بعد تصريحات دي ميستورا ـ المعارضة السورية تشعر "بالصدمة"
٧ سبتمبر ٢٠١٧وصفت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطراف واسعة من المعارضة السورية الخميس (السابع من أيلول/سبتمبر 2017) تصريحات المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا بأنها "صادمة ومخيبة للآمال" غداة دعوة الاخير المعارضة إلى الاعتراف بانها "لم تربح الحرب".
وقال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف نصر الحريري في مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول اليوم الخميس ونقلت وقائعه قنوات عربية "هذه التصريحات أقل ما يقال إنها صادمة ومخيبة للآمال"، معتبراً أن دي ميستورا يدرك "من هو الطرف الذي تعاون ايجابياً للدفع بالعملية السياسية ويعرف من هو المعرقل" في إشارة إلى النظام السوري. واعتبر أن "عملية جنيف بهذا الشكل تفقد مصداقيتها لان الاتجاه الحالي في العملية السياسية يتم التلاعب به من بعض الاطراف الدولية لا سيما روسيا" ابرز حلفاء دمشق.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا دعا المعارضة السورية إلى أن تدرك أنها "لم تربح الحرب"، مطالبا النظام السوري في المقابل بعدم الحديث عن انتصار. وقال في مؤتمر صحافي في جنيف الأربعاء "لقد اقتربت ساعة الحقيقة".
وأضاف المبعوث الأممي: "أعرف أنكم تسمعون عبارات العملية السياسية كثيرا، لكن هل ستكون الحكومة السورية مستعدة للمفاوضات بعد تحرير دير الزور والرقة أم أنها ستكتفي برفع راية النصر؟". وتابع قائلا: "هل ستكون المعارضة قادرة على أن تتحد وأن تكون واقعية لتدرك أنها لم تربح الحرب؟". ورأى أنه "لا يمكن لأحد الآن أن يقول إنه ربح الحرب".
وفي السياق ذاته، اشار المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب في تغريدة على موقع تويتر إلى ان "تصريحات دي ميستورا تعكس هزيمة الوساطة الأممية في إنفاذ قرارات مجلس الأمن واحترام التزاماتها أمام المجتمع الدولي".
وسأل في مؤتمر صحافي عقده الاربعاء في جنيف "هل ستكون المعارضة قادرة على أن تتحد وأن تكون واقعية لتدرك أنها لم تربح الحرب؟". واضاف "هل ستكون الحكومة السورية مستعدة للمفاوضات بعد تحرير دير الزور والرقة أم أنها ستكتفي برفع راية النصر؟".
وحملت الهيئة العليا للمفاوضات، على لسان الحريري، على "صمت المجتمع الدولي وهذا الدعم المفتوح والظاهر للنظام من قبل حلفائه سواء كانت ايران او روسيا".
وقال الحريري ان ذلك "لا ينبغي ان يسوغ للمبعوث الخاص ان يتخلى عن التزاماته السياسية والقانونية والاخلاقية تجاه الشعب السوري، في تبني عملية سياسية حقيقية وفعالة هدفها وهمها الوصول إلى حل سياسي حقيقي (...) بدءا برحيل (الرئيس) بشار الاسد" عند بدء المرحلة الانتقالية.
وتزامنت تصريحات دي ميستورا مع تمكن قوات النظام السوري الاربعاء من كسر حصار يفرضه تنظيم "الدولة الاسلامية" على مدينة دير الزور (شرق) منذ مطلع العام 2015، في خطوة قال محللون إن من شان استكمالها بطرد الجهاديين من شرق البلاد أن يشكل "إنتصاراً نوعياً" للنظام السوري.
وتأمل الامم المتحدة وفق ما أوضح دي ميستورا بإطلاق جولة جديدة من مباحثات السلام بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية في تشرين الأول/أكتوبر في جنيف. واستضافت جنيف منذ العام 2014 جولات مفاوضات عدة بين طرفي النزاع، من دون أن تتمكن من احراز تقدم حقيقي جراء التباين في وجهات النظر خصوصا حول مصير الاسد.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 330 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
ع.أ.ج / ح ح (أ ف ب)