بعد قرار المحكمة المثير للجدل بإسقاط تهم التآمر لقتل متظاهرين عن الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر "لا يمكنها أن تعود أبدا للوراء"، مشددا أيضا على ضرورة احترام استقلالية القضاء.
إعلان
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في بيان نشره مكتب الرئاسة إن "مصر الجديدة التي تمخضت عن ثورتي الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني (2011) والثلاثين من يونيو/حزيران (2013) ماضية في طريقها نحو تأسيس دولة ديمقراطية حديثة قائمة على العدل والحرية والمساواة ومحاربة الفساد"، وأضاف بأن مصر التي "تتطلع نحو المستقبل لا يمكنها أن تعود أبدا للوراء". وصدر بيان السيسي مساء أمس الأحد (30 نوفمبر/تشرين الثاني 2014) بعد يوم من صدور قرار محكمة مصرية أسقط تهم التآمر لقتل المتظاهرين ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك وبرأه من تهم الفساد في إعادة محاكمته.
حسني مبارك يشغل المصريين منذ 33 عاماً
شغل الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك الرأي العالم المصري منذ عقود، وحتى وبعد أكثر من ثلاث سنوات من تنحيته من منصبه. فبعد إعلان حكم البراءة خرجت مظاهرات حاشدة ضده.
صورة من: AP
قضت محكمة جنايات القاهرة بعدم جواز نظر الدعوى الجنائية ضد الرئيس الأسبق مبارك ووزير داخليته في إعادة محاكمتهم بقضية تتصل بقتل متظاهرين إبان ثورة 2011 التي أنهت حكم مبارك الذي امتد لثلاثين عاماً.
صورة من: AFP/Getty Images/M. El Shahed
بعد إعلان حكم البراءة بحق الرئيس السابق، خرج المئات في ساحة التحرير في القاهرة منددين بالحكم ورافعين شعارات ضد حكم الجيش. وأدت المواجهات بين الطرفين إلى مقتل شخصين وجرح العشرات.
صورة من: AFP/Getty Images/M. El Shahed
استقبل أنصار الرئيس الأسبق الحكم بالاحتفالات والبهجة، فيما سيبقى مبارك مسجوناً في مستشفى عسكري في القاهرة لإنهاء عقوبة بالسجن ثلاث سنوات في قضية أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Elfiqi
من جانبه علق الرئيس السيسي على الحكم بالقول: "لا يجوز التعقيب على الأحكام القضائية عملاً بالدستور المصري الذي كفل للقضاء المصري استقلالية تامة"، وإن "مصر الجديدة ماضية في طريقها نحو تأسيس دولة ديمقراطية قائمة على العدل والحرية والمساواة".
صورة من: Reuters/The Egyptian Presidency
موقعة الجمل بميدان التحرير وهجوم مجهولين يمتطون الجمال والبغال على المتظاهرين المشاركين بثورة 2011. وتمت تبرئة الرئيس الأسبق، من اتهامات بالتورط في قتل 846 متظاهراً أثناء الثورة.
صورة من: AP
في 11 شباط/ فبراير 2011 تنحى مبارك عن الحكم بضغط من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتولى الحكم بعده بصورة مؤقتة الرئيس السابق للمجلس المشير محمد طنطاوي.
صورة من: dapd
الرئيس الأسبق محمد مرسي مع المشير محمد طنطاوي. الأخوان المسلمين اتهموا الجيش بأنهم بقايا نظام مبارك. وفي 12 آب/ أغسطس 2012 أقال مرسي قائد الجيش المشير محمد حسين طنطاوي من منصبه.
صورة من: Reuters
في 30 حزيران/ يونيو 2013 خرج الملايين في شوارع المدن المصرية مطالبين بتنحي الرئيس مرسي عن الحكم وتصحيح الثورة التي قامت ضد مبارك. أنصار الأخوان المسلمين اتهموا المتظاهرين بأنهم "فلول" نظام مبارك.
صورة من: Reuters
وكان محمد حسني مبارك قد تولى الحكم سنة 1981 بعد اغتيال سلفه الرئيس أنور السادات، وكان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية آنذاك. الكاتب: زمن البدري.
صورة من: AP
9 صورة1 | 9
وكان مبارك يحاكم على دوره في قمع التظاهرات الضخمة التي حصلت في يناير/ كانون الثاني وفبراير/شباط 2011 وأدت إلى إطاحته بعد ثلاثين عاما في السلطة، وقتل خلالها أكثر من 846 شخصا. وقال السيسي "لا يجوز التعقيب" على الأحكام القضائية عملا بالدستور المصري الذي "كفل للقضاء المصري استقلالية تامة". وكلف الحكومة "بمراجعة الموقف بالنسبة لتعويضات ورعاية أسر شهداء ومصابي الثورة". كما أعلن "تكليف لجنة الإصلاح التشريعي بدراسة التعديلات التشريعية على قانون الإجراءات الجنائية" التي أوصت بها المحكمة التي مثل أمامها مبارك والتي بررت قرار إسقاط التهم بحقه بوجود نقاط إجرائية غامضة في القانون. وبعد إعلان قرار المحكمة تجمع نحو ألف متظاهر قرب ميدان التحرير، مركز ثورة 2011 التي أسقطت مبارك، للتنديد به.
ويتهم الناشطون والمدافعون عن حقوق الإنسان بانتظام السيسي بإقامة نظام أكثر تسلطا من نظام مبارك منذ توليه السلطة عقب الإطاحة بسلفه الرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو/تموز 2013. ومنذ ذلك الحين قتل ما لا يقل عن 1400 من أنصار مرسي معظمهم من المتظاهرين فيما اعتقل أكثر من 15 ألف شخص وحكم على مئات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين بالإعدام في محاكمات جماعية سريعة. كما تستهدف السلطة أيضا المعارضة العلمانية واليسارية وقد اعتقلت عشرات الناشطين الشبان بتهمة مخالفة قانون مثير للجدل يحد من حق التظاهر.