بعد جحيم اليونان.. لماذا يستبعد خبراء حرائق ضخمة في ألمانيا؟
٢٥ يوليو ٢٠١٨
أيقظت الحرائق الضخمة في اليونان المخاوف في ألمانيا. وبعد أحاديث عن نقص في العتاد اللازم لمكافحة حرائق الغابات، استبعد خبراء نشوب حرائق ضخمة في غابات ألمانيا، ليبقى حريق 1975 هو آخر أكبر الحرائق منذ الحرب العالمية.
إعلان
استبعد خبراء ألمان نشوب حرائق غابات ضخمة في ألمانيا مثل التي تشهدها اليونان حاليا. وقال هارتموت تسيبس، رئيس الاتحاد الألماني لمراكز الإطفاء، وأشتريد أولمان، مديرة قسم شؤون الغابات والأخشاب لدى المعهد الاتحادي للزراعة والتغذية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن هناك كثيرا من إجراءات الحماية والمراقبة للغابات في ألمانيا.
ورغم تأكيد تسيبس أن "خطر نشوب حرائق غابات في ألمانيا كبير للغاية، وإننا بحاجة ملحة للأمطار كي يتم الحد من هذا الخطر"، شدد رئيس اتحاد مراكز الإطفاء على أن الشواء وإشعال سجائر ممنوعان حاليا في الغابات. وبالنظر إلى اليونان، قال تسيبس إن "لدينا مقدمات مختلفة تماما، فنمو النبات لدينا مختلف تماما، والأجهزة المعنية بالإشراف على الغابات والمختصون في زراعة الغابات أعدوا الغابة على نحو مختلف، إذ إن لدينا ممرات (مخصصة للحد من الحرائق داخل الغابات)".
رقابة شاملة بالفيديو
وأوضح تسيبس أنه لا يرى نقصا حادا في اجراءات مكافحة الحرائق بألمانيا، على الرغم من المحدودية الشديدة للقدرات اللازمة لإطفاء الحرائق من الجو، وقال: "يمكننا النجاح في ذلك بالفعل من خلال المروحيات الموجودة". واستدرك قائلا: "ولكن هناك عدد قليل حقا. والعدد القليل المتوافر إما يتم الاستعانة به أو معطل جزئيا". ولكنه أشار إلى أنه يمكن لمروحيات الجيش الألماني الكبيرة حمل ما يصل إلى خمسة آلاف لتر من المياه، ويمكن للمروحيات الأصغر حجما الخاصة بالشرطة الاتحادية حمل 1500 إلى ألفي لتر.
ومن جانبها، أشارت أولمان إلى وجود دوريات حماية من الحرائق في الغابات والحقول. كما كشفت أنه تمت زراعة أشجار نفضية متساقطة الأوراق يصعب أن تشتعل على خطوط السكك الحديدية من أجل تأخير انتشار الحريق حال نشوبه. وأضافت أن هناك أيضا في بعض الولايات الاتحادية، التي يرتفع بها خطر نشوب حرائق منذ أعوام رقابة شاملة بكاميرات فيديو لدرجة أنه يمكن تحديد موقع الحريق سريعا.
وأوضحت أولمان أن أكبر حريق غابات ضرب ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وقع في منطقة غابات "لونيبرغر هايده" بشمال شرق ولاية ساكسونيا السفلى، عام 1975، وأتى على 8 آلاف هكتار من الغابات كما أودى بحياة خمسة من رجال الإطفاء. لكن هذا الحريق دفع السلطات إلى إنشاء برك مياه في الغابات وخزانات ماء تحت الأرض لإطفاء الحرائق داخل الغابات.
ص.ش/أ.ح (د ب أ)
تقلبات جوية في صيف أوروبا المجنون
فيضانات وتساقطات مطرية بكميات كبيرة هنا، وارتفاع كبير لدرجات الحرارة وحرائق غابات تأتي على الأخضر واليابس هناك. هكذا يبدو طقس القارة العجوز، التي تشهد طقسا متقلبا، بفعل التغيرات المناخية التي كان لها تأثيرات كبيرة.
صورة من: picture alliance/AP Photo/V. Ghirda
حرارة مفرطة
اجتاحت موجة حرارية جنوب أوروبا يُطلق عليها اسم "لوسيفر". وبلغت درجات الحرارة أكثر من 40 درجة مئوية في إسبانيا ودول البلقان في شرق القارة العجوز. وتسببت الحرارة المفرطة في تضرر المحاصيل الزراعية وتبخر مصادر المياه وكذلك حرائق برية مستعرة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/V. Ghirda
بحثا عن الظل
هرع السياح في جزيرة مايوركا الإسبانية إلى أماكن لا تصلها أشعة الشمة الحارقة، كما توضح الصورة التالية قبالة كاتدرائية في إسبانيا. وقد سُجلت حالات وفاة بسبب الحرارة المفرطة في كل من إيطاليا وإسبانيا ورومانيا.
صورة من: picture-alliance/dap/P. Schirmer Sastre
الليالي الصيفية
لم تتحسن الأوضاع رغم غروب الشمس، فقد سُجلت في بعض المناطق 33 درجة مئوية في وقت متأخر من الليل. ويرى العلماء أن ارتفاع درجات الحرارة سيستمر في هذه السنة التي تعد ضمن أكثر السنوات سخونة.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Schirmer Sastre
ماء في مواجهة القيظ
العاصمة الإيطالية من أكثر المدن تضررا بموجة الحرارة. واضطر الفاتيكان الشهر الماضي إلى إيقاف نوافير الشرب، فيما تعمل فرق الإغاثة على تقديم يد العون والتعامل مع ارتفاع درجة الحرارة التي بلغت 40 درجة مئوية وسط المدينة الخالدة.
صورة من: Reuters/M. Rossi
حمام طين!
يبدو أن ارتفاع درجة الحرارة في مدريد، والتي بلغت الشهر الماضي 39 درجة مئوية، لم يشمل سكان المدينة فقط، إذ تجاوزه أيضا إلى الحيوانات كما توضح صورة وحيد القرن في حديقة الحيوان بمدريد، وهو يبحث عن أجواء باردة داخل بركة مائية.
صورة من: picture-alliance/Pacific Press/J. Sanz
تسلية وألعاب
يبذل الأطفال على الأقل قصارى جهدهم للحفاظ على البرودة في نيس، جنوب فرنسا. واستقطبت النوافير العامة في جميع أنحاء أوروبا الحشود. بينما أصبحت الطرق المؤدية إلى المدن باتجاه الساحل وكذلك بعض المطارات عامرة بالناس الذين يفرون منه قيظ المدينة.
صورة من: Reuters/E. Gaillard
سماوات كهربائية
في ألمانيا تشهد البلاد تساقطات مطرية غزيرة هي الأعلى منذ عام 1881، وقد تم إلغاء خطط الاستمتاع بحفلات الشواء وحمامات الشمس، إذ يضيء البرق السماء. ويرى العلماء أن الاحتباس الحراري ساهم في صعود الطقس القاسي في جميع أنحاء العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kusch
احتفال تحت المطر
في الوقت الذي تشهد فيه الكثير من المدن الأوروبية تساقطات مطرية غزيرة، يحتفل المشاركون في برلين باليوم السنوي "كريستوفر ستريت " للمثليين. وعلى غرار باقي المدن الألمانية تشهد برلين صيفا ممطرا وغير عادي.
صورة من: Reuters/F. Bensch
سقوط الشجر!
يشهد شمال ألمانيا هذا الصيف على وجه الخصوص رياحا عاصفة، تركت حطاما متناثرا في الشوارع، مثل ما توضح الصورة التالية لشجرة اقتلعتها الرياح بمدينة هامبورغ الشهر الماضي. وتسببت الرياح كذلك في مقتل شخصين على الأقل وتعطل حركة المرور والقطارات والرحلات الجوية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
انجراف
لم تسلم النمسا أيضا من التساقطات المطرية الغزيرة، التي تسببت في إفساد العطلة لبعض السياح في مدينة "زالتسبورغ"، والتي غمرتها الفيضانات وأدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
صورة من: picture-alliance/dpa/E. Scheriau
حرائق الغابات
تعتبر حرائق الغابات من المخاطر الشديدة لارتفاع درجات الحرارة في الصيف، خصوصا جنوب القارة الأوروبية. وتظهر الصورة الملتقطة في فرنسا تصاعد ألهبة النار. ما دفع بالسلطات إلى إجلاء أكثر من 10 آلاف شخص من المنطقة.
صورة من: Reuters/J.P. Pelissier
الأرض المحروقة
اجتاحت الحرائق في مناطق كرواتيا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا، مما تسبب فى حدوث أضرار بالمنازل والمزارع والغابات. وبحلول أواخر يوليو/ تموز، شهدت أوروبا أكثر من ثلاثة أضعاف المتوسط السنوي لعدد الحرائق. وأدت الحرائق الشديدة في البرتغال في حزيران / يونيو الماضي إلى مقتل 64 شخصا. إعداد: راسل روبي/ رضوان مهدوي