بعد تدهور صحة نافالني- قلق أوروبي وتحذيرات أمريكية لروسيا
١٨ أبريل ٢٠٢١
بعد تحذير أطباء من أن أليكسي نافالني "قد يموت في أي لحظة"، حذرت أمريكا روسيا من فرض عقوبات عليها "إذا توفي" المعارض الروسي، في حين أبدى الاتحاد الأوروبي قلقه بشأن صحته، ودعت ألمانيا إلى توفير العناية الطبية له.
إعلان
حذّر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الأحد (18 نيسان/أبريل) من أن روسيا ستواجه "عواقب" إذا توفي أليكسي نافالني المعارض الأبرز للكرملين والمضرب عن الطعام في سجنه.
وقال سوليفان لشبكة سي إن إن: "في ما يتعلق بالإجراءات التي سنتخذها، نحن نبحث في مجموعة من العقوبات التي قد نفرضها ولن أفصح عنها في هذه المرحلة، لكننا أعلنا أنه ستكون هناك عواقب إذا توفي نافالني". وأضاف سوليفان أن البيت الأبيض أبلغ الكرملين بأن موسكو "ستحاسب من المجتمع الدولي" على ما سيحدث لنافالني أثناء احتجازه في روسيا.
ولفت سوليفان إلى أن البيت الأبيض أوضح موقفه لروسيا بشكل مباشر وأن "أفضل طريقة للتعامل مع هذه القضية هي بخصوصية ومن خلال القنوات الدبلوماسية مع أعلى مستويات الحكومة الروسية".
"قلق" أوروبي
وأعرب الاتحاد الأوروبي الأحد عن "قلقه البالغ" بشأن التقارير التي تفيد بأن صحة نافالني تتدهور في السجن ودعا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عنه". وصرح وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان أن الأمر مدرج على جدول أعمال مؤتمر افتراضي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيعقد يوم الاثنين. اقرأ أيضاً: نافالني يتهم حرس السجن بتعذيبه وأنصاره يتحدثون عن تدهور صحته
وضمت ألمانيا وفرنسا الأحد صوتيها إلى الاحتجاجات الدولية المتنامية على الطريقة التي يعامل بها نافالني. وحث وزير الخارجية الألماني هايكو ماس السلطات الروسية الأحد على توفير "العناية الطبية المناسبة" لنافالني نظراً إلى تدهور وضعه الصحي. وطالب ماس في مقابلة مع صحيفة "بيلد" بحصول المعارض الرئيسي للكرملين "على أطباء يثق بهم"، مضيفاً أن "حقه بالعناية الطبية يجب أن يكون مضموناً من دون أي تأخير".
من جانبه أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأحد أن فرنسا "قلقة للغاية" حيال الوضع الصحي لنافالني، متحدثاً عن تحمّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "مسؤولية كبيرة" في ذلك.
وصرّح لوريان عبر قناة "فرانس 3" الرسمية أن "وضع نافالني مقلق للغاية"، مضيفاً: "آمل أن تُتخذ تدابير لضمان السلامة الجسدية لنافالني والإفراج عنه أيضاً"، وتابع: "توجد هنا مسؤولية كبيرة للرئيس بوتين".
"قد يموت في أي لحظة"
وبدأ نافالني، البالغ من العمر 44 عاماً، إضراباً عن الطعام في 31 آذار/مارس للمطالبة بعلاج طبي مناسب لآلام الظهر والخدر الذي يعانيه في ساقيه ويديه. ويوم السبت، قال أطباء نافالني إن صحته تدهورت بسرعة وطالبوا مسؤولي السجن بالسماح لهم برؤيته على الفور. اقرأ أيضاً: نواب ألمان يصفون ظروف احتجاز نافالني بأنها "تعذيب ممنهج"
وقال طبيب أمراض القلب ياروسلاف أشيخمين: "مريضنا يمكن أن يموت في أي لحظة" مشيراً إلى مستويات البوتاسيوم المرتفعة في دم نافالني، موضحاً أنه يجب نقله إلى العناية المركزة.
لكن السفير الروسي في بريطانيا أندريه كيلين قال لشبكة "بي بي سي" الأحد إن نافالني "لن يموت في السجن"، وأضاف: "بالطبع، لن يترك ليموت في السجن، لكن يمكنني القول إن نافالني يتصرف بطريقة همجية"، وتابع: "هدفه العام من كل ذلك هو جذب الانتباه إليه بالقول إنه يعاني ألماً في يده اليسرى. وغداً في ساقه". وأكد كيلين: "إذا تصرف بشكل طبيعي ستتاح له فرصة إطلاق سراحه في وقت مبكر".
وألقي القبض على نافالني في كانون الثاني/يناير لدى عودته إلى روسيا بعد فترة نقاهة أمضاها في ألمانيا عقب تعرضه لعملية تسميم اتهم موسكو بالوقوف خلفها.
م.ع.ح/خ.س (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.