معزوفات الموسيقار لودفيغ فان بيتهوفن تعد الموسيقى الكلاسيكية الأكثر عزفا حول العالم. وبعد توقف الاحتفال العام الماضي، تعود مدينة بون، موطن بيتهوفن، لإحياء ذكرى الموسيقار الكبير هذا العام بمجموعة حفلات من الطراز الرفيع.
إعلان
ما السر وراء استمرار شهرة بيتهوفن حول العالم بعد مرور 194 عاما على وفاته؟… هو سؤال من السهل الإجابة عليه من وجهة نظر المديرة الفنية لمهرجان بيتهوفن هذا العام نيكي فاغنر.
وفي حوار مع موقع دويتشه فيله DW، ترى فاغنر أن سبب خلود اسم بيتهوفن هو ببساطة ”التزامه نحو الإنسانية"، على حد تعبيرها. وتقول فاغنر: ”بيتهوفن ليس موسيقي نرجسي أو مؤلف يعمل من برج عاجي. هو يقول أنا ولكنه يشير إلى نحن".
وللموسيقار، المولود وسط أجواء متواضعة بمدينة بون، رسالة لم تفقد أهميتها في مواجهة الأزمات الحالية بعالمنا، وآخرها الوضع في أفغانستان. وتشرح فاغنر أنه في مواجهة ”الديكتاتورية والاضطهاد والتراجع عن إنجازات الحضارة"، على حد قولها، ”يمثل بيتهوفن أفكار الحرية والمساواة والإخاء".
وفي عام 2020، اضطر المسؤولون إلى إلغاء موسمي الربيع والخريف من مهرجان بيتهوفن بسبب القيود التي تم فرضها لمواجهة انتشار فيروس كورونا. وكان من المفترض أن يكون الاحتفال العام الماضي مميزا لموافقتهالذكرى رقم 250 علي ميلاد الموسيقار الراحل.ولكن بفضل جمعية يوبيل بيتهوفن BTHVN2020 سيقام عدد من الفعاليات الفنية هذا العام.
ومن الواضح أن الشعار الأصلي للمهرجان، ”البعث، نعم البعث"، يعد الأنسب للحدث حيث يعود مهرجان بيتهوفن من جديد بـ 54 حفل موسيقي في الفترة ما بين 20 أغسطس وحتى 10 سبتمبر.
وتمثل تسع سيمفونيات، تعتبر كل منها علامة في الموسيقى الأوربية، المحور الأساسيلإرث بيتهوفن الفني الذي ستقوم خمس فرق عالمية بتقديمه خلال الافتتاح. كما ستقدم أوركسترا "لو كونسيرت ديس ناسيونس" بقيادة الموسيقار الكبير يوردي سافال، في الافتتاح أيضا، توزيعها الخاص للسيمفونية التاسعة.
وهذا العام، تقوم دويتشه فيله DW بتقديم حفل افتتاح المهرجان كحدث خيري لجمع تبرعات للمتضررين من الفيضانات التي شهدتها المنطقة المحيطة ببون الأسابيع الماضية.
ويستمر مهرجان بيتهوفن، بالتعاون أيضا مع دويتشه فيله DW، في تقديم برنامجه الناجح خلال الأعوام الماضية، ”مشروع الحرم الجامعي". ففي عام 2021، يحتفل المشروع الشبابي بمرور 20 عام على تأسيسه ويدعو صغار الموسيقين في أوروبا لمدينة بون من أجل تأسيس برنامج جديد بالتعاون مع أفراد الأوركسترا الألمانية الاتحادية للشباب. ويقدم الشباب تجربة موسيقية جديدة، بقيادة قائد الأوركسترا يوهانس كاليتسكيه، حيث سيجلس العازفون في مجموعات حول الجمهور.
وستقوم دويتشه فيله DW وشركائها ببث العديد من الحفلات الموسيقية عبر الراديو، كما سيتم البث على الإنترنت من خلال قناة دويتشه فيله كلاسيكال DW Classical على موقع يوتيوب.
أنستيشيا بوتسكو/ د.ب.
كل الأماكن تعرفه ـ بون مسقط رأس بيتهوفن وحبه الأول
رأى الموسيقي الشهير لودفيغ فان بيتهوفن النور في مدينة بون، التي حازت على مكانة كبيرة في قلب هذا الفنان الموهوب رغم انتقاله للعيش في فيينا في وقت لاحق من حياته. ألبوم الصور يسلط الضوء على بعض محطات بيتهوفن في مدينته الأم.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER/H. Schmidt
تمثال بيتهوفن
رأى الموسيقي الألماني لودفيغ فان بيتهوفن النور في مدينة بون في ديسمبر/كانون الأول سنة 1770. وقضى بيتهوفن الـ 22 عاماً الأولى من حياته في هذه المدينة. وشيد تمثال بيتهوفن (الصورة) سنة 1845 بمساهمة مالية سخية من المؤلف الموسيقي وعازف البيانو فرانز ليست. ويوجد تمثال بيتهوفن في ساحة "مونستر بلاتس"، ويُعد من أبرز معالم مدينة بون، التي تقع في ولاية شمال الراين ويستفاليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
تعميد بيتهوفن
ظهرت موهبة بيتهوفن في سن مبكر للغاية، ففي الثانية عشرة من عمره كان بيتهوفن يكتب موسيقاه الخاصة. ورغم أنه لا يُعرف التاريخ الفعلي لميلاد هذا الموسيقار الألماني الشهير، إلاّ أنه تم تعميد لودفيغ بيتهوفن في أبرشية القديس ريميغوس سنة 1770.
صورة من: Beethoven Jubiläums GmbH
مكان بديع
مكان رائع للغاية مع زخرفة من الجص وأكثر من شمعدان ضخم. إنه قصر "ريدوت"، الذي يقع في الجزء الجنوبي من مدينة بون. ويُقال إنه في هذا المكان (الصورة) لعب بيتهوفن في أوائل العشرينيات من عمره مع الموسيقار النمساوي جوزيف هايدن. كما يُعتقد أنه في نفس هذا المكان تم تقديم أحد العروض الأولى لأوبرا "الناي السحري"، التي لحنها الموسيقي النمساوي فولفانغ أماديوس موزارت.
صورة من: Müller-Rieger GmbH
مياه علاجية
قديماً، استمتع الرومان بالمياه الطبيعية لنافورة "رويسدورف". وبعدها بقرون كان يتم تصدير هذه المياه ذات الصفات العلاجية إلى روسيا. أما بيتهوفن، فقد كان يأخذ معه هذه المياه خلال زيارات منتظمة مع عائلته. وبعد تدهور حالة بيتهوفن الصحية في وقت لاحق في مدينة فيينا النمساوية، فإنه كان يزور المنتجعات الصحية الطبيعية للاستفادة من التأثير العلاجي للمياه المعدنية.
صورة من: Beethoven Jubiläums GmbH
بيترسبيرغ
منطقة الجبال السبعة و بيترسبيرغ (جبل بيتر) كانت من الأماكن التي يزورها بيتهوفن بانتظام في مدينة بون. وتتمتع هذه الأماكن بطبيعتها الخلابة، حيث كان بيتهوفن المُحب للطبيعة مفتوناً على ما يبدو بالمناظر المذهلة لهذه الأماكن القريبة والمطلة على نهر الراين.
صورة من: Beethovenfest Bonn/Sonja Werner
حب نهر الراين
كان يعني نهر الراين بالنسبة لبيتهوفن الوطن. ومن مدينة فيينا، كتب بيتهوفن عن الراين قائلاً "المنطقة التي رأيت فيها نور العالم لأول مرة ما تزال جميلة أمام عيني"، معتبرا الفترة التي قضاها في هذه الأماكن من أسعد لحظات حياته.
صورة من: picture-alliance/imagebroker/S. Ziese
صخرة التنين
مرتفع دراخن فليس أو صخرة التنين (الصورة)، حيث يمكن التمتع بمنظر رائع من هذا المكان. وكانت الطبيعة بالنسبة لبيتهوفن مصدراً للإلهام وكذلك الترويج عن النفس، فغالبا ما كان يذهب إلى هذا المكان ومعه بعض الأوراق لتدوين أفكاره الموسيقية. إعداد: بيتينا باومان/ر.م