بعد "اللحم النباتي".. "البيضة النباتية" قريباً في الأسواق!
٢١ أكتوبر ٢٠٢٠
بعد النجاح العالمي الذي حققه "اللحم النباتي"، توصل علماء إلى إنتاج "بيض نباتي" أيضاً. فما الذي يميز هذا النوع من البيض عن البيض العادي؟ وما فوائد هذا الابتكار الغذائي الذي يبدو أنه سيغزو الأسواق قريباً؟
إعلان
يعتبر البيض من أكثر أنواع الأطعمة استهلاكاً في جميع أنحاء العالم، إذ تشير إحصائيات عالمية إلى أن الفرد يستهلك 145 بيضة في السنة، بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
ومع تغير عادات الأكل وشيوع النظام الغذائي النباتي، بدأ البحث عن بديل للبروتين الحيواني الغني الذي يحتويه البيض. وشكّل النجاح العالمي الذي حققته شرائح اللحم الخالية من المواد الحيوانية، والتي صنعتها شركتا "Impossibles Foods" و"Beyond Meat" الأمريكيتان، دافعاً للبحث عن بديل للبيض، حسب موقع "دوكتيسيمو" الفرنسي.
وتمكن المهندسان الفرنسيان الشابان من صناعة بيضة سائلة غنية بالبروتين النباتي. وقالا في تصريحات نقلها موقع "مادينيس" في مقاله حول الموضوع، إن "بيضة الخضار النيئة تشبه بيضة الدجاج، لكن كل شيء داخلها مختلف"، حسب وصفهما.
وظلت الصيغة المتوصل إليها سرية، لكن الأكيد بحسب المنتجين لها أنها مصنوعة من منتجات نباتية ومعدنية. وأظهرت الاختبارات التي أجريت على النموذج الأولي أن هذا البديل النباتي للبيض، يحتوي على بروتين أكثر، كما أنه غني بالكربوهيدرات والدهون ويحتوي على ألياف أكثر من بيض الدجاج، حسب ما نقله تقرير موقع "مادينيس".
وأكد المهندسان الفرنسيان، أنه "يمكن طهي البيضة النباتية بنفس طريقة طهي بيض الدجاج"، وأضافا: "يعد هذا التشابه مهماً بالنسبة لنا حتى يتمكن المستهلكون، ومن بينهم الأشخاص الذين يعانون من الحساسية من البيض من استهلاكها بسهولة"، مشيرين إلى أن "9.5 بالمائة من الأطفال في فرنسا لديهم حساسية من البيض وهو ما يصعب الحياة على الكثير من الأسر"، يضيف المهندسان في تصريحاتهما لموقع "مادينيس".
ويبدو أن "البيض النباتي" يحظى بالاهتمام في دول أخرى أيضاً، فقد بدأت شركة هندية أيضاً بإنتاجه. ونقلت مجلة "دوكتيسيمو" الصحية خبر تطوير شركة "EVO Foods" وصفة تعتمد على البروتينات النباتية لتكوين بيضة خالية من البروتين الحيواني. وقدمت الشركة الناشئة بيضتها النباتية على شكل سائل.
هذا الابتكار الغذائي الفريد من نوعه، فتح شهية المستثمرين الأمريكيين أيضاً، والذين أعلنوا عن موعد لإطلاقه في الولايات المتحدة خلال شهر نيسان/ أبريل 2021، يضيف مقال جريدة "لاديبيش".
م.ب/خ.س
"اللحوم النباتية".. بدائل صحية وصديقة للبيئة؟
يزداد الطلب على الأغذية التي لا تحتوي على اللحوم، وفي الولايات المتحدة وحدها ارتفع الطلب نحو 23 بالمائة العام الماضي. لكن هل يمكن للبدائل النباتية تعويض اللحوم؟ وهل لمذاقها أن ينسينا طعم البرغر وطعم شرائح اللحم المشوية؟
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Soderlin
يحاول كثير من الناس تجنب إلحاق الضرر بالبيئية وخاصة تلك الأضرار لناتجة عن اعتمادهم على اللحوم كمصدر غذائي رئيسي وما ينتج عنه من أضرار للبيئة. الميل السائد حاليا هو تعويض اللحوم ببدائل اللحوم أو ما يطلق عليها "اللحوم النباتية".
صورة من: picture-alliance/dpa/ZUMAPRESS
تناول القليل من اللحوم لم يعد مجرد قرار مرتبط بصحة الجسم، بل أسلوب للحفاظ على البيئة. فوفقا لتقرير صادر عن "الصندوق العالمي للطبيعة" فإن التخلي عن المنتجات الحيوانية "طريقة سهلة ورخيصة نسبيا" لمعالجة تغيرات المناخ. لأن الثروة الحيوانية تولد كميات كبيرة من انبعاثات الغازات الدفيئة وتستهلك عشر احتياطات العالم من المياه العذبة وتساهم في إزالة الغابات في أمريكا الجنوبية.
صورة من: picture-alliance/Arco Images GmbH
أصبحت بدائل اللحوم مثل "بايوند ميت" و"إمبوسيبل برغر" ممكنة بفضل التقنيات الغذائية الجديدة. وتحتوي هذه البدائل على فول الصويا والفول والبازلاء. وهذه الأغذية، وهي على عكس البرغر النباتي الشائع حاليا يشبه طعمها اللحم الأصلي ولها رائحة ولون وحتى "دم" شبيه باللحوم، بفضل عصير الشمندر الأحمر الذي يوحي بأنه دم. وغالبا ما تكون هذه البدائل صحية أكثر من اللحوم الحيوانية العادية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Drew
تباع منتجات "بايوند ميت" في آلاف المتاجر والمطاعم الأمريكية، ما شجع ماركات أخرى على الاستثمار في هذا المجال، مثل شركة "نيستله" التي قدمت كرات اللحم التقليدية "فريكاديله" خالية من اللحوم. فيما قدمت سلسلة مطاعم "برغر كنغ" وجبات من منتجات "بيوند ميت" في الولايات المتحدة. أما مطاعم ماكدونالدز فتجرب حاليا البرغر النباتي.
صورة من: Imago
هذا التحول شجع المستثمرين على الاستثمار في هذا المجال. وعندما دخلت شركة "بايوند ميت" بورصة "وول ستريت" في أوائل شهر مايو/ ايار 2019 استطاعت أن تضاعف قيم أسهمها في اليوم الأول. وقال بروس فريدريش رئيس مؤسسة "غود فود" لوكالة فرانس برس إن "المستثمرين يرون فرصة تجارية كبيرة" في مجال اللحوم النباتية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Photoshot/R. Levine
لكن يقال إن نباتات فول الصويا الصناعية تساهم هي أيضا في إزالة الغابات وعلى نطاق واسع، وكذلك زيوت النخيل التي يتم استخدامها في بعض بدائل اللحوم. وذكرت منظمة "فيرن" البلجيكية للمحافظة على البيئة أن هناك حاجة لأكثر من مليون كيلومتر مربع من الأراضي لزراعة فول الصويا. ويتم استخدام نسبة قليلة من الأراضي لبدائل اللحوم بينما يتم استخدام المساحات الواسعة لإنتاج أعلاف الحيوانات.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Photo/V. R. Caivano
هناك أيضا مخاوف غذائية من بدائل اللحوم، إذ يمكن أن تحتوي شطيرة البرغر النباتي على نسبة دهون مضاعفة وسبعة أضعاف نسبة الصوديوم الموجودة في البرغر التقليدي. وتشعر مجموعات مهتمة بحماية البيئة بالقلق حيال "إمبوسيبيل برغر" الذي يحتوي على خمائر معدلة جينيا التي تعطي طعما مشابها للحوم. والاستهلاك المفرط لهذه المواد المعدلة وراثيا يمكن أن يسبب السرطان، أي نفس أعراض الاستهلاك المفرط للحوم.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/R.B. Levine
قررت لجنة الزراعة في البرلمان الأوروبي مؤخرا منع تسمية بدائل اللحوم النباتية بأسماء توحي بأنها لحوم، مثل البرغر أو النقانق أو شريحة لحم "ستيك". وهو ما يعني أن هذه المنتجات البديلة ستنزل إلى الأسواق بأسماء أخرى. الكاتب: زمن البدري/DW