1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد انتخابات أوروبا.. هل تصمد حكومة ميركل حتى نهاية ولايتها؟

٢٧ مايو ٢٠١٩

أظهرت نتائج الانتخابات الأوروبية التي جرت أمس الأحد خسارة ملحوظة لحزب المستشارة ميركل، فيما كانت خسارة حلفيها الاشتراكي أكبر، فهل تبقى ميركل في منصبها حتى نهاية الولاية؟ وهل تصمد حكومتها أمام العواصف السياسية القادمة؟

Berlin PK Merkel Seeehofer Nahles
صورة من: picture-alliance/AP/M. Sohn

تجد حكومة انغيلا ميركل نفسها في حالة عدم يقين غير مسبوقة بعد الانتخابات الأوروبية التي شكلت نتائجها صفعة ليس فقط للمحافظين بل أيضاً لحلفاء المستشارة الاشتراكيين الديموقراطيين، ما يزيد من الشكوك بشأن إمكانية بقائها حتى نهاية ولايتها.

وبدأت الاثنين (27 أيار/مايو 2019) الأحزاب الثلاثة التي شكّلت الائتلاف الحاكم العام الماضي، وهما الاتحادان المسيحيان الديمقراطي والاجتماعي والحزب الاشتراكي، بتقييم النتائج واستخلاص دروس الاستحقاق الأوروبي، وسط أجواء تنذر بظهور أزمة عميقة وفي ظل تضاعف الخلافات في داخل الائتلاف بقيادة المرأة القوية ميركل التي اقتربت من نهاية مسيرتها السياسية.

وفي صباح الاثنين، اجتمعت قيادات أحزاب الائتلاف بشكل منفصل للوقوف عند نتائج كلّ منها. ومن المقرر وفق وسائل الإعلام الألمانية، أن تجتمع تلك التشكيلات في وقت لاحق مع ميركل.

واعترف رئيس الحزب المحافظ "الاتحاد المسيحي البافاري" ماركوس سودير، حليف ميركل، بأن "الائتلاف الكبير لم يحقق نتيجة جيدة". وحقق التشكيلان المحافظان معاً نسبة 28,9% من الأصوات، لكن "الاتحاد المسيحي الديموقراطي" وحده تراجع سبعة نقاط بالمقارنة مع الانتخابات الماضية إلى 22,6%.

ويبدو أن استراتيجية خليفة ميركل، آنغريت كرامب - كارنباور التي ترأست الحزب في كانون الأول/الماضي، بدفع "الاتحاد المسيحي الديموقراطي" أكثر نحو اليمين أملاً باستقطاب ناخبين اتجهوا نحو اليمين المتطرف، لم تجدِ نفعاً. غير أن المشاكل الأكثر خطورة يعاني منها الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي قد تطيح أزماته بالائتلاف الحاكم.

ورأت صحيفة "بيلد" الألمانية الواسعة الانتشار الاثنين أن "انهيار الحزب الاشتراكي الديموقراطي يهزّ الائتلاف" الحاكم. ولم يحقق الاشتراكيون الديموقراطيون سوى 15% من الأصوات، متراجعين بأكثر من 11 نقطة، بينما ضاعف الخضر نتيجتهم السابقة لينالوا 20,5%، فارضين أنفسهم كقوة سياسية ثانية في البلاد.

وكتبت صحيفة "دير شبيغل" على موقعها الالكتروني أن "الائتلاف يترنح بعد الأمسية الانتخابية، وربما هو على وشك الانهيار. هذا الائتلاف بخطر لأن الناخبين عاقبوا الاتحاد المسيحي الديموقراطي والحزب الاشتراكي الديموقراطي، وعدم الاستقرار هذا قد يؤدي في أية لحظة إلى تفكيك الائتلاف".

قادة أحزاب الائتلاف الحاكم في المانيا: البفاري زودير وزعيمة حزب ميركل كرامب ـ كارنباور والاشتراكية ناليسصورة من: picture-alliance/dpa/Jutrczenka, Jensen, Hoppe

وأصرت زعيمة الحزب الاشتراكي الديموقراطي أندريا ناليس، التي لا يوجد توافق عليها داخل حزبها، الأحد على البقاء في الائتلاف، و"ضمان سياسة حكومة عادلة اجتماعياً". لكن البلبلة حول ناليس تتصاعد منذ أشهر، ويرغب البعض في الحزب الاشتراكي الديموقراطي بإعادة التموضع في المعارضة، حتى ولو أدى ذلك إلى تنظيم انتخابات مبكرة. وطالبت الاثنين ثلاث شخصيات من يسار الحزب، بينهم مسؤول الشباب كيفن كونرت، بفرض إصلاحات اجتماعية على الحكومة، مهددين بالانسحاب "إذا لزم الأمر" قبل نهاية الولاية الحالية في أيلول/سبتمبر 2021. وكتب هؤلاء في طلبهم "لسنا في عقد ملزم مع اليمين" لنحكم معاً.

وتبلور الجدل بين الشريكين الكبيرين في الائتلاف الحاكم في الأسابيع الأخيرة حول إقرار حد أدنى لمعاشات التقاعد. ويريد الحزب الاشتراكي الديموقراطي فرض حد أدنى لتقاعد شرائح واسعة من المواطنين، فيما يرفض المحافظون، نظراً لتكلفة ذلك في وقت جاءت فيه عائدات الضرائب أدنى من المتوقع. ويبدو أن المناقشات حول هذا الموضوع بالذات ستكون شديدة التعقيد في أعقاب الانتخابات.

وفي وقت لاحق في أيلول/سبتمبر، وبعد سلسلة انتخابات محلية، من المقرر أن يجري الحزب الاشتراكي الديموقراطي تقييماً للنصف الأول من الولاية، ويقرر على أساسه البقاء في الائتلاف أو مغادرته التي ينتج عنها انتخابات مبكرة ونهاية مسيرة أنغيلا ميركل السياسية.

وبالنسبة للمسيحيين الديموقراطيين، فقد دفع القلق بالأمين العام للاتحاد المسيحي الديموقراطي بول زمياك إلى حضّ الاشتراكي الديموقراطي على البقاء في الحكومة لكي "يعمّ الاستقرار في البلاد". ويخشى المسيحيون الديموقراطيون من إخفاقات انتخابية إضافية في أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر، حيث من المقرر عقد انتخابات في مناطق ألمانيا الشرقية سابقاً، معاقل حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف.

المسشتارة ميركل عاشت لحظات حرجة من عمر حكومتها الأخيرةصورة من: Getty Images/S. Gallup

وعلى المستوى الوطني، حصل اليمين المتطرف الأحد على نحو 11%، وهي أقلّ من نتيجته في الانتخابات التشريعية في عام 2017. لكن في المناطق الشرقية، رسّخ البديل لألمانيا وجوده، حيث حلّ في الطليعة في اثنين من الولايات الثلاث التي ستشهد خلال بضعة أشهر انتخابات برلمانية محلية في ساكسونيا وبراندبورغ.

على صعيد آخر، وإثر نتائج خيالية حققها حزب الخضر، تحول بين ليلة وضحاها إلى "صناع الملوك" في ألمانيا، فهل يصنعون ملكا من بين صفوفهم؟ حول ذلك ذكر رئيس حزب الخضر الألماني، روبرت هابيك، أن السؤال حاليا حول ترشح حزبه للمستشارية رغم المكاسب الكبيرة التي حققها الحزب في انتخابات البرلمان الأوروبي غير ضروري.

وقال هابيك اليوم الاثنين في مؤتمر صحفي ببرلين إن الخضر لم يفوزوا في الانتخابات "ليتمحوروا حول أنفسهم". وذكر هابيك أن حزبه لديه مهمة ذات مضمون، وقال: "ليس لدينا مهمة تخيلية تشتتنا عن مسارنا". تجدر الإشارة إلى أن حزب الخضر أصبح ثاني أقوى حزب على مستوى ألمانيا عقب حصوله في انتخابات البرلمان الأوروبي على نسبة 20.5% من الأصوات.

ح.ع.ح/ح.ز(أ.ف.ب/د.ب.أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW