بعد بوادر حلحلة أزمة اليمن.. ترحيب ألماني بمحادثات سياسية
٣ ديسمبر ٢٠١٨
أعربت الحكومة الألمانية عن أملها في أن تسفر محادثات سلام محتملة من أجل اليمن عن تحسن الأوضاع الإنسانية للمواطنين هناك على وجه الخصوص، فيما أكدت طهران عن دعمها لمحادثاث السلام حول اليمن المقرر عقدها في السويد.
إعلان
قالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية بشأن محادثات السلام اليمينية اليوم (الاثنين الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 2018) إنه من المرحب به للغاية "أن يكون هناك في المستقبل القريب محادثات سياسية تحت قيادة المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث". تجدر الإشارة إلى أن هناك معلومات غير مؤكدة تشير إلى احتمال بدء محادثات سلام بشأن اليمن منتصف هذا الأسبوع في ستوكهولم بالسويد. وقالت المتحدثة "نأمل في محفزات أولية"، موضحة أنه يتعين أولا وقف إطلاق النار وإجراء تسهيلات إنسانية، مضيفة أنه من الضروري أن يكون هناك محاولة جادة في إنهاء النزاع العسكري والتوصل إلى حل سياسي. ويقاتل متمردون حوثيون في اليمن قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية. تجدر الإشارة إلى أن الأمم المتحدة تصف الوضع في اليمن بأنه أشد أزمة إنسانية في العالم حاليا. ويعاني ملايين المواطنين في اليمن من الجوع أو من عدم الحصول على إمدادات طبية.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم دعمها للحوار اليمني، الذي ترعاه الأمم المتحدة والمرتقب انطلاقه في السويد، وشددت على استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي لحل الأزمة في أقرب وقت. وقالت الوزارة في بيان، نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، القول "إيران تعلن ترحيبها ودعمها للمحادثات، وتدعو جميع الأطراف اليمنية إلى المشاركة البناءة والمسؤولة في محادثات ستوكهولم، وتدعوهم، من خلال اتخاذ خطوات لبناء الثقة، توفير الأرضية اللازمة للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي المعاناة والحصار الظالم ضد الشعب اليمني".
وأضافت أن "الحرب المريرة المستمرة منذ أربع سنوات في اليمن، لم تحقق أيا من الأهداف السياسية والسلطوية لدعاة الحرب، وأفضت فقط إلى تدمير الموارد الاقتصادية والبنية التحتية وموت الآلاف من النساء والأطفال وغيرهم من أبناء الشعب اليمني المضطهد". وشددت على "استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي لحل الأزمة في أقرب وقت ممكن، وعلى الحاجة الملحة لتسريع عملية إرسال المساعدات الإنسانية إلى اليمن". وأكدت على أن "الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة والمأساة الإنسانية في اليمن هي مسؤولية تاريخية تقع على عاتق العالم".
في غضون ذلك، نقل موقع "الجزيرة نت" عن حنان البدوي مسؤولة الإعلام والاتصال بمكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث أن موعد انعقاد المشاورات اليمنية لن يتم الإعلان عنه إلا بعد وصول جميع الأطراف اليمنية إلى المكان المقرر لانعقادها. وقالت "نتمنى ألا تحدث مفاجآت خلال الأيام القادمة، هناك إشارات إيجابية حتى الآن من قبل جميع الأطراف اليمنية". وأوضحت أن المبعوث الأممي والأمم المتحدة يعملان حاليا على إعطاء الأطراف المتفاوضة تطمينات من أجل أن تصل في البداية وتعمل في إطار مناخ مناسب يساعد على حل الأزمة الراهنة والخروج بنتائج مثمرة. ويُعد وصول الأطراف اليمنية إلى السويد خلال الفترة الحالية أهم من تحديد موعد انعقاد المشاورات، التي تحدثت وسائل إعلامية بأنها ستعقد بالسادس من الشهر الحالي، وفق ما لفتت إليه مسؤولة الاتصال الأممية.
ح.ز/ ه.د (د.ب.أ / رويترز)
اليمن في صور.. حكاية الحرب والانقسام وفرص السلام الصعبة
شهد تاريخ اليمن الحديث الكثير من التحولات والحروب والتحالفات وحتى العداوات دفعت هذا البلد الفقير إلى الانزلاق إلى دوامة العنف. وأمام التدهور المتزايد للوضع الإنساني، تعالت الأصوات مؤخرا بضرورة وقف الحرب في اليمن.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Photo/H. Mohammed
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش توصل طرفي النزاع إلى اتفاق لإطلاق النار في الحديدة باليمن. وقبل محادثات السويد بشهر كان غوتيريش قد دعا منذ شهر لوقف فوري "لأعمال العنف" في اليمن والدفع باتّجاه محادثات سلام تضع حداً للحرب، مؤكدا أنه في غياب تحرّك، يمكن أن يواجه ما يصل إلى 14 مليون شخص، أي نصف عدد سكان اليمن، خطر المجاعة في الأشهر المقبلة، مقارنة بتسعة ملايين يواجهون المجاعة حالياً.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Senosi
مدينة الحديدة التي تم التوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار فيها، تعتبر مدينة استراتيجية في اليمن. وتقع على ساحل البحر الأحمر على مسافة 226 كيلومترا من العاصمة صنعاء، ويشكل ميناؤها شريان الحياة لملايين اليمنيين في المدينة والمناطق القريبة منها. وشهدت في الأشهر الأخيرة معارك طاحنة بين قوات الحوثيين المتمردة وقوات الحكومة الشرعية مدعومة بقوات التحالف العربي.
صورة من: picture-alliance/afk-images/H. Chapollion
وجاء تحرك الأمم المتحدة الجديد في الأسابيع الأخيرة في ضوء تغير ملحوظ في موقف الولايات المتحدة من الأزمة في اليمن، حيث أظهرت واشنطن إشارات ضغط على حليفتها السعودية لإنهاء الحرب وإجراء محادثات سلام. فقد دعا وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس أطراف الصراع في اليمن إلى الانضمام إلى "طاولة مفاوضات على أساس وقف لإطلاق النار".
صورة من: Getty Images/AFP
بعد عقود من تقسيمه إلى جنوب وشمال واعتناق إيديولوجيتين مختلفتين تماماً، جاء توحيد شطري اليمن عام 1990 إثر انهيار دول المعسكر الاشتراكي، حيث قامت دولة واحدة تحت قيادة الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح.
صورة من: picture-alliance/dpa
لكن بعد نحو أربعة أعوام اندلعت حرب أهلية، ففي أبريل/ نيسان 1994 وقع تبادل لإطلاق النار في معسكر تابع لليمن الجنوبي قرب صنعاء، وسرعان ما تطورت لحرب كاملة في 20 مايو/ أيار وقامت حرب 1994 الأهلية في اليمن بعد ثلاثة أسابيع من تساقط صواريخ سكود على صنعاء، وأعلن علي سالم البيض نفسه رئيساً على دولة جديدة سماها جمهورية اليمن الديمقراطية من عدن.
صورة من: picture-alliance/dpa
ولم يعترف أحد بالدولة الجديدة التي أعلنها البيض، لكن السعودية، اللاعب الإقليمي الرئيس في الساحة اليمنية، عملت على إخراج اعتراف من مجلس التعاون الخليجي بالدولة الجديدة، لكن صالح أفشل الجهود السعودية وحال دون انفصال الجنوب عن الشمال مجدداً.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
بعد سلام لسنوات قليلة، سرعان ما عادت الحرب إلى ربوع اليمن، حين احتج الحوثيون على تهميشهم، وخاضوا من عام 2003 حتى 2009 ست حروب مع قوات صالح ومن ثم حرباً مع السعودية.
صورة من: AFP/Getty Images
في خضم احتجاجات ما يُسمى بـ"الربيع العربي" عام 2011 ضعف حكم الرئيس صالح، لكنها قادت إلى انقسامات في الجيش، ما سمح لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب بالسيطرة على مساحات كبيرة في شرق البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد عام من الاحتجاجات والاعتصامات والكثير من الضحايا تنحى الرئيس السابق علي عبد الله صالح عام 2012 في إطار خطة للانتقال السياسي تدعمها دول خليجية. وضمن الاتفاق أيضاً أصبح عبد ربه منصور هادي رئيساً مؤقتاً ليشرف على "حوار وطني" لوضع دستور شامل على أساس اتحادي.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Huwais
في خضم ذلك ومحاولات الرئيس صالح وحلفائه تقويض عملية الانتقال السياسي في البلاد وفق المبادرة الخليجية، ازداد انتشار تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عام 2013، رغم الهجمات العسكرية عليه والضربات بطائرات دون طيار، وبات يشن هجمات في مختلف أنحاء البلاد.
صورة من: Reuters
ولم يمض عام حتى تقدم الحوثيون بسرعة انطلاقاً من معقلهم في صعدة وسيطروا على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014 بمساعدة صالح والقوات المتحالفة معه، وطالبوا بالمشاركة في السلطة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Hani Mohammed
عام 2015 حاول هادي إعلان دستور اتحادي جديد يعارضه الحوثيون وصالح، ورغم أنه فشل في ذلك لكنه نجح في الهروب من مطاردة الحوثيين له ولجأ إلى السعودية. وبدء التدخل السعودي العسكري في مارس/ آذار بتحالف عسكري عربي تم تجميعه على عجل. بعد شهور يدفع التحالف الحوثيين والموالين لصالح إلى الخروج من عدن في جنوب اليمن وفي مأرب إلى الشمال الشرقي من صنعاء لكن الخطوط الأمامية تستقر لتبدأ فترة جمود.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Photo//Yemen's Defense Ministry
عام 2016 استغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الفوضى من جديد وأعلن عن إقامة دويلة حول المكلا في شرق اليمن الأمر الذي أثار مخاوف من أن الحرب ستؤدي إلى تصاعد نشاط المتشددين من جديد. الإمارات عملت على مساندة القوات المحلية في معركة لوضع نهاية لوجود التنظيم هناك.
صورة من: AFP/Getty Images
لكن هذه الحروب تركت آثارها على اليمن، فقد انتشر الجوع مع فرض التحالف السعودي حصاراً جزئياً على اليمن واتهامه إيران بتهريب الصواريخ للحوثيين عن طريق ميناء الحديدة مع الواردات الغذائية. وإيران تنفي هذا الاتهام.
كما تسببت الغارات جوية التي شنها التحالف في مقتل مئات المدنيين، ما دفع منظمات حقوقية إلى إطلاق تحذيرات، غير أن الدعم الغربي للسعودية وحلفائها لم ينقطع.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Hyder
عام 2017 يمكن تسميته بعام حرب الصواريخ، فقد بات الحوثيون يطلقون عدداً متزايداً من الصواريخ على عمق الأراضي السعودية بما في ذلك الرياض.
صورة من: Reuters/Houthi Military Media Unit
وفي خضم هذه التطورات المستعرة ظهرت خلافات بين صالح وحلفائه الحوثيين، فرأى صالح فرصة لاستعادة أسرته للسلطة من خلال الانقلاب على حلفائه الحوثيين لكنهم قتلوه أثناء محاولة الهرب منهم نحو عدو الأمس السعودية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
أطلقت القوات التي يدعمها التحالف السعودي بما فيها بعض القوات التي ترفع علم الانفصاليين في الجنوب عملية على ساحل البحر الأحمر في مواجهة الحوثيين بهدف انتزاع السيطرة على ميناء الحديدة آخر نقاط الإمداد الرئيسية لشمال اليمن، حيث تدور معارك شرسة.