1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد المهلة: تظاهرات بغداد مع وضد الحكومة

١٠ يونيو ٢٠١١

مهلة الأيام المئة في العراق تمخضت عن حوارات تلفزيونية مع وزراء ومسؤولين تميزت بقدر من الشفافية، لكن وضع الخدمات المتردي والفساد الذي يعيق كل إصلاح تفاقم، وجاءت مظاهرات جمعة القرار والرحيل مخيبة لآمال من أطلقوها.

صورة من: Karlos Zurutuza/AP/DW

انتهت مهلة الأيام المئة هذا الأسبوع، وانطلقت اليوم الجمعة (10.06.2011 ) تظاهرات أريد لها أن تكون حاشدة إلا أنها لم تحشد سوى بضع مئات، قدرهم بعض الصحفيين الموجودين في ساحة التحرير بألفي متظاهر.المتظاهرون منقسمون إلى مجموعتين، إحداها مؤيدة للحكومة لكنها تطالب بإعدام المسؤولين عن جريمة عرس التاجي ( وفي طليعتهم فراس الجبوري المقرّب من د . أياد علاوي ). ويشير البعض إلى أن قوى سياسية مشاركة في السلطة تقف وراء تنظيمها. التظاهرة الأخرى هي امتداد لتظاهرات الشباب في شباط فبراير الماضي وتطالب بالإصلاح.

لكن كل ما تحقق بعد المهلة المئوية هو جلسات علنية يومية على الهواء يعرض فيها الوزراء ومسؤولون في الوزارات تقاريرعن إنجازاتهم والعقبات التي واجهت عملهم خلال المئة يوم السابقة إضافة إلى خططهم المستقبلية.

رئيس الحكومة نوري المالكي قال مبررا إن بعض الأطراف "فهموا الخطة بطريقة خاطئة (...) وهناك من يريد أن يشوش على مفهوم هذه المبادرة".

مشيرا بالحرف الواحد إلى أن هناك " أفقا نريد أن نكمل به المئة يوم الثانية"

صحف عراقية ( من بينها الصباح والمدى ) هاجمت ما وصفته ب" محاولة من قبل المالكي لتبرير الإخفاق الحكومي في فترة المئة يوم".

نوري المالكي رئيس حكومة المشاركة الوطنيةصورة من: AP

" المالكي لا يملك خيارات كثيرة"

من بغداد تحدث إلى مايكروفون برنامج العراق اليوم من دويتشه فيله الكاتب والمحلل السياسي د.واثق الهاشمي، معتبرا أن إقدام الحكومة في الأصل على إطلاق مهلة الأيام المائة جاء استجابة للضغط الشعبي، وفي إطار محاولة لامتصاص مطالب العراقيين المستائين من أداء الحكومة والنخب السياسية. وأشار الهاشمي إلى أن المالكي لا يملك خيارات كثيرة إزاء مستوى أداء وزرائه بسبب وضع حكومة الشراكة الوطنية (سيئة الصيت- حسب تعبير الهاشمي).

من لندن تحدث إلى مايكروفون برنامج العراق اليوم من دويتشه فيله الكاتب والباحث د. عبد الخالق حسين، مشيرا إلى أن السلطة في أي نظام ديمقراطي ليست في يد الكتل السياسية بل في يد البرلمان، والتصويت بأغلبية 50+1 هي التي يمكن أن تقرر مصير أي وزير بعد تقييم أدائه. كما أشار د.حسين إلى أن المالكي سبق أن طلب من كل كتلة 5 مرشحين لكل منصب، لكي يكون لديه بدائل جاهزة للمناصب لو حصل قصور في أداء الوزراء.

لكن الكتل وبعد انتهاء مهلة تقديم السير الذاتية لمرشحيها عجزت عن الاستجابة لهذا الطلب، واعترض د.حسين على وصف د. الهاشمي لحكومة الشراكة الوطنية بأنها "سيئة الصيت" معتبرا أن مكونات هذه الحكومة هي مكونات المشهد السياسي العراقي وبالتالي فهي تعكس إرادات الناخبين، لا سيما وأن أي حزب لم ينجح بالفوز بأغلبية مطلقة تمكنه من تشكيل الحكومة لوحدها . ولفت د.حسين الأنظار إلى حقيقة مهمة مستخلصة من الواقع العراقي، مفادها أن أي كتلة سياسية تعزل من المشاركة في الحكومة- لتكون معارضة برلمانية- تهدد بتخريب العملية السياسية، كما يقول المثل العراقي" لو ألعب لو أخرّب الملعب".

واثق الهاشمي اعترض على ما ذهب إليه د.حسين وقارن وضع الحكومة العراقية بوضع الحكومة الإسرائيلية حيث لم تحقق أي كتلة في هذا البلد أغلبية ولذا فقد كانت كل الحكومات منذ عام 1948 وحتى الآن ائتلافية، لكنها نجحت أن تقدم أفضل الخدمات وأحسن النتائج لبلدها وشعبها.

متظاهرون في ساحة التحرير ببغداد: صوت خافت وحضور خجولصورة من: Munaf Al-saidy

العراق : لا دور لثورة فيس بوك

الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن والبحرين اعتمدت تقنيات الفيسبوك للوصول إلى أوسع قطاع من الناس بسبب احتكار السلطات في هذه البلدان لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة. لكن الوضع في العراق مختلف تماما، ففي هذا البلد هناك أكثر من 60 قناة فضائية علاوة على أكثر من 70 إذاعة تعمل جميعها بحرية تامة تمكّن كل من عنده رأي من إيصال رأيه إلى الناس بسهولة ودون رقابة أو ترويع. الصحفي ليث محمد رضا وهو ناشط في تنظيم تظاهرة "جمعة القرار والرحيل" تحدث إلى مايكروفون البرنامج من بغداد و أيّد أن الوضع في العراق مختلف عن البلدان العربية، لكنه لا يمكن أن يوصف بأنه "وضع ملائكي" مشيرا إلى اختفاء عدد كبير من المشاركين في تظاهرات شباط/فبراير.

وعاد الصحفي ليث محمد رضا ليتحدث عن توظيف الشباب لتقنيات الفيسبوك لخلق وسيلة اتصال مع الجماهير، حيث تعمّد مطلقو صفحة ( الثورة العراقية الكبرى) إخفاء صورهم، مشيرا إلى " أن سلوك الحكومة وقوى الأمن بعد تظاهرات شباط/ فبراير المنصرم، والتصريحات التي صدرت عن بعض المسؤولين دفعت بالمتظاهرين والمحتجين إلى إخفاء صورهم على الفيسبوك حرصا على سلامتهم".

حكومة العراق المنتخبة خيّبت الآمال

الصحفي الالماني شتيفان بوخنصورة من: NDR

الصحفي الألماني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط شتيفان بوخن من تلفزيون ARD تحدث إلى مايكروفون البرنامج من مدينة هامبورغ مشيرا إلى "أن العراق بالتأكيد أكثر ديمقراطية من المملكة العربية السعودية مثلا، لكنه لا يقارن بالديمقراطية في لبنان أو في تركيا أو في مصر بعد التحولات الأخيرة " وأشار بوخن إلى أن "وسائل الإعلام الغربية التي يدّعي بعضها بأن العراق هو البلد الأكثر ديمقراطية في المنطقة تسعى إلى إثبات قيمة الرأي القائل بأن نشر الديمقراطية يمكن أن يتم بالقوة في هذه المنطقة"، مبينا أن العراق يتمتع بحكومة منتخبة، لكن هذه الحكومة أخفقت بشكل كبير في توفير ما يحتاجه الناس. وكون الناس لا يفكرون بالثورة أو التظاهر مليونيا ضد الحكومة تفسره المآسي والكوارث التي حلت بالشعب على مدى سنوات، تماما كما هو الوضع في الجزائر.

حيدر شاكر دخل الحوار مباشرة من كندا مشيرا إلى أن مهلة الأيام المئة بحد ذاتها تفتقد إلى تعريف، فهل هي مهلة لفحص مستوى أداء الحكومة؟ أم لتقييم أداء النخب السياسية؟ أم أنها مناسبة لإصدار قرار بشأن استمرار المسؤولين في العمل؟ وأعرب حيدر شاكر عن استغرابه لقول رئيس الحكومة أنه لم يكن يقصد بالمهلة وضع حد للفساد ومحاسبة المقصرين"

ملهم الملائكة

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW