تتولى أوروبا زمام الدعم العسكري لأوكرانيا، وسط حالة من عدم اليقين تحيط بدور الولايات المتحدة المستقبلي، في ضوء عدم تقديمها تعهدات جديدة بدعم أوكرانيا واتصالاتها مع روسيا ومساعيها لإنهاء الحرب.
تعهد الحلفاء الأوروبيون بتوفير مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا مع تراجع الدعم الأمريكي صورة من: Wiktor Dabkowski/picture alliance
إعلان
تنفس حلفاء أوكرانياالأوروبيون الصعداء يوم الجمعة (11 إبريل/ نيسان 2025) عندما شارك وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث عبر الفيديو في اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية لأوكرانيا الذي عُقد في بروكسل لتنسيق المساعدات العسكرية لأوكرانيا. فحتى ذلك الحين، لم يكن واضحا ما إذا كان وزير الدفاع الأمريكي سيشارك في الاجتماع.
وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي عن نظيره الأمريكي "إنه مسافر، لكنه مصمم على الانضمام إلينا"، جاء ذلك أثناء دعوته إلى عقد اجتماع يضم نحو 50 دولة في مقر قيادة حلف الناتو في بروكسل.
وقد تأسست مجموعة الاتصال الدفاعية لأوكرانيا بمبادرة من سلف هيغسيث، وزير الدفاع الأمريكي السابق لويد أوستن، في عام 2022 بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. وانضمت إلى المجموعة دول عديدة من خارج الناتو أيضا، تشارك في اجتماعات المجموعة وتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي.
ومع تركيز إدارة ترامب الآن على دفع روسيا وأوكرانيا إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، ترأست المملكة المتحدة وألمانيا اجتماع يوم الجمعة في بروكسل.
حلفاء أوكرانيا يتعهدون بتقديم مساعدات اضافية
02:40
This browser does not support the video element.
ألمانيا: تغير نهج الولايات المتحدة بشكل واضح
العديد من الأوروبيين كانوا يأملون أن يكون تولي دول أخرى قيادة المجموعة أمرا مؤقتا. وصرحت وزيرة الدفاع الهولندية السابقة كايسا أولونغرين لـ DW أن هذا الترتيب، مع تنحي الولايات المتحدة جانبا، "قد تم تقديمه، للعالم الخارجي على الأقل، كحدث عابر". وقالت إن الأمر "يبدو الآن وكأنه انسحاب من الجانب الأمريكي من هذه المؤسسة التنسيقية"، وأضافت "لا أعرف كيف أفسر ذلك".
إعلان
لدى وصوله إلى مقر حلف الناتو يوم الجمعة، كان وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس صريحا بشأن الغموض المحيط بدور واشنطن المستقبلي. وقال للصحفيين: "من الظلم تجاهل حقيقة أن الإدارة الأمريكية قد غيرت نهجها". وأضاف "لقد تغير بوضوح الشغف والموثوقية التي دعمت بهما الولايات المتحدة أوكرانيا على مدى السنوات الثلاث الماضية، وخاصة بقيادة لويد أوستن (وزير الدفاع الأمريكي السابق)".
قادة أوروبا يناقشون خطط دعم أوكرانيا في مرحلة ما بعد الحرب والمضي قدمًا نحو وقف إطلاق النار ومواصلة الضغط على روسيا
02:04
This browser does not support the video element.
تعهدات جديدة من الحلفاء الأوروبيين
صرحت مصادر مقربة من المحادثات لـ DW أن تصريحات هيغسيث للمجموعة كانت "واقعية"، وهي تكرار لرسائل سبق أن تلقتها دول الناتو من إدارة الرئيس دونالد ترامب، ولم تتضمن أي مطالب جديدة. وأكدت المصادر عدم وجود تعهدات جديدة من الولايات المتحدة بدعم أوكرانيا، وهو ما يتماشى مع التوجه السائد منذ تولي ترامب منصبه.
مع ذلك، بدا وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف ثابتا في موقفه. وصرح للصحفيين "الولايات المتحدة تقف إلى جانبنا وتركز على السلام، ونحن نعمل معا. مهمتنا هي تحقيق ذلك".
ولكن ما كان يحدث خارج بروكسل قد يكون أكثر أهمية لمستقبل أوكرانيا. فمع اختتام مجموعة الدعم اجتماعها في مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وصل المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إلى روسيالإجراء محادثات جديدة بشأن إنهاء الحرب.
أعده للعربية: عارف جابو
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.