بعد انتقاد الفيفا.. فتح تحقيق في إساءات عنصرية بكأس ألمانيا
محي الدين حسين د ب أ
١٨ أغسطس ٢٠٢٥
بعد انتقاد الفيفا "الإساءات العنصرية" من بعض الجماهير تجاه لاعبين في مباراتين ببطولة كأس ألمانيا، أعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم بدء التحقيق "بشأن الواقعتين وضد ناديين معنيين".
الفيفا أكد أنه "لا مجال للتمييز والعنصرية في كرة القدم"صورة من: Jan Woitas/dpa/picture alliance
إعلان
بدأ الاتحاد الألماني لكرة القدم تحقيقًا في حوادث إساءة عنصرية خلال مباراتين بكأس ألمانيا، أمس الأحد (17 آب/أغسطس 2025).
وقال متحدث باسم الاتحاد الألماني لكرة القدم لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الاثنين "تجري اللجنة المشرفة تحقيقات بشأن الواقعتين، وستبدأ أيضا تحقيقات ضد الناديين المعنيين".
وكان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، انتقد حوادث "الإساءة العنصرية" التي شهدتها مباراتان في بطولة كأس ألمانيا، أمس الأحد .
وقال إنفانتينو: "سأواصل تكرار ما أقوله مرارًا وتكرارًا، لا مجال للتمييز والعنصرية في كرة القدم". وأضاف أنه يترقب توضيحًا من الاتحاد الألماني لكرة القدم بشأن ما حدث ومعاقبة المتورطين. وتابع: "فيفا ولجنة اللاعبين ومجتمع كرة القدم يدعمون ضحايا هذه الحوادث، وعازمون على ضمان احترام اللاعبين وحمايتهم، ويجب على منظمي المسابقات وجهات إنفاذ القانون اتخاذ الإجراءات المناسبة".
إنفانتينو: سأواصل تكرار ما أقوله مرارًا وتكرارًا، لا مجال للتمييز والعنصرية في كرة القدمصورة من: Tom Weller/dpa/picture alliance
وشهدت مباراتان في كأس ألمانيا لكرة القدم، أمس الأحد، "إساءات عنصرية" من الجماهير تجاه بعض اللاعبين. ففي منتصف الشوط الثاني من مباراة آينتراخت شتانسدورف ضد كايزرسلاوترن، أحد أندية الدرجة الثانية، ضمن بطولة كأس ألمانيا، تعرض أحد لاعبي الفريق الزائر لـ"إهانات من الجمهور" أثناء إجراء عمليات الإحماء بجانب خط الملعب. وتم تحديد هوية المتورط في هذه الواقعة بعد تدخل سريع من الجماهير ورجال الأمن في الملعب، وحقق كايزرسلاوترن فوزًا كاسحًا بنتيجة 7/صفر بعد مباراة استمرت دون توقف.
في المقابل شهدت مباراة أخرى، انتهت بفوز شالكه على لوك لايبزيغ 1/صفر في الوقت الإضافي، توقفًا لدقائق بعد مناوشات بين كريستوفر أنطوي أجاي، لاعب شالكه والجماهير. وعلق نادي لوك لايبزيغ: "لا يمكن لأحد تأكيد الإساءة العنصرية"، لكن لاعب شالكه صمم على موقفه. وقال أجاي الذي أبلغ الحكم المساعد بتعرضه لإساءة "ما حدث لي أمر غير مقبول على الإطلاق في زمننا الحالي"، وأوضح "لم أتعرض لإساءة جماعية، بل تصرف فردي، وأتمنى أن يفكر هذا الشخص كثيرًا فيما وجهه لي من كلمات". وبعد توقف قصير للمباراة، استهدفت جماهير لايبزيغ، أجاي، بالصياح، كلما لمس الكرة.
من جانبه، حذر هيرمان فينكلر، رئيس اتحاد شمال شرق ألمانيا لكرة القدم، من التسرع في إصدار الأحكام بشأن هذه الحوادث. وقال فينكلر لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) "يجب أن نتوقف عن التكهنات وإلقاء اللوم قبل تقييم الموقف وانتظار نتائج تحقيقات الشرطة مع التأكيد أيضًا على ضرورة التعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة".
تحرير: عارف جابو
ضحايا العنصرية في ملاعب الكرة – من إيتو إلى بالوتيلي
واقعة العنصرية التي شهدتها مباراة باشاك شهير وباريس سان جيرمان، أعادت للأذهان سلسلة طويلة من الأحداث العنصرية التي شهدها عالم الساحرة المستديرة. نستعرض معكم حالات شهيرة للعنصرية شهدتها ملاعب كرة القدم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/ANSA/S. Venezia
العنصرية من الحكم
في موقف غير مسبوق، توقفت مباراة باريس سان جيرمان وضيفه التركي باشاك شهير ضمن دوري أبطال أوروبا، عقب توجيه الحكم الرابع الروماني سباستيان كولتيسكو شتيمة عنصرية للكاميروني بيير ويبو، مساعد مدرب النادي التركي. الموقف حمل اللاعبين على مغادرة الملعب ورفض استنئاف المباراة. واقعة لقيت استهجانا أوروبيا وعالميا.
صورة من: Charles Platiau/REUTERS
دموع بالوتيلي
النجم الإيطالي ماريو بالوتيلي، أحد أكثر اللاعبين تعرضا للعنصرية من المدرجات. كما حدث معه في هذا اللقاء ضمن الدوري المحلي بين ناديه بريشيا وفريق فيرونا. حيث قلد بعض جماهير فيرونا صيحات القردة، موجهين إهانات عنصرية ضده، ما تسبب بإطلاق حملة تضامن واسعة مع بالوتيلي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/ANSA/S. Venezia
داني ألفيس
البرازيلي داني ألفيس، الذي احترف لسنوات طويلة في صفوف برشلونة الإساني، تكررت الحوادث العنصرية ضده من مشجعي بعض الأندية في الدوري الإسباني، حيث تم إلقاء الموز عليه، إضافة إلى صيحات وإهانات أخرى. ولكن رد فعله كان تقشير الموز وتناوله، قبل أن يستأنف اللعب.
صورة من: picture alliance/DPPI Media/M. Blondeau
روبرتو كارلوس
رمي الموز استهدف أيضا النجم البرازيلي الشهير، وأحد أشهر من شغل مركز الظهير الأيسر في العالم، روبرتو كارلوس. كارلوس الذي عاش أوج شهرته في صفوف ريال مدريد الإسباني، احترف بعدها أيضا مع نادي أنجي محج قلعة الروسي. ومن اللقطات الشهيرة له كيف غادر الملعب، في 2011، ورفض استئناف اللعب، عقب رمي الموز عليه.
صورة من: picture-alliance/Pressefoto ULMER/M. Ulmer
صامويل إيتو
ومن أشهر الشخصيات التي مرت بمرارة العنصرية، ما تعرض له النجم الكاميروني صامويل إيتو، الذي مر بعدة محطات احترافية، لعل أبرزها مسيرته في برشلونة الإسباني، واضطر في أكثر من مرة إلى قطع اللعب وأصر على الخروج من المباريات، بسبب الهتافات العنصرية من جمهور الفريق الخصم.
صورة من: picture-alliance/empics/P. Serinelli
كاليدو كوليبالي يغادر الملعب
قائد المنتخب السنغالي كاليدو كوليبالي، والمحترف مع نادي نابولي الإيطالي، واجه في عام 2018، إهانات عنصرية من قبل بعض جماهير إنتر ميلان. ما خلق موجة تضامن واسعة مع اللاعب. شارك فيها البرتغالي رونالدو، وكذلك المصري محمد صلاح، الذي نشر حينها على تويتر صورة له مع كوليبالي، وعلق عليها بالقول: "لا للعنصرية في كرة القدم ولا في أي مكان".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Bruno
إيفرا وسواريز
الأورغوياني لويس سواريز لاعب ليفربول حينها في مواجهة الفرنسي إيفرا، قائد مانشستر يونايتد. المواجهة في أكتوبر/ تشرين الأول 2011. من أشهر اللقطات في الدوري الإنكليزي. سواريز رفض مصافحة إيفرا قبل المباراة. وخلال المباراة قال له: "لا تلمسني. أنا لا أتحدث مع شخص أسود". سواريز عوقب يومها بالإيقاف لثماني مباريات وبغرامة مالية.
صورة من: picture alliance/DPPI Media/S. Allaman
أنطونيو روديغر
مدافع المنتخب الألماني وتشيلسي الإنكليزي، أنطونيو روديغر، كتب على حسابه على تويتر: "إنه لأمر مؤسف أن العنصرية مازالت موجودة ونحن في عام 2019". اللاعب كتب ذلك عقب إهانته بشكل عنصري من بعض مشجعي توتنهام هوتسبر، في مباراة ضمن البريميرليغ.
صورة من: picture-alliance/dpa/PA wire/N. Carson
في الملاعب الألمانية
الملاعب الألمانية، لم تسلم بدورها من مثل هكذا أحداث. ومنها مباراة في مسابقة كأس ألمانيا بين شالكه وهيرتا برلين، في فبراير/شباط 2020. مدافع هيرتا برلين والمنتخب الألماني الأولمبي، جوردان توروناريغا، وهو ألماني من أصل نيجيري، يتعرض للعنصرية من بعض مشجعي شالكه، الذين قلدوا صيحات القرود خلفه.
صورة من: picture-alliance/L. Perenyi
استقالات بالجملة
وحتى على صعيد المنتخبات كانت العنصرية حاضرة. خسارة ثقيلة لبلغاريا أمام إنكلترا، بسداسية، في 2019، ضمن تصفيات كأس الأمم الأوروبية، وانتهاء أمل بلغاريا بالتأهل. ولكن هذه لم تكن الفضيحة الأكبر. وإنما عنصرية بعض الجماهير ضد لاعبي المنتخب الإنكليزي، ومنهم رحيم سترلينغ (الصورة)، وأيضا إظهار ما يعرف بتحية هتلر النازية. الفضيحة أدت لاستقالة كل أعضاء الاتحاد البلغاري للعبة ومدرب المنتخب بلاكوف.
إعداد: ف.ي
صورة من: picture-alliance/dpa/MB Media Solutions Ltd.