز) بين 8 و13,5 بالمئة.