بعد تأجيل عودته الرومانسية.. ميسي على خطى بيليه وكرويف
١٦ يوليو ٢٠٢٣
عقب انتهاء تجربة دامت عامين في باريس سان جرمان الفرنسي، وقع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي رسميا عقدا مع إنتر ميامي، متطلعا إلى مجد جديد وهو على مشارف السادسة والثلاثين وسائرا على طريق بيليه وكرويف في الملاعب الأمريكية.
إعلان
وقع النجم الأرجنتيني بطل العالم ليونيل ميسي رسمياً عقداً مع إنتر ميامي يربطه بنادي الدوري الأمريكي "أم أل أس" لكرة القدم حتى 2025 مع طموح مواصلة بناء "هذا المشروع الجميل"، وفق البيان الصادر السبت عن فريقه الجديد.
وقال ميسي "أنا متحمس جداً لبدء هذه الخطوة التالية في مسيرتي مع إنتر ميامي وفي الولايات المتحدة. هذه فرصة رائعة ومعاً سنواصل بناء هذا المشروع الجميل. الفكرة هي أن نعمل معاً من أجل تحقيق الأهداف التي وضعناها، وأنا أتطلع بفارغ الصبر كي أبدأ بالمساعدة هنا في موطني الجديد".
على مشارف السادسة والثلاثين، يمكن لليونيل ميسي أن يضع حداً لمشواره راضياً بأن مسيرته المجيدة قد اكتملت، بعدما قاد منتخب الأرجنتين للفوز بكأس العالم في قطر العام الماضي. فقد ضمن أسطورة برشلونة إرثه كأفضل من مرّ في جيله، وربما يجلس الآن على منصة الأساطير التاريخيين إلى جانب الراحلين مواطنه دييغو أرماندو مارادونا والبرازيلي بيليه.
لكن يبدو أنه ليس مستعداً لترك اللعبة بعد، عقب انتهاء تجربة دامت عامين في باريس سان جرمان الفرنسي. انعكس ذلك معضلة لميسي في عملية بحثه عن وجهته التالية. كل الأندية تبقى مستعدة وبكل سرور لضمّ الفائز بالكرة الذهبية سبع مرات، حتى بنسخة متقدمة بالسنّ.
عودة رومانسية
لكن التعاقد مع ميسي الذي بلغ راتبه السنوي في باريس 30 مليون يورو (32 مليون دولار) بعد الضرائب، يبقى باهظاً رغم ذلك، ما ترك للاعب نفسه عدداً محدوداً من الأندية القادرة على ضمّه. لذلك تأجلت عودته الرومانسية إلى نادي الطفولة نيولز أولد بويز في مسقط رأسه بروزاريو.
أراد برشلونة استعادة ميسي، وكادت الخطوة لتكون قصة عشق أيضاً. وفي مرحلة ما، بدا الانتقال إلى الشرق الأوسط أمراً لا مفرّ منه، لكن جاذبية الدوري الأميركي لكرة القدم (أم أل أس) أثبتت أنها لا تقاوم. بالانتقال إلى الولايات المتحدة، ماثل ميسي ما فعله بيليه في منتصف الثلاثينيات من عمره، على غرار الهولندي يوهان كرويف أيضاً.
وكان الإنكليزي ديفيد بيكهام آخر اللاعبين الكبار الذين انتقلوا إلى الولايات المتحدة باعتباره أيقونة عالمية فعلية، عندما انضمّ في العام 2007 في الـ32 من عمره إلى لوس أنجليس غالاكسي. في ذلك الوقت، كان ميسّي يبرز على الساحة العالمية، بعدما شارك للمرة الأولى مع برشلونة بعمر السابعة عشرة في العام 2004.
لعب الأرجنتيني مرتين ضد بيكهام في الكلاسيكو، وهي مباراة سجل فيها ثلاثية عندما كان مراهقاً في التعادل 3-3 في آذار/ مارس 2007.
لكن كرة القدم تغيّرت في السنوات التي تلت ذلك، بينما أثبت ميسي نفسه كواحد من أفضل اللاعبين على الإطلاق في هذه اللعبة.
تأثير خليجي
كان التأثير الخليجي محورياً في هذا التحول، وأدّى إلى انتقال ميسي إلى باريس سان جرمان المملوك قطرياً في عام 2021، عندما لم يكن برشلونة قادراً على تحمّل كلفة تجديد عقد "البرغوث". وهكذا، كان ميسي لاعباً في باريس سان جرمان عندما رفع كأس العالم في الدوحة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي مرتدياً رداء "البشت" التقليدي الذي لفّه به أمير قطر حينها. لكن ميسي لن يسير على خطى غريمه القديم البرتغالي كريستيانو رونالدو في الانتقال إلى السعودية.
ولا تزال البطولات المحليّة الرائدة في أوروبا، ودوري أبطال أوروبا، قمّة منافسات الأندية، وقد قيل إن ميسي يريد البقاء في القارّة على الأقل حتى كوبا أميركا 2024، عندما تدافع الأرجنتين عن لقبها.
وبدلاً من ذلك، ستكون المرحلة التالية من مسيرته، وربما الأخيرة، في البلد الذي يستضيف تلك البطولة، قبل مونديال 2026 المشترك مع كندا والمكسيك.
قد يكون تكريم دولي كبير آخر، هو الشيء الأخير الذي يحفّز الرجل الذي فاز بكل شيء على مدى عقدين من الزمن، من كأس العالم تحت 20 عاماً في عام 2005، إلى المونديال العام الماضي، عندما هزمت الأرجنتين فرنسا بركلات الترجيح في النهائي.
تساءل ميسي بعد تلك المباراة التي سجّل فيها هدفين قبل أن يهزّ الشباك في ركلات الترجيح: "ماذا يمكن أن يكون هناك أكثر بعد هذا؟".
تاريخ فريد مع برشلونة
في تلك اللحظة، حاكى ميسي إنجاز مارادونا في عام 1986، لكن أحداً لا يقدر على مطابقة ما فعله ميسي في برشلونة. فقد سجّل 672 هدفًا في 778 مباراة مع النادي الكاتالوني، وفاز بدوري أبطال أوروبا أربع مرات، والدوري الإسباني في 10 مناسبات.
وأصبح الجناح الشاب المندفع والمعرّض للإصابة قليلاً، والذي احتاج إلى برشلونة لدفع تكاليف علاجه بهرمون النمو عندما كان مراهقاً، مهاجماً وهمياً مدمراً، ولاحقاً صانع الألعاب الأفضل في العالم.
بات اللاعب قصير القامة متخصّصاً بركلات حرّة قاتلة، حتى أنه أجهد عضلات رقبته ليسجل هدفاً كلاسيكياً برأسه في نهائي دوري أبطال أوروبا 2009 ضد مانشستر يونايتد الإنكليزي. بحلول سنواته الأخيرة، أمضى فترات طويلة من اللعب وهو يتجوّل في أطراف الملعب ماشياً، قبل أن تنبض به الحياة.
في هذا السياق قال عنه الإسباني بيب غوارديولا، مدرب برشلونة السابق ومانشستر سيتي الإنكليزي الحالي، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي: "لقد قلت مرات عدة، إنه الأفضل بالنسبة لي. لو لم يفز بكأس العالم، فإن رأيي حيال ما فعله من أجل كرة القدم العالمية لن يتغيّر".
وإذا ما كان ميسي في ذروته ساحراً، فإن العامين الماضيين على مستوى الأندية كانا محبطين، فقد سجّل 32 هدفاً في 75 مباراة مع باريس سان جرمان، وصنع عدداً لا يحصى من الأهداف لكيليان مبابي، وفاز بلقبين فرنسيين.
ورغم ذلك، لم يبد أبداً مستقراً تماماً في باريس مع عائلته الصغيرة، ولم يتمكن من رفع مستوى الفريق في دوري أبطال أوروبا. لقد كان الشعور بأن عبقرياً بات في حالة انحدار، وإن كانت ذروته أعلى من أي شخص قبله. وفي هذا السياق يقول مدرب باريس سان جرمان السابق كريستوف غالتييه عنه: "كان لي شرف تدريب أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم".
ع.غ/ ح.ز (آ ف ب)
طريق الدموع إلى كأس العالم.. ميسي والأرجنتين وأرقام من ذهب
النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي يتوج مسيرته الكروية بالكأس الحلم بعد أن ذرف دموع الهزيمة مرات عدة، محطماً الكثير من الأرقام القياسية التي سيصعب على الأجيال القادمة كسرها. فما هي؟ وكيف كان الطريق إلى الفوز بالكأس؟
صورة من: Diego Radames/AA/picture alliance
بعد غياب طويل عن التتويج
أول لقب كأس عالم لميسي بعد أن غابت الأرجنتين عن التتويج به لـ 36 عاما. وبعد التتويج باللقب قال ليونيل ميسي إنه لا يصدق أن منتخب بلاده لكرة القدم أنهى فترة انتظاره الطويلة للتتويج ببطولة كأس العالم وذلك بعد الفوز المثير على المنتخب الفرنسي في المباراة النهائية لمونديال قطر 2022. حيث سبق للأرجنتين أن خسرت في تلك الفترة المباراة النهائية مرتين في نسختي 1990 و2014.
صورة من: Nick Potts/PA Images/IMAGO
دموع الهزيمة المريرة
شارك ميسي في خمس بطولات لكأس العالم خلال مسيرته وكان قريبا جداً من التتويج بالكأس المنشودة في نهائيات البرازيل عام 2014 لكن فريقه خسر النهائي أمام المنتخب الألماني بهدف في الدقائق الأخيرة، حيث ذرف دموع الهزيمة بعد أن تحطم حلم الطفولة في أن يرفع الكأس الذهبية بطلاً على العالم.
صورة من: Eibner-Pressefoto/picture alliance
الحلم الذي أصبح حقيقة
ليونيل ميسي هو أول لاعب في التاريخ يتوج بجائزة أفضل لاعب في المونديال مرتين، حيث توج بها في بطولتي 2014 و2022. وفي المرة الأولى التي أرتقى بها المنصة لنيل الجائزة بقيت عيناه تصبوان نحو الكأس المنشودة. التي رفعها بعد ثمانية أعوام من ذلك رفعها بطلاً في قطر ليصبح أول لاعب يخسرها قائداً للفريق ليعود للتتويج بها لاحقاً.
صورة من: Lui Siu Wai/ZUMA Press/picture alliance
الأكثر خوضاً للمباريات في نهائيات كأس العالم
بمجرد دخوله إلى مباراة نهائي قطر أمام فرنسا الأحد حطم ميسي رقماً قياسياً مزيحاً النجم الألماني السابق لوتار ماتيوس، إذ بات اللاعب الأكثر خوضاً لمباريات في نهائيات كأس العالم بـ 26 مباراة. وكان ماتيوس قد خاض مبارياته الـ25 في نهائيات 1982 و1986 و1990 و1994 و1998.
صورة من: Robert Michael/dpa/picture alliance
المشاركة في خمس نسخ من كأس العالم
وبمشاركته أصلاً في نهائيات مونديال قطر، وصل ميسي إلى رقم قياسي آخر متمثل بعدد كؤوس العالم التي خاضها (5)، على غرار غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي ودع البطولة من ربع النهائي، وماتيوس أيضاً.
صورة من: CARL RECINE/REUTERS
قائد فريقه في النهائيات
وانفرد ميسي الأحد أيضاً بالرقم القياسي لعدد المباريات في النهائيات التي خاضها كقائد بـ 19 مباراة، متفوقاً على المكسيكي رافايل ماركيس (18)، يليهما مواطنه الأسطورة دييغو مارادونا بـ 16.
صورة من: Tom Weller/picture alliance/dpa
من المجموعات حتى المباراة النهائية
بهدفه الأول في الشباك الفرنسية بات أول لاعب في التاريخ يسجل في دور المجموعات ودور الثمانية وربع النهائي ونصف النهائي ونهائي البطولة ذاتها، وهو رقم لم يسبقه إليه أي لاعب آخر.
صورة من: CARL RECINE/REUTERS
الأكثر خوضاً للدقائق
أضاف "البرغوث" رقماً قياسياً آخر الأحد كأكثر لاعب خوضاً للدقائق في المونديال بعدما رفعه الى 2314، متقدماً على الإيطالي باولو مالديني (2217 دقيقة).
صورة من: DYLAN MARTINEZ/REUTERS
تمريرات حاسمة
كما بات ميسي اللاعب الوحيد الذي قام بتمريرات حاسمة في كل من النسخ الخمس التي شارك فيها، ويأتي من بعده بيليه والبولندي غرزيغورز لاتو ومواطنه دييغو مارادونا والإنكليزي ديفيد بيكهام الذي صنعوا الأهداف في ثلاث نسخ مختلفة.
صورة من: Matthias Koch/picture alliance
يعادل ميروسلاف كلوزه
وأنفرد ميسي بإنجاز آخر فهو اللاعب الوحيد الذي سجل في كأس العالم وهو في سن المراهقة والعشرينيات من عمره والثلاثينيات، حقق ميسي حتى الآن 17 انتصاراً، معادلاً الرقم القياسي المسجل باسم ميروسلاف كلوزه.
صورة من: Jon Hrusa/dpa/picture alliance
رقم قياسي للأرجنتين
الفوز باللقب كتب لبلاد الأرجنتين رقماً قياسياً، فقد باتت أول بلد أول منتخب في التاريخ حامل لقب كوبا أمريكا يتوج بكأس العالم، بعد أن توجت في بطولة كوبا أمريكا 2021 وكان اللقب الأول لميسي في البطولة.
صورة من: Ricardo Moraes/REUTERS
المدرب الأصغر منذ مينوتي
أما المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني ليونيل سكالوني فقد بات أصغر مدرب يحرز كأس العالم بعمر 44 عاما و216 يوماً منذ مواطنه مينوتي مع الأرجنتين حين توج بكأس العالم عام 1978 بعمر 40 عاماً.
صورة من: Jose Breton/NurPhoto/picture alliance
ثالث مدرب
كما بات سكالوني أيضاً ثالث مدرب في التاريخ يتوج ببطولتي كوبا أمريكا وكأس العالم بعد ماريو زاغالو (مونديال 1970 وكوبا أمريكا 1997)، وكارلوس ألبرتو بيريرا (مونديال 1994 وكوبا أمريكا 2004).
صورة من: Kyodo/picture alliance
التسجيل في البطولات الكبرى
ليونيل ميسي أكثر لاعب من أمريكا الجنوبية يسجل أهداف في البطولات الكبرى بـ 26 هدفا (13 منها في كأس العالم، و13 أخرى في كوبا أمريكا)، بعدما كسر رقم الظاهرة البرازيلي رونالدو 25 هدفاً (15 في كأس العالم، 10 في كوبا أمريكا).
صورة من: MAURICE VAN STEEN/ANP/picture alliance
المجد الأبدي لميسي
تصدر عنوان "المجد الأبدي لميسي" الصحافة الأرجنتينية، ما يعكس الشعور العام السائد في الأرجنتين التي انتظرت قرابة عشرين عاماً أن ينجح نجمها في رفع الكأس الوحيدة الغائبة عن خزائنه، والانضمام الى الأسطورة الراحل دييغو مارادونا الذي منح البلاد لقبها الثاني عام 1986.
صورة من: JAVIER SORIANO/AFP/Getty Images
من الجنون ما حدث
بعد فوزه باللقب قال ميسي: "من الجنون أن ذلك حدث، لكنه مذهل. إنه لأمر مدهش أن تنتهي بهذه الطريقة. لقد قلت سابقًا إن الله سوف يمنحني هذا اللقب، لا أعرف لماذا ولكني شعرت أنها ستكون هذه المرة". واستبعد ميسي إمكانية إعتزال اللعب الدولي بعد تتويجه بلقب كأس العالم. وأوضح: "أريد أن أخوض بعض المباريات الأخرى كبطل العالم".
صورة من: Manu Fernandez/AP Photo/picture alliance
تهنئة من بيليه
هنأ الأسطورة البرازيلي بيليه ميسي وواسى مبابي بعد نهائي مونديال 2022. وكتب بيليه عبر منصة إنستغرام: "تهانينا للأرجنتين، دييجو يبتسم الآن". وأبدى النجم البالغ من العمر 82 عاما تعاطفه مع كيليان مبابي، والذي خسر اللقب رغم تسجيله هدفين من ضربة جزاء وسجل هدفا آخر ليصبح ثاني لاعب يسجل هاتريك في تاريخ المباريات النهائية بكأس العالم منذ النجم الإنجليزي السابق جيف هيرست عام 1966.
صورة من: Hans-Jürgen Schmidt/HJS-Sportfotos/picture alliance