بعد انتقادات ومقاطعة.. قطر تعتبر أزمة البيكيني "بروباغاندا"
٩ مارس ٢٠٢١مع انطلاقة بطولة كتارا العالمية للكرة الطائرة الشاطئية في العاصمة القطرية، أعادت الدوحة التأكيد على أن ما أثير حيال قواعد اللباس الخاص بحظر البيكيني في هذا الحدث الرياضي، ليس إلا "بروباغاندا لغايات أخرى"، فيما تواصل خططها من أجل "عنابي السيدات".
وواجهت قطر انتقادات من بعض اللاعبات الشهر الماضي، بعدما قام الاتحاد الدولي للكرة الطائرة بتحديث قواعد اللباس الرسمي ليطلب من السيدات ارتداء قمصان وسراويل طويلة.
وأعلنت نجمتا الكرة الطائرة الشاطئية الألمانيتان كارلا بورغر ويوليا زوده الشهر الماضي، نيتهما مقاطعة البطولة التي تستضيفها قطر، لأنها تمنع اللاعبات من ارتداء البيكيني.
لكن الاتحاد القطري للعبة نفى لاحقاً مزاعمهما، كما ذكر الاتحاد الدولي لاحقاً إن المنظمين القطريين قدموا تأكيدات بأنه "لا توجد قيود على اللاعبات اللواتي يرتدين الزي الرسمي".
وعلى هامش المباريات التي انطلقت أمس الاثنين (الثان من مارس/ آذار 2021)، وبمشاركة لاعبات يرتدين البيكيني، قال المنسق العام للبطولة محمّد سالم الكواري لوكالة فرانس برس "بعض وسائل الإعلام، وبعض الأشخاص لغايات أخرى، صنعوا +بروباغاندا+ حول هذا الموضوع، لكن الأمر ليس حقيقياً تماماً، نحن لم نُجبر أي شخص على فعل أي شيء ضد قواعد الاتحاد الدولي للكرة الطائرة".
وأضاف الكواري وهو عضو مجلس إدارة الاتحاد القطري للكرة الطائرة "لا أعتقد أن اللباس هو السبب، فهناك أربعة فرق من ألمانيا تشارك في بطولة السيدات". وتابع "لقد تناولوا الموضوع بطريقة خاطئة، نعم لدينا بعض التقاليد كبلد مسلم، لكن الموضوع برمته كان نقاشاً داخل الاتحاد الدولي، إذا كان هناك إمكانية ارتداء اللاعبات اللباس الطويل، خصوصاً أن البطولة تقام في أجواء باردة ليلاً". وأضاف الكواري أنه "سُئلَت اللاعبات عن رأيهن، ومعظمهن قلن بأن لا مشكلة في الأمر، فنحن نريد تنظيم البطولات في المستقبل في هذه المنطقة، ومناطق أخرى".
وهذه المرة الأولى التي تستضيف فيها الدوحة نسخة السيدات بعد استقبالها منافسات الرجال لسبع سنوات، علماً بأنها سمحت بارتداء المشاركاتللبيكيني في الألعاب العالمية الشاطئية 2019 من تنظيم اتحاد اللجان الاولمبية الوطنية "أنوك".
وإذ شدد الكواري على أن قطر تلتزم قواعد الاتحاد الدولي، أوضح أن النقاش كان ديموقراطياً، "فنحن نفكر أيضاً في دول المنطقة وليس في قطر فحسب". وأضاف "نعلم أن هناك دولاً مجاورة عدة ربما ترغب بتنظيم بعض البطولات لكنها تتخوف بسبب قيود المجتمع والأصوات التي قد ترتفع اعتراضاً على اللباس، لكن ربما اذا اتيحت الفرصة وكان هناك لباساً تقليدياً مثل أي رياضات اخرى، ستتشجع الدول على تنظيم البطولات، وهذا من شأنه أن يرفع من مستوى الطائرة الشاطئية في منطقتنا".
وفيما يسعى المنتخب القطري للرجال المكون من الثنائي شريف يونس وأحمد تيجان (المصنف 13 عالميًا، والأول آسيوياً) بمواصلة عروضه القوية والذهاب بعيداً في المنافسة على لقب البطولة، تضع قطر خطة طويلة الأمد لتكوين منتخب للسيدات للمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية 2030 التي فازت الدوحة باستضافتها في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وأوضح الكواري الذي مثّل العنّابي في "آسياد 2006"، أن العمل انطلق بالفعل لتوسيع قاعدة السيدات في الطائرة الشاطئية، "نظمنا بطولة في كانون الأول/ديسمبر الماضي، ووجدنا تشجيعاً وتحفيزاً من ذوي اللاعبات".
وبينما تخطو اللاعبة القطرية سارة غريب التي ترتدي الحجاب، خطواتها الواثقة لخوض المباريات في الكرة الطائرة الشاطئية، اعتبرت الروسية ناتاليا ميخالشينكوفا عضو اللجنة المنظمة للبطولة، أن اللاعبات اللواتي قاطعن البطولة "خسرن بعدم المشاركة". وأضافت أن "الأمر يتعلق بالكرة الطائرة وليس البيكيني، فنحن هنا للاستمتاع وإرسال رسالة إلى العالم بأننا نخوض بطولة دولية حتى في ظل انتشار جائحة كورونا".
وتقام البطولة ضمن نظام الفقاعة الطبية، أمام مدرجات صامتة وسط إجراءات صارمة للوقاية من فيروس كورونا، إذ يلتزم جميع المنظمين بالأقنعة الإلزامية كما باستخدام تطبيق "احتراز" الإلزامي لتتبع جهات الاتصال.
وأكد الكواري في الإطار نفسه أن "أسرة الكرة الطائرة الشاطئية الدولية سعيدة بإقامة الجولة الدولية الأولى منذ تفشي جائحة كورونا، خصوصاً أنها مهمة جداً للفرق التي تتنافس على التأهل إلى أولمبياد طوكيو الصيف المقبل".
و.ب/ع.ج.م (أ ف ب)