بعد تردد.. الغرب يزود أوكرانيا بمدرعات، فما مواصفاتها؟
١١ يناير ٢٠٢٣
بعد تردد وانتظار لأشهر قررت الولايات المتحدة وألمانيا تقديم ناقلات جند مدرعة لأوكرانيا، وكانت فرنسا قد سبقتهما بالإعلان عن نيتها تسليم أوكرانيا دبابات استطلاع تقول إنها "قتالية خفيفة". فما هي مواصفاتها وقدراتها القتالية؟
إعلان
ناشدت أوكرانيا حلفاءها الغربيين كثيرا وبدون جدوى، لتزويدها بناقلات جند مدرعة ودبابات قتالية. لكن الآن تغير الوضع وستحصل على مدرعات فقط وليس دبابات قتالية تطالب بها منذ بدء الحرب. فما هي المدرعات التي ستحصل عليها الآن؟
ماردر.. ناقلة الجند الألمانية المدرعة
قررت ألمانيا دعم أوكرانيا بناقلة الجند المدرعة ماردر. وهي مخصصة لنقل جنود المشاة إلى المعركة وتوفر لهم الدعم الناري كما تؤمن لهم الحماية من نيران العدو. وبالتالي فهي سلاح متعدد الاستخدام. وفيها مكان لستة إلى سبعة جنود، مزودة بمدفع آلي عيار 20 مم وقذائف موجهة من طراز ميلان التي يمكن إطلاقها على أهداف أرضية وجوية.
كما أنها مزودة بنظام تهوية وقائي للحماية من هجمات الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية، ونظام غوص هيدروليكي، حيث تستطيع الغوص وعبور حواجز مائية بعمق مترين.
ويقول باتريك زينسبورغ، رئيس جمعية جنود الاحتياط في الجيش الألماني لمجموعة "آر دي إن" الإعلامية الألمانية عن مواصفات وقدرات هذا السلاح "كمركبة قتال مشاة مدرعة، توفر ماردر إمكانية نقل الجنود بسرعة من مكان إلى آخر".
وصحيح أن ماردر ناقلة جند مدرعة قديمة نسبيا ويعود تاريخ صنعها وبداية استخدامها إلى عام 1971، فإنها أثبتت فعاليتها سواء لدى الجيش الألماني أو الجيوش الأخرى، ولا تزال مستخدمة بفعالية حتى الآن، وذلك بفضل تطويرها وتحسينها باستمرار. كما تم استخدامها في كوسوفو وأفغانستان أيضا.
وتستطيع الغوص وعبور حواجز مائية حتى عمق 1,20 متر، وتصل سرعتها إلى 65 كم/سا وتقطع مسافة 400 كيلومتر. ويمكن نقلها جوا أيضا بواسطة طائرات الشحن الكبيرة.
وقد تم تصميم هذه الناقلة المدرعة لاستخدامها مع دبابات آبرامز M1 الأمريكية، ضد قوات مشاة ودبابات العدو. ولكن يمكن استخدام برادلي M2 بمفردها أيضا بمعزل عن دبابة آبرامز.
ومنذ دخولها الخدمة عام 1981 وتصنيع أكثر من 6 آلاف قطعة منها، تعتبر واحدة من أكثر ناقلات الجند المدرعة انتشارا في العالم. وقد استخدمتها الولايات المتحدة في كل عملياتها العسكرية الكبيرة سواء في حرب الخليج الثانية عام 1991 أو غزو العراق عام 2003 كما في أفغانستان.
دبابة الاستطلاع الفرنسية AMX-10 RC
وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، AMX-10 RC كدبابة قتالية "خفيفة"، لكن هذا ليس دقيقا ومبالغ فيه، فهي ليست دبابة قتال حقيقية، وإنما مدرعة استطلاع ذات دفع رباعي، مزودة بمدفع كبير نسبيا من عيار 105 مم، ويتم انتاجها منذ عام 1976.
وبما أنها غالبا ما تستخدم لاستطلاع أرض المعركة، فإن دبابة الاستطلاع يجب أن تكون رشيقة وهادئة. ومن خلال الدفع بالعجلات ووزنها الخفيف تصل سرعتها إلى 85 كم/سا وتستطيع قطع مسافة 800 كيلومتر، في حين أن المدرعات المجنزرة تقطع نصف هذه المسافة.
ورغم مدفعها الكبير نسبيا، فإنها لا تستطيع الصمود أمام دبابة قتالية. وقد تم استخدامها في العمليات القتالية في كوسوفو وتشاد والعراق وأفغانستان ومالي.
أوكرانيا لن تحصل على دبابات ليوبارد 2
تنتج ألمانيا دبابات ليوبارد 2 القتالية منذ عام 1978 وقد تم إدخال تحسينات كثيرة عليها على مر السنين، ويعتزم الجيش الألماني تنسيقها وإخراجها من الخدمة عام 2030. وبما أنها مرغوبة جدا ويتم تصديرها بكميات كبيرة نسبيا، تنتج شركة "كراوس- مافاي فيغمان/ Krauss-Maffei Wegmann" طرازات عديدة مختلفة منها، تناسب حاجة كل زبون.
كما تم منح ترخيص تصنيعها خارج ألمانيا أيضا. والطراز الأقدم منها ليوبارد 1، تم انتاج وبيع عدد كبير جدا منها ولا تزال عدة جيوش في مختلف أنحاء العالم تستخدمها بفعالية. والغرض من استخدام دبابات ليوبارد القتالية، هو الدفاع ضد تشكيلات العدو المدرعة.
وبالنسبة للمواصفات القتالية، فإن ليوبارد 2 مزودة بمدفع عيار 120 مم، تستطيع الرمي أثناء الحركة والوقوف على أهداف ثابتة ومتحركة. وبتسليحها بمعدات إضافية يمكنها الغوص وعبود حواجز مائية حتى عمق 4 أمتار. ويمكن أن تؤمن الحماية من الأسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية حتى 48 ساعة.
وهي مزودة بمحرك قوته 1500 حصان وتصل سرعتها إلى 48 كم/سا. لكن وزنها الثقيل الذي يصل إلى 60 طنا يعتبر مشكلة بالنسبة للجسور. وقد أثبتت دبابة ليوبارد فعاليتها في أفغانستان كما أفاد جنود كنديون ودنماركيون أيضا، وخاصة تأمين حماية جيدة ضد الهجمات التي تعرضوا لها.
كريستوف هاسلباخ/ عارف جابو
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة