بعد تصريحات ترامب.. تراشق لفظي بين ألمانيا والصين حول تايوان
١٩ أغسطس ٢٠٢٥
اتهم وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول الصين وكوريا الشمالية بتهديد الاستقرار الدولي عبر أعمال عدوانية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وقال فاديفول خلال زيارته لقاعدة الأسطول الأمريكي السابع وقاعدة بحرية يابانية في يوكوسوكا، جنوبي طوكيو، اليوم (الثلاثاء 19 أغسطس / آب 2025) "ينطبق دائما ما يلي: يجب عدم إحداث إزاحة في الحدود بالقوة: لا في أوروبا، ولا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ولا في أي مكان آخر في العالم". وصرح فاديفول للصحفيين بأن القاعدة البحرية تبرز بوضوح أهمية الشراكات القوية من أجل السلام والأمن والاستقرار، مضيفا أن هذا الموقع بالغ الأهمية للحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
من جهتها، ردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في بكين ماو نينغ في مؤتمر صحافي دوري، بالقول إن الوضع في بحري الصين الشرقي والجنوبي "لا يزال مستقرا بشكل عام". وأضافت "نحث الأطراف المعنية على احترام دول المنطقة، وحل القضايا عبر الحوار والمشاورات والحفاظ على المصلحة المشتركة المتمثلة في السلام والاستقرار، بدلا من التحريض على المواجهة وتصعيد التوترات". وتابعت "مسألة تايوان شأن داخلي صيني".
أكبر أسطول أمريكي في الخارج
وأعرب الوزير عن قلق بلاده إزاء تصاعد التوترات في المنطقة، وذلك في ضوء أن اليابان والولايات المتحدة شريكتان وثيقتان في مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى.
ويعد الأسطول الأمريكي السابع أكبر وحدة بحرية متمركزة بشكل دائم خارج الولايات المتحدة. ويعيش، ويعمل، في قاعدة يوكوسوكا أكثر من 26 ألف جندي أمريكي. وتشمل منطقة العمليات 36 دولة، وتتمركز فيها بشكل دائم ما يصل إلى 70 سفينة حربية، بما في ذلك حاملة طائرات وغواصات.
وقال فاديفول إنه في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يتم مواجهة الصين، التي تسلح نفسها بشكل كبير وتسعى لجعل جيشها رائدا عالميا في التكنولوجيا من خلال استخدام البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي. وفي إشارة إلى بكين، أكد الوزير ضرورة عدم إحداث أي تغيير بصورة منفردة في الوضع الراهن في مضيق تايوان، وأضاف "لأن حظر استخدام القوة المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة ينطبق هنا أيضا، تماما كما هو الحال في بحري الصين الجنوبي والشرقي".
الدور المقلق لكوريا الشمالية
وذكر فاديفول أنه على غرار اليابان وإندونيسيا ودول أخرى في المنطقة، تنظر ألمانيا بقلق بالغ إلى الخطاب المتداول والمناورات التي تزيد من حدة التوترات، مضيفا أن هذا ينطبق بشكل خاص على كوريا الشمالية. وأشار إلى أن بيونغ يانغ تطور أسلحة نووية، وتستخدم خطابا عدوانيا، وتجري بانتظام تجارب صاروخية باليستية بالمخالفة للقانون الدولي، وتدعم بجنود حرب روسيا العدوانية المخالفة للقانون الدولي على أوكرانيا، مضيفا أن كوريا الشمالية تقوض بذلك السلام في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا بشكل نشط.
وفي قاعدة الأسطول الأمريكي السابع بيوكوسوكا، اطلع فاديفول على عمل مجموعة التنسيق متعددة الجنسيات التي تراقب تطبيق عقوبات الأمم المتحدة المفروضة على كوريا الشمالية. وكانت آخر مشاركة للبحرية الألمانية في جهود المراقبة بالسفن. ومنذ بداية هذا العام، مثل ألمانيا في المجموعة ضابط اتصال دائم. وقال فاديفول إن العمل المهم الذي تقوم به مجموعة التنسيق يجعل الأمر "أكثر صعوبة وتكلفة على أي شخص يحاول التحايل على العقوبات".
تايوان: يجب أن نعتمد على نفسنا لضمان أمننا
ومن طرفها، قالت وزارة الخارجية التايوانية اليوم الثلاثاء إن تايوان يجب أن تعتمد على نفسها لضمان أمنها، وذلك ردا على قول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الرئيس الصيني شي جينبينغ أخبره بأنه لن يغزو جزيرة تايوان خلال فترة رئاسة ترامب.
وتتصاعد الضغوط العسكرية والسياسية منذ خمس سنوات تقريبا على تايوان من الصين التي تعتبر تايوان التي تتمتع بحكم منفصل جزءا "مقدسا" من أراضيها. ولم تتخل الصين عن خيار استخدام القوة للسيطرة عليها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التايوانية هسياو كوانغ وي عند سؤاله عن تصريحات دونالد ترامب إن الحكومة تراقب عن كثب التفاعلات بين كبار المسؤولين الأمريكيين والصينيين. وقال لصحفيين في تايبيه "يجب أن يتحقق أمن تايوان من خلال جهودها الذاتية، ولذلك كرست بلادنا نفسها لتعزيز قدراتها على الدفاع عن نفسها وصمودها. وستواصل بلادنا العمل الجاد لتحقيق ذلك". وتعتبر الولايات المتحدة أهم داعم دولي لتايوان وأكبر مورد للأسلحة لها على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية. كما لا توجد أي معاهدة دفاعية، وبالتالي إذا هاجمت الصين تايوان فإن واشنطن ليست ملزمة بتقديم المساعدة.
تحرير: خالد سلامة