بعد بايرن.. هيرتا يمتنع عن دفع رواتب لاعبيه في الحجر الصحي
٢٣ نوفمبر ٢٠٢١
بعد تقارير تحدثت عن قرار بايرن ميونيخ الامتناع عن دفع رواتب اللاعبين الذين لم يتلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد في حال خضوعهم إلى الحجر الصحي، نادي هيرتا برلين يعلن عن خطوة مماثلة.
إعلان
أعلن فريدي بوبيتش مدير الكرة بنادي هيرتا برلين الألماني لكرة القدم اليوم الثلاثاء (23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021)، أن النادي لن يدفع رواتب اللاعبين الذين لم يتلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد ودخلوا في الحجر الصحي.
وقال بوبيتش في تصريحات لصحيفتي "بي.زد" و"بيلد": "لقد قررنا بالفعل أنه اعتبارا من الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر، لن يحصل اللاعبون غير المطعمين باللقاح على رواتب عن الفترة التي سيقضونها في الحجر الصحي".
وتأثر هيرتا برلين عدة مرات من حالات الإصابة بعدوى فيروس كورونا، لكن تقارير أشارت إلى أن جميع لاعبيه تقريباً تناولوا اللقاح.
وفي بداية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كان هيرتا برلين قد أعلن أن اللاعبين غير المطعمين باللقاح سيتحملون تكاليف فحوص "بي.سي.آر".
وكان نادي بايرن ميونيخ الألماني قد حسم أجور اللاعبين غير الملقحين في صفوفه أمثال لاعب وسطه يوزوا كيميش الذي تم وضعه في الحجر الصحي بسبب مخالطته أفراد مصابين بفيروس كوفيد-19 بحسب صحيفة "بيلد أم سونتاغ" الأحد الماضي.
وتم عزل كيميش مرة جديدة يوم الجمعة بعد أن أنهى حجراً صحياً أولياً الثلاثاء الماضي لمخالطته زميله في صفوف الفريق البافاري والمنتخب الالماني نيكلاس زوله خلال النافذة الدولية الأخيرة بعد أن خضع الأخير لفحص جاءت نتيجته ايجابية.
إجراءات جديدة
واثار كيميش (26 عاما) نقاشاً ساخناً لأنه قرر عدم الخضوع لعملية التلقيح بسبب "مخاوف شخصية" على حد قوله ونقلت "بيلد أم سونتاغ" وكانت مصادر لم تكشف عنها قد أكدت بأن مسؤولي نادي بايرن ميونيخ استدعوا كيميش واربعة من زملائه غير الملقحين الأسبوع الماضي لإبلاغهم بحسم أجورهم عندما يكونون في عزلة لأنهم لم يتلقوا اللقاح. وقد رفض بايرن ميونيخ التعليق على هذه المعلومات.
وبموجب القواعد الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ اعتباراً من الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، لم يعد يحق للموظفين الذين يتغيبون عن العمل بسبب الحجر الصحي الحصول على أجر اذا لم يتم تلقيحهم.
ألمانيا: إلزامية ارتداء الكمامات بالمدارس
02:37
وبالنسبة إلى كيميش الذي يصل راتبه السنوي إلى 20 مليون يورو، فإن الحجر الصحي لمدة أسبوع يعني تكبده خسائر تبلغ حوالي 384 الف يورو.
وكان بايرن ميونيخ قد تعرض في غياب كيميش لخسارة مفاجئة امام أوغسبورغ المتواضع 1-2 يوم الجمعة الماضي.
يتزامن ذلك مع موجة رابعة شرسة من الفيروس حيث سجلت الإصابات أرقاماً قياسية جديدة هذا الأسبوع. وأدى معدل التطعيم المنخفض نسبياً (حوالي أقل من 70 في المئة) الى جعل البلاد معرضة للخطر ما دفع برؤساء الأقاليم في ألمانيا إلى اتخاذ اجراءات جديدة لتحفيز أولئك الذين يقاومون الخضوع للتلقيح وبالتالي سيتعين على هؤلاء تقديم اختبارات سلبية لاستخدام وسائل النقل العام أو الذهاب إلى المكتب. كما سيتم منع هؤلاء من حضور المباريات الرياضية او الدخول الى المطاعم.
و.ب/ ع.غ (د ب أ، أ ف ب)
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
موجة جديدة من كورونا في ألمانيا تدق ناقوس الخطر. مخاوف واسعة من عودة الإغلاق العام كحل أخير وارتفاع نسبة الوفيات والضغط على النظام الصحي، لكن مع ذلك تظهر ألمانيا أنها قد تعلمت بعض الدروس من الأشهر السابقة.
صورة من: Daniel Bockwoldt/dpa/picture alliance
أرقام قياسية للإصابات الجديدة
دخلت ألمانيا "الموجة الرابعة" من جائحة كورونا بأرقام قياسية، بلغت الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 50.196 ألف إصابة و235 حالة وفاة. ولم تسجل ألمانيا على الإطلاق رقماً مماثلاً في الإصابات منذ بداية الجائحة، لكن أرقام الوفيات تظل نسبياً أقلّ مما سجل نهاية عام 2020، ما يؤكد الاستنتاجات بكون التطعيم لا يمنع من الإصابة بالفيروس، لكنه يخفض أرقام الإصابات الحرجة وبالتالي أرقام الوفيات.
صورة من: Rüdiger Wölk/imago images
موجة بدون صرامة المواجهة
ألمانيا لا تخطط هذه المرة لإجراءات صارمة كما فعلت ما بين نهاية 2020 وبداية 2021. فقد سمحت عدة مدن بإقامة احتفالات الكرنفال، كما لا توجد خطط لإغلاق عام ولا لتشديد القيود. وسبق لوزير الصحة ينس شبان أن أيد إنهاء إجراءات الوضع الوبائي الموحدة على الصعيد الفيدرالي نهاية نوفمبر 2021، ما يتيح رفع عدد من الإجراءات كارتداء الكمامات، لكن القرار قد لا يصادق عليه البرلمان بسبب ارتفاع الإصابات مجددا.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture alliance
بين قاعدة 3G وقاعدة 2G
سمحت ألمانيا باستئناف الكثير من الخدمات كدخول المطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة وأماكن الترفيه المغلقة وفق قاعدة 3G التي تعني ضرورة التطعيم، أو إثبات عدم الإصابة بالفيروس عبر كشف سريع، أو التعافي من الفيروس بعد الإصابة به. وبدأت مكاتب وإدارات كذلك باعتمادها، لكن عدة ولايات بدأت تعتمد قاعدة 2G التي تستثني الكشف السريع لأجل مواجهة الموجة الرابعة، ما أثار جدلاً كبيرا بين رافضي التطعيم.
صورة من: Ying Tang/NurPhoto/picture alliance
مجانية الكشف السريع
أتاحت ألمانيا بشكل مجاني اختبارات الكشف السريعة عن الفيروس لكل السكان، وكان الطلب عليها شديدا عند إطلاقها بسبب عدم تقدم حملة التطعيم حينها، لكن مع مرور الوقت، قررت السلطات إلغاء مجانيتها لدفع عدم المطعمين إلى الإسراع بذلك. لم تنجح الفكرة كثيراً، وعادت الحكومة الاتحادية للتفكير في إعادة المجانية، خصوصًا أن معهد روبرت كوخ أوصى بهذه الاختبارات حتى للمطعمين في حالة حضورهم للفعاليات الكبرى كالاحتفالات.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حملة التطعيم لم تبلغ أهدافها
أرادت الحكومة الألمانية بلوغ نسبة تطعيم تصل لـ 75 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان نهاية صيف 2021، غير أن الرقم لم يتجاوز إلى حدود شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 67,5 في المئة. نجحت ولايات في الاقتراب أو حتى تجاوز النسبة المستهدفة، خصوصا في شمال وغرب البلاد كبريمن (81.6 بالمئة)، لكن ولايات في الشرق لم تتجاوز حتى 60 بالمئة كسكسونيا (59.5 بالمئة)، ويعود ذلك لانتشار الحركات المنكرة لكورونا في هذه المناطق.
صورة من: Jens Schlueter/Getty Images
أوضاع المستشفيات تحت السيطرة
تفتخر ألمانيا بنظامها الصحي القادر على مواجهة الضغط، لكنها تعرّضت لاختبار قاسٍ خلال موجة كورونا الثانية بسبب الطلب الكبير على وحدات العناية المركزة الذي اقترب من 6 آلاف حالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020. حاليا يبقى في الرقم ما بين 2000 و 3000 آلاف، وتخطط الحكومة الاتحادية لتوزيع الحالات الحرجة على مجموع التراب الألماني حتى لا يقع الضغط على ولاية لوحدها، خصوصا في الشرق.
صورة من: Waltraud Grubitzsch/dpa/picture alliance
جائحة في قلب الانتقال السياسي
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة محتملة بقيادة أولاف شولتس. وُجهت انتقادات كبيرة لحكومة ميركل في التعامل مع الجائحة، خصوصا إثر بطء عملية التطعيم والتردد الكبير في اتخاذ القرارات والتراجع عنها. ويرغب شولتس بتجاوز هذه الأخطاء ووضع استراتيجية أقوى، لكن المشاورات المطولة لتشكيل الحكومة قد تؤثر على النقاش الخاص بكورونا.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
الجائحة غيرّت المشهد
أضحت الكمامات جزءا أساسيا من المشهد العام في البلد، كما اتخذت عدة مؤسسات إجراءات بتشجيع العمل من البيت أو تقليل نسبة حضور الموظفين في المكاتب. وأدت الجائحة إلى التفكير في تغيير نمط الحياة، خصوصا التباعد الاجتماعي مع التركيز على اللقاءات الافتراضية. كما أثرت الجائحة على النظام التعليمي بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق المدارس في بعض الفترات، ما خلق مخاوف من تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa-Zentralbild/dpa/picture alliance
توقعات بتعافي الاقتصاد
تضررت قطاعات كثيرة من الجائحة وخسر ناس كثر أعمالهم وتراجع النمو الاقتصادي كما ارتفعت نسبة التضخم ومعدل إفلاس الشركات، لكن مع ذلك حافظت ألمانيا على ريادتها الاقتصادية في أوروبا، وأظهرت عدة مؤشرات إمكانية تعافي تدريجية للبلد. وتوقع معهد الاقتصاد الألماني أن يعود الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ابتداء من 2022، كما أن الوضع لم يصل في تدهوره إلى أزمة عام 2009 التي تم في النهاية تجاوزها.