بعد تصريحات متضاربة.. زيلينسكي ينفي "سقوط" مدينة باخموت
٢١ مايو ٢٠٢٣
على خلفية تضارب التصريحات بشأن سيطرة القوات الروسية على مدينة باخموت نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تكون المدينة قد سقط بيد القوات الروسية، فيما تعهد الحلفاء الغربيون بمزيد من المساعدات لكييف.
إعلان
نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد (21 مايو/ أيار 2023) سيطرة القوات الروسية على مدينة باخموت، بعد إعلان موسكو ذلك في اليوم السابق، في تصريحات متناقضة على هامش قمة مجموعة السبع في اليابان.
وكانت مجموعة فاغنر الروسية، وبعدها وزارة الدفاع الروسية السبت، قد أكدتا أنها "حررت تماما" باخموت التي شهدت أطول المعارك وأشرسها منذ بدء غزوها للبلاد في شباط/ فبراير 2022.
ونفى فولوديمير زيلينسكي، الموجود في هيروشيما اليابانية لحضور قمة مجموعة السبع التي حصل خلالها على دعم دبلوماسي ومساعدة عسكرية، "سقوط باخموت" وفقاً لتصريحات كتبها على فيسبوك الناطق باسمه سيرغي نيكيفوروف.
وقبل ذلك بقليل، سأل صحافيون زيلينسكي "هل باخموت ما زالت في أيدي أوكرانيا؟ يقول الروس إنهم استولوا على باخموت". فأجاب "لا أعتقد ذلك". وتابع: "لم يتبق شيء في هذا المكان... مجرد أنقاض والعديد من القتلى الروس". وأضاف أن الجنود الأوكرانيين قاموا "بعمل قوي"، مضيفا: "نثمن عملهم العظيم".
لكنّ زيلينسكي عاد وصرح الأحد أن القوات الروسية داخل باخموت لكن المدينة "ليست محتلة" وأوضح "اليوم، هم في باخموت. باخموت ليست محتلة من قبل روسيا اليوم".
من جهتها، أكّدت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية غانا ماليار الأحد أن أوكرانيا "طوّقت جزئيا" مدينة باخموت بعد الاختراق الأخير الذي حققته قوات كييف في شمال المدينة وجنوبها. وقالت على تلغرام "تقدم قواتنا المستمر في الضواحي يصعّب وجود العدو في باخموت. قواتنا طوقت المدينة جزئيا".
وكان رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين أكد السبت السيطرة على باخموت التي احتلتها القوات الروسية بنسبة 90 بالمائة في الأشهر الأخيرة، مشيرا إلى أن المجموعة ستسحب مقاتليها من المدينة اعتبارا من 25 أيار/ مايو وستسلم الدفاع عن المدينة إلى الجيش الروسي، واضعا مقاتليه في تصرف موسكو لعمليات مقبلة.
وسبق أن هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقاتلي فاغنر والجيش الروسي على "استكمال العملية (التي مكّنت من) تحرير" باخموت وتعهّد تقليد الجنود الذين قدموا مساهمات بارزة في هذه المعركة المستمرة منذ الصيف، أوسمة.
وإذا تأكّدت السيطرة على باخموت، سيكون بوسع موسكو إعلان انتصار بعد سلسلة من النكسات العسكرية، وذلك قبل هجوم أوكراني مضادّ تُعدّ له كييف منذ أشهر. لكن زيلينسكي أقر هذا الأسبوع بأن أوكرانيا تحتاج إلى "مزيد من الوقت" لتنفيذ هذا الهجوم المضاد الرامي إلى استعادة أراض احتلها الروس.
وخلال لقاء رؤساء دول وحكومات مجموعة السبع، حصل زيلينسكي على وعد أمريكي بتسليم بلاده ذخيرة ومدفعية ومدرّعات جديدة بقيمة 375 مليون دولار، بالإضافة إلى الضوء الأخضر من واشنطن الجمعة لإمداد أوكرانيا طائرات مقاتلة من طراز إف-16 تطالب بالحصول عليها منذ فترة طويلة. وعلى هذا الصعيد، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن الأحد إن زيلينسكي قدّم لواشنطن "تأكيدا قاطعا" بأن طائرات إف-16 لن تهاجم الأراضي الروسية.
خلال اللقاء أعلن بايدن عن حزمة جديدة من الأسلحة لأوكرانيا التي من المتوقع أن تشن هجوما مضادا واسع النطاق قريبا لدفع الروس إلى التراجع من أجزاء من الأراضي التي يحتلونها.
وقال بايدن إن الحزمة ستشمل "ذخائر ومدفعية وآليات مدرعة" بعد أيام على منحه الضوء الأخضر للحلفاء لتسليم مقاتلات أف-16 أمريكية الصنع الى أوكرانيا. وأضاف بايدن أن "الولايات المتحدة تواصل مساعدة أوكرانيا على الرد والنهوض وإعادة الأعمار. نحن أيضا ندعم السلام".
وتكبّدت موسكو وكييف خسائر فادحة في باخموت، المدينة التي كان يبلغ عدد سكانها حوالى 70 ألف نسمة قبل الهجوم الروسي والتي دمرها القتال إلى حد كبير.
وكانت هذه المعركة أيضا مسرحا لصراع مفتوح بين بريغوجين وهيئة الأركان العامة الروسية، مع توجيه رئيس فاغنر شتائم وإهانات لمسؤولين عسكريين متهما إياهم بعدم تزويد رجاله الذخيرة الكافية بهدف إضعافهم.
كذلك، قد تتعرّض المواقع الروسية في باخموت للتهديد مع تقدم الجيش الأوكراني على أطراف المدينة من الشمال والجنوب حيث تتولى دفاعاتها قوات من الجيش الروسي.
وأعلنت أوكرانيا هذا الأسبوع استعادة أكثر من عشرين كيلومترا مربعا من القوات الروسية إلى شمال المدينة وجنوبها، مشكّلةً خطرا على قوات فاغنر، فيما اتهم بريغوجين جنود الجيش الروسي بالفرار من مواقعهم قرب المدينة.
على الصعيد الدبلوماسي، تضاعفت المبادرات الهادفة إلى تعزيز محادثات السلام بما في ذلك جولة أوروبية لمبعوث صيني زار كييف هذا الأسبوع ووفد من ستة قادة من دول إفريقية يتوقع أن يزور روسيا في حزيران/ يونيو أو تموز/ يوليو.
ع.غ/ ح.ز (آ ف ب، رويترز)
في صور.. باخموت مدينة تنزف ..حصن أوكرانيا المنيع أمام روسيا
تحتدم المعارك حول وسط مدينة باخموت شرق أوكرانيا مع تبادل أوكرانيا وروسيا التصريحات بخوض معارك ضارية. الجولة المصورة تسرد قصة المدينة الاستراتيجية منذ بداية الحرب.
صورة من: Libkos/AP/picture alliance
معارك ضارية
مع احتدام المعارك في باخموت شرق أوكرانيا، تبادلت أوكرانيا وروسيا التصريحات بإيقاع خسائر فادحة في صفوف الطرف الآخر..فما قصة المدينة؟ ولماذا تعد حصن أوكرانيا المنيع أمام الروس؟
صورة من: Narciso Contreras/Anadolu Agency/picture alliance
مدينة قبل الكارثة
تعود هذه الصورة إلى ربيع العام الماضي وترمز إلى العائلة والطفولة في باخموت. بيد أنه في مايو / آيار الماضي، اقتربت المعارك من المدينة وتعرضت لهجمات بالمدفعية وغارات جوية من قبل القوات الروسية ما خلف دمارا كبيرا لحق بالكثير من المباني.
صورة من: JORGE SILVA/REUTERS
"فقدنا كل شيء"
تعرضت التجمعات السكنية في شرق باخموت للقصف الروسي للمرة الأولى في ربيع العام الماضي. وبسبب المعارك، نزح الكثير من سكان باخموت ومنهم السيدة هالينا التي قالت للصحافيين وهي تقف أمام منزلها المدمر " لقد شُرّدنا وفقدنا كل شيء وجرى تدمير كل شيء ولا مجال للعودة".
صورة من: Aris Messinis/AFP/Getty Images
عناق أمام أنقاض المدارس
استهدفت الهجمات الروسية المدارس في باخموت. وفي يوليو / تموز الماضي، تعرضت مدرسة للتدمير، لكن لحسن الحظ لم يسفر القصف عن سقوط ضحايا. وأمام أنقاض المدرسة، تبادلت معلمتان العناق وسط حالة من الأسى.
صورة من: Diego Herrera Carcedo/AA/picture alliance
المباني التاريخية لم تسلم من القصف
خلال القصف الروسي، تعرضت الكثير من البنايات التاريخية في باخموت للتدمير مثل قصر الثقافة وبناية تعود إلى القرن التاسع عشر ومدرسة ثانوية عريقة خاصة بالفتيات. وجرى تدمير الكثير من المباني الحديثة التي تعد أبرز ملامح باخموت.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
النزوح عن باخموت
مع اشتداد المعارك، بقى قرابة أربعة آلاف شخص من باخموت بحلول السابع من مارس / آذار الجاري فيما كان يصل تعداد سكان المدينة قبل الحرب إلى 73 ألفا. وكان ألكسندر هافريس من بين السكان الذين قرروا النزوح عن باخموت حيث توجه وعائلته إلى العاصمة كييف بحثا عن الأمان.
صورة من: Metin Aktas/AA/picture alliance
هدنة هشة
غادر أكثر من 90 في المائة من سكان باخموت والمناطق المحيطة بها. لكن من اضطر إلى البقاء معظمهم مرضى وكبار السن واجهوا ظروفا مأساوية إذ لا يوجد سوى صيدلية واحدة ومحلات تجارية قليلة تفتح أبوابها لساعات قليلة خلال أوقات الهدنة. وعلى وقع ذلك، قدمت منظمات إغاثة ومتطوعون مساعدات إنسانية لمن بقي في باخموت.
صورة من: ANATOLII STEPANOV/AFP/Getty Images
حياة تحت القصف
رغم اشتداد المعارك، اضطر البعض للبقاء داخل باخموت ومنهم هذه السيدة الحامل وزوجها حيث التقطت هذه الصورة لهما أواخر يناير / كانون الثاني الماضي أمام أحد الملاجئ في المدينة. ويحتاج من يريد الدخول إلى باخموت للحصول على تصريح.
صورة من: Raphael Lafargue/abaca/picture alliance
حالة خوف مستمرة
بسبب الهجمات الروسية المتواصلة، يضطر الكثير من سكان باخموت إلى الاختباء داخل الملاجئ خاصة كبار السن ومنهم السيدة المسنة فالينتينا بوندانيركو البالغة من العمر 79 عاما التي لا تستطيع النظر من شرفة منزلها لفترات طويلة خوفا على حياتها.
صورة من: Daniel Carde/Zumapress/picture alliance
الحياة اليومية في القبو
رغم مغادرة أفراد الأسرة إلى أوروبا، إلا أن نينا وزوجها قررا البقاء في باخموت. وفي ذلك، قالت نينا "لقد اعتدنا على سماع صوت دوي الانفجارات". وأكدت نينا أنها وزوجها لن يغادرا المدينة ما دام الجيش الأوكراني موجودا في باخموت.
صورة من: Oleksandra Indukhova/DW
تدهور الوضع الإنساني
تفاقم الوضع الإنساني في باخموت مع بدء القوات الروسية هجومها في الأول من أغسطس / آب الماضي. وعلى وقع ذلك، تعرضت شبكات الكهرباء والهواتف المحمولة للتدمير بسبب القصف فيما بات الحصول على مواد غذائية أمرا صعبا حتى أن بعض المتطوعين أصيبوا في الهجمات.
صورة من: Diego Herrera Carcedo/AA/picture alliance
هجمات بالمدفعية الثقيلة
أبرز المعارك حول باخموت دارت بين وحدات المدفعية. وحسب تقديرات الجيش الأوكراني فإنه جرى استخدام المدفعية والذخيرة الثقيلة خلال المعارك. وتعرضت باخموت لهجمات من مجموعة "فاغنر" الروسية. ورغم ذلك، يبدي الجيش الأوكراني مقاومة باسلة.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
علم أوكرانيا.. من باخموت إلى الكونغرس الأمريكي
تفقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 20 من ديسمبر / كانون الأول الجنود الأوكرانيين في باخموت. وقد أخذ معه علما أوكرانيا يحمل توقيعات الجنود الأوكرانيين الذين يحاربون في باخموت. وبعد يومين، زار واشنطن حيث قام بإهداء العلم إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي.
صورة من: Carolyn Kaster/AP Photo/picture alliance
علاج المصابين على جبهات القتال
تواجه الأطقم الطبية التابعة للجيش الأوكراني ظروفا صعبة حيث تضطر إلى علاج المصابين على جبهات القتال. وتعمل هذه الأطقم على إنقاذ المصابين رغم نقص الإسعافات والإمدادات الطبية. ولا يتوقف الأمر على ذلك، بل تعمل هذه الأطقم على ضمان نقل الحالات الحرجة إلى المناطق الآمنة.
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP Photo/picture alliance
مدينة تحت الأنقاض
بسبب القصف واحتدام المعارك، تعرضت 80 في المائة من المنازل في باخموت للتدمير، وفقا للسلطات الأوكرانية. هذه الصورة التقطت في أواخر ديسمبر / كانون الأول الماضي وتظهر تصاعد الأدخنة من المباني المدمرة.
صورة من: Libkos/AP/picture alliance
دمار هائل
في يناير/ كانون الأول الماضي، التقطت الأقمار الاصطناعية صورا لمدينة باخموت تظهر حجم الدمار الذي لحق بها. وجاء في التعليق: "ظلت المدينة مركزا لمعارك طاحنة بين الوحدات الروسية والأوكرانية خلال الأشهر الماضية وتكشف هذه الصور حجم الدمار الذي لحق بالبنايات والبنية التحتية في باخموت".
صورة من: Maxar Technologies/picture alliance/AP
مدينة أشباح
تضررت معظم مباني مدينة باخموت كثيرا بسبب التدمير حيث انهارت الأسقف وجدران المنازل ولم تنجو من القصف إلا واجهات الأبنية. وتظهر هذه الصورة التي التقطت من طائرة مسيرة في 13 من فبراير / شباط الماضي حجم الدمار الذي لحق بالمدينة والتي تحولت إلى ما يشبه مدينة أشباح فيما تغطي الثلوج الأنقاض.
صورة من: AP Photo/picture alliance
الدفاع عن "قلعة باخموت"
مع اشتداد المعارك، تعهد زيلينسكي بالدفاع عن "قلعة باخموت" وهو الأسم الذي أطلقه على المدينة حيث هدد "بتدمير" القوات الروسية التي تطوق المدينة. ورغم ذلك، لم يستبعد مسؤولو حلف "الناتو" احتمال سقوط باخموت في أيدي الروس. دميترو كانيفسكي/ م.ع/ م.أ.م